تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أيها الإخوة والأخوات الأفاضل ماذا لو تحداكم أحدهم بهذا السؤال البسيط للوهلة الأولى:

    ما هي الصلاة ؟
    أو
    ماذا تمثل الصلاة لكم ؟


    فما هو ردكم بارك الله فيكم وفتح الله عليكم ؟

    أرجو من الله الهادي إلى نوره من يشاء أن يوفقكم إلى المشاركة في هذا الموضوع بعلم وحكمة


    *****
    والله الموفق
    نحبكم في الله
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    والحمد لله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الإسكندرية - مصر
    المشاركات
    110

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين والتي لا يقوم وصف الإسلام في الشخص بدونها فكما ورد في الأحاديث الصحاح أن بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة

    والصلاة هي صلة العبد بربه , وميقات يقف فيه العبد بين يدي ربه كل يوم خمس مرات يذكره ويناجيه ويدعوه ويحقق فيها أهم مظاهر العبودية لله من السجود لله تعالى والخضوع له سبحانه والإنكسار بين يديه ودعاءه

    والصلاة نور وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة

    وهي من أكثر وصايا الله تعالى في القرآن وألزم المسلمين بها ولم يسقطها حتى حال الحرب ومواجهة العدو
    وهي من آخر وصايا رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته وبين السكرات والإفاقة يسأل عن أحوال المسجد والمسلمين فيقال: هم ينتظرونك. ولما وجد في نفسه خفة خرج يهادى به بين الرجلين حتى أقيم إلى جنب أبي بكر في الصلاة

    قال تعالى "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة"
    وقال تعالى "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
    وقال تعالى "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"
    وقال تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
    وقال تعالى "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"
    وقال تعالى "قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون"

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    السلام عليكم
    جزاكم الله خيرا أخي الكريم ونفع الله بكم أمة الإسلام.

    غدا إن شاء الله سأضيف شيئ نقلا من محاضرات للشيخ محمد اسماعيل المقدم -عفى الله عنه-

    والحمد لله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة: 45]
    {وَاسْتَعِينُوا} عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِي الَّذِي عَاهَدْتُمُونِي فِي كِتَابِكُمْ، مِنْ طَاعَتِي وَاتِّبَاعِ أَمْرِي، وَتَرْكِ مَا تَهْوَوْنَهُ مِنَ الرِّيَاسَةِ وَحُبِّ الدُّنْيَا إِلَى مَا تَكْرَهُونَهُ مِنَ التَّسْلِيمِ لِأَمْرِي، وَاتِّبَاعِ رَسُولِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
    {بِالصَّبِرِ} بِحَبْسِ أَنْفُسِكُمْ عَلَى مَا كَرِهَتْهُ نُفُوسُكم مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَتَرْكِ مَعَاصِيهِ..وَأَ صْلُ الصَّبْرِ: مَنْعُ النَّفْسِ مَحَابَّهَا وَكَفُّهَا عَنْ هَوَاهَا، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلصَّابِرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ: صَابِرٌ، لِكَفِّهِ نَفْسَهُ عَنِ الْجَزَعِ؛ وَقِيلَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ: شَهْرُ الصَّبْرِ، لِصَبْرِ صَائِمِهِ عَنِ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ والمنَاكِحِ نَهَارًا..
    {و} استعينوا..
    {بالصلاة} وَبِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ الْمَانِعَةِ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ..ف إِنَّ الصَّلَاةَ فِيهَا تِلَاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ، الدَّاعِيَةُ آيَاتِهُ إِلَى رَفْضِ الدُّنْيَا وَهَجْرِ نَعِيمِهَا، الْمُسَلِّيَةُ النُّفُوسَ عَنْ زِينَتِهَا وَغُرُورِهَا، الْمُذَكِّرَةُ الْآخِرَةَ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ فِيهَا لِأَهْلِهَا، فَفِي الِاعْتِبَارِ بِهَا الْمَعُونَةُ لِأَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى الْجَدِّ فِيهَا، كَمَا رُوِيَ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزِعَ إِلَى الصَّلَاةِ.. فَأَمَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِينَ وَصَفَ أَمْرَهُمْ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَجْعَلُوا مَفْزَعَهُمْ فِي الْوَفَاءِ بِعَهْدِ اللَّهِ الَّذِي عَاهَدُوهُ إِلَى الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ كَمَا أَمَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: {فَاصْبِرْ}يَا مُحَمَّدُ {عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعُ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130]، فَأَمَرَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي نَوَائِبِهِ بِالْفَزَعِ إِلَى الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ.. وعن عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: «نُعِيَ إِلَيْهِ أَخُوهُ قُثَمُ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ تَنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَطَالَ فِيهِمَا الْجُلُوسَ، ثُمَّ قَامَ يَمْشِي إِلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبِرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}». .
    {وَإِنَّهَا} وَإِنَّ الصَّلَاةَ..
    {لَكَبِيرَةٌ} لَشَدِيدَةٌ ثَقِيلَةٌ..
    {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} الْخَاضِعِينَ لِطَاعَتِهِ، الْخَائِفِينَ سَطَوَاتِهِ، الْمُصَدِّقِينَ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ..وَأ َصْلُ الْخُشُوعِ: التَّوَاضُعُ وَالتَّذَلُّلُ وَالِاسْتِكَانَ ةُ..اهـ من مختصر تفسير الطبري لمقيدة
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    الصلاة نور المسلم في الدنيا والآخرة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    الصلاة صلة بين العبد وربه .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    944

    افتراضي رد: ماذا تمثل الصلاة لكم ؟ موضوع للمشاركة

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    لإثراء هذا الموضوع الهام هذه محاضرات نراها قيمة نافعة من شيخ مربي نحبه في الله ومعروف عند أهل العلم الثقاة بعالم ومربي.
    الصلاة لماذا ؟ ولماذا نصلي ؟!!
    محاضرات للشيخ د. محمد اسماعيل المقدم -عفى الله عنه-

    طليعة المحاضرات:
    للصلاة مكانة وخصائص متميزة منها: أنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود دين الإسلام، وأكثر العبادات ذكراً في القرآن، وآخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم العدنان، وقد سماها الله تعالى إيماناً، وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم إيماناً، وقد فُرضت على جميع الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، فهي أم العبادات، ولها خصائص كثيرة تبين مدى مكانتها عند الله عز وجل...
    *****
    الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
    الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده، وعلى آله وصحبه من بعده.
    أما بعد:
    فنجدد العهد بموضوع هو في غاية الأهمية، وهو لا ينفصل عما نحن فيه وعما نعايشه من أحداث، ألا وهو موضوع الصلاة ومكانتها وخصائصها وآثارها على المسلمين أفراداً وأمة، وهذا من باب قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى:9]، وقد بين تعالى من ينتفع بالذكرى حين قال عز وجل: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:5].

