تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    يقول على رضى الله عنه : (( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض )) .
    ما صحة هذا الأثر؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    نفع الله بك .
    لا إخاله يصح سندا، والعشق مرض بالفعل ، نسأل الله السلامة والعافية .
    ولقد ذكرتني بحديث باطل يدل على عكس الأثر المذكور ، وأن العاشق إذا كتم عشقه وعف فمات كان شهيدا ، وهو حديث : من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد . وهو حيث باطل . من أحاديث الصوفية ، وينطق بها الرويبضة أمثال علي جمعة وغيره من الضُّلاَّل المنحرفين . وقانا الله شرهم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك .
    لا إخاله يصح سندا
    هذا إن كان له إسناد .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    جزاكم الله خيرا
    لا تنسوني من صالح دعائكم:
    علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وزوجة صالحة تعين على طلب العلم والفردوس الأعلى.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك .
    ولقد ذكرتني بحديث باطل يدل على عكس الأثر المذكور ، وأن العاشق إذا كتم عشقه وعف فمات كان شهيدا ، وهو حديث : من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد . وهو حيث باطل . من أحاديث الصوفية ، وينطق بها الرويبضة أمثال علي جمعة وغيره من الضُّلاَّل المنحرفين . وقانا الله شرهم .
    قلت: هذا الخبر جاء من عدة طرق وكلها باطلة لم تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن ابن القيم رحمه الله رجح رواية ابن عباس أنها موقوفة عليه وان الحفاظ أنكروا رفعها واعتبارها مرفوعة من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
    وهذا شيء من التفصيل عما سبق ذكره:
    قال ابن القيم مبينا بعض طرق هذا الخبر في الداء والدواء (527/1): ...حديث سُوَيد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، عن ابن عباس يرفعه: "من عشِقَ وعفَّ وكتَم فمات، فهو شهيد" (1).
    ورواه سويد أيضًا عن ابن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.
    ورواه الخطيب، عن الأزهري، عن المعافى بن زكريا، عن قُطبة بن الفضل، عن أحمد بن مسروق عنه.
    ورواه الزبير بن بكّار، عن عبد العزