من لطيف الآيات القرآنيّة ومدى بلاغتها، قوله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾[سورة مريم: 83 ] جاء في هذه الآية الكريمة تؤزّهم أزّا لا تهزّهم هزّاً، وحولها يقول ابن جنيّ في الخصائص: «أي تزعجهم وتقلقهم. فهذا في معنى تهزُّهم هَزّاً، والهمزة أخت الهاء، فتقارب اللّفظان لتقارب المعنيين. وكأنّهم خَصّوا هذا المعنى بالهمزة لأنّها أقوى من الهاء، وهذا المعنى أعظم في النّفوس من الهزّ لأنّك قد تهزّ ما لا بال له كالجِذْع وساقِ الشجرة ونحو ذلك (...)».
الهاء صوت ضعيف، فهو مهموس ورخو ومستفل ومنفتح، بينما الهمزة صوت شديد، فجيء بها للمعنى القويّ.