    فللصلاة مكانة متميزة ينبغي أن نستصحبها في كل أحوالنا، وأن نجتهد في إصلاح صلاتنا، فإن ذلك أحد مفاتيح استحقاق نصر الله تبارك وتعالى؛ وذلك لأن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أفضل الأعمال بعدهما؛ لكونها وضعت على أكمل وجوه العبادة وأحسنها؛ ولأنها تجمع متفرق العبودية، وتتضمن أقسامها، وهي أول ما اشترطه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التوحيد، وهي رأس العبادات البدنية، وهي دين الأمة ضرورة، ولم تخل منها شريعة مرسل، وهي فرض عين بالكتاب والسنة والإجماع، فرضها الله عز وجل ليلة المعراج على نبيه صلى الله عليه وسلم في السماء، وذلك بخلاف سائر الشرائع.
    إن من خصائص الصلاة أنها فرضت على هذه الأمة ليلة المعراج في السماء، فدل ذلك على عظم حرمتها، وتأكد وجوبها على كل مسلم مكلف، ولا تسقط عنه بحال من الأحوال، ما عدا الحائض والنفساء بخلاف غيرها من الأركان.
    ومع هذه المكانة العظيمة للصلاة شاع في عصرنا -عصر الغربة الثانية- تهاون الناس بها، وتفريطهم في حقها، مع انهماكهم في صنوف اللهو واللعب، وتهالكهم على جيفة الدنيا وحطامها، فمن ثم تمس الحاجة إلى أن نجدد ذكرى، ونحدث عهداً، بعظيم قدرها وجسامة خطرها، ونتكلم على خصائص الصلاة وأهميتها.
    نبدأ ببيان أن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في المشركين: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] قوله: (فإن تابوا) يعني: إن تابوا من الشرك ودخلوا في الإسلام والتزموا أحكامه أما بدون ذلك فلا أخوة.
    وقال صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) متفق عليه.
    وقال صلى الله عليه وآله وسلم لـمعاذ رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم) .. إلى آخر الحديث المتفق عليه.
    قوله صلى الله عليه وسلم: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل) أي: أول شيء هو توحيد الله تبارك وتعالى.
    وفي لفظ لهذا الحديث: (فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله).
    فقوله هنا في هذه الرواية: (فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل) أي: عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، كما في تفسير قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] أي: ليعبدوني وحدي لا يشركوا بي شيئاً، وهذا هو معنى لا إله إلا الله.
    قوله: (فإذا عرفوا الله) يعني: بالتوحيد.
    قوله: (فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم) فالصلاة صلة بين العبد وبين الرب تبارك وتعالى، وهي صلة فريدة لا نظير لها ولا مثيل لها، لا يدركها ولا يفقهها إلا من عرف صفة العبد وصفة الرب، والصلات بين طرفين تابعة لصفات كل منهما، ونابعة منها، ولذلك لهجت الكتب السماوية بذكر الصفات قبل أن تحدد الصلات، وتدعو إلى العبادات، وتسن الفرائض وتحث على الطاعات، فمن ثم دائماً تسبق العقيدة العمل والعبادة؛ لأن العقيدة لها الأولوية المطلقة.
    قوله: (فإذا هم عرفوا الله -أو وحدوا الله- فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات) فالأولوية للتوحيد، يليه العبادة، وفي رأس العبادة تكون الصلاة.
    كذلك دعا الرسل إلى توحيد الله في أسمائه وصفاته وأفعاله، وإلى تنزيهه وتقديسه ومعرفته المعرفة الصحيحة قبل أن يدعو إلى أي شيء آخر، والقرآن الكريم نفسه أكبر شاهد على ذلك، إذ كان مفتاح دعوة جميع الرسل: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [المؤمنون:32] هذا فيما يتعلق بالعلاقة بين الصفات والصلات.
    فلابد لكل امرئ أن يعرف قدر نفسه، فالعبد يعرف نفسه أنه عبد ذليل ضعيف محتاج إلى الله تبارك وتعالى.
    كذلك ينبغي على العبد أن يعرف ربه، فإذا عرف ربه وعرف نفسه هنا تقوم الصلة بين رب وبين عبد، بين خالق ومخلوق، بين غني وفقير وهكذا.
    قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله) متفق عليه.
    قوله: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله) كلمة الشهادة لا تكون إلا على شيء قام عليه بينة ودليل حسي، والشخص لا يشهد مثلاً في محكمة أو في القضاء إلا على شيء رآه أو سمعه أو شهده وحضره، فأنت حينما تقول: لا إله إلا الله فأنت لا تقولها تقليداً، وإنما تبنيها على أدلة، وتشهد بأن هذه الأدلة تثبت لك أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
    من المؤلم جداً أننا نستغرق أحياناً في بعض القضايا الفكرية أو السياسية.. إلى آخره، ونغفل أموراً هي في غاية الأهمية بالنسبة للمسلم، للأسف الشديد أنك قد تسأل بعض الناس، وقد يكون ملتزماً أو طالب علم: كيف تثبت مثلاً نبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو كيف تثبت أن القرآن معجزة؟ فلا يستطيع أن يجيب!
    هذه الأمور في غاية الأهمية، وهي أساسيات العقيدة التي ينبغي أن نصرف إليها جل وقتنا، وألا ننشغل عنها بغيرها.
    قوله: (فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) أي: سأقبل منهم الظاهر أما ما في الباطن فهذا إلى الله تبارك وتعالى.
    عن أبي سعيد رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قسم الغنائم، قال رجل: يا رسول الله! اتق الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك! ألست أحق أهل الأرض أن أتقي الله؟! فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه: ألا أضرب عنقه يا رسول الله؟! -لأن هذه الكلمة لا تصدر إلا من منافق- فقال صلى الله عليه وسلم: لا، لعله أن يكون يصلي) متفق عليه، فالصلاة تعصم دم الشخص وماله ما دام يقيمها.
    إن الصلاة مانعة وحائلة دون الخروج على أمراء الجور والظلم، حتى الأمير الجائر أو الظالم ما دام يقيم الصلاة في نفسه ويقيمها في الناس فحينئذٍ لا يجوز الخروج عليه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا) رواه مسلم .
    وفي حديث آخر: (قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذهم -أي: نقاتلهم-؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) رواه مسلم أيضاً.
    هذا فيما يتعلق بكون الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين على الإطلاق.

    الصلاة عمود دين الإسلام:
    إن الصلاة أهم أمور الدين، فهي أجل مباني الدين بعد التوحيد، ومحلها في الدين محل الرأس من الجسد، فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له، كذلك لا دين لمن لا صلاة له.
    كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
    إذاً: فالصلاة هي مقياس تعظيم الإسلام في قلبك.
    قوله: (إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها فقد حفظ دينه) هذه قاعدة: من حفظ الصلاة فهو لما سواها أحفظ، وهذا أمر واقع ندركه بالحس، فمن كان يحافظ على الصلوات الخمس في جماعة، ويؤدي حقوقها وخشوعها، فهل يعرف أحد منكم شخصاً يقيم الصلاة بهذه الصورة ثم إذا أتى رمضان مثلاً يفطر عمداً؟!
    هذا لا يكاد يقع أبداً، ولا يتصور أن مسلماً يحافظ على الصلاة ويتهاون في صيام رمضان، لكن ممكن أن نجد معظم الناس يجتهدون جداً في الصيام في رمضان، لكنهم يضيعون الصلاة.
    إذاً: من حافظ على الصلاة فهو لما سواها أحفظ؛ لأنه من حافظ على الصلاة وأداها خمس مرات في اليوم والليلة، فبلا شك أن شهراً في السنة كرمضان سيكون أسهل عليه، وكذلك الزكاة، وكذلك غيرها من الواجبات.
    فهذه القاعدة مهمة جداً، فمن أراد أن يستقيم على دينه، وتسهل عليه أمور الطاعات؛ فليحافظ على الصلاة، فإن القاعدة: أن من حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع؛ لأن من هانت عليه صلاته لن يعز عليه شيء.
    فقول عمر : (إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) يعني: أن الصلاة عون على باقي أركان الدين؛ لأنها تذكر العبد جلالة الربوبية، وذلة العبودية، وأمر الثواب والعقاب، فعند ذلك يسهل عليه الانقياد للطاعة، ولذلك قال تبارك وتعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45] أي: استعينوا بالصبر والصلاة على كل شيء مما يلم بالمرء، فإنه محتاج إلى أن يستعين عليه بالصبر والصلاة.
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) ، فالصلاة قوام الدين الذي يقوم به كما يقوم الخباء على عموده، وهل يرفع الخباء ألف وتد إن لم يكن له عماد في الوسط؟ لا يمكن أبداً، فكذلك الصلاة...
    تابع
    بقية المحاضرات على الروابط التالية:

    بالضيغة الصوتية MP3
    -11 محاضرة-

    http://ar.islamway.net/collection/4361
    كتاب PDF
    http://saaid.net/book/16/7610.rar
    ومفرغة على هذا الرابط:
    http://audio.islamweb.net/audio/inde...read=1&lg=1037

    *****
    نحبكم في الله
    والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
    والحمد لله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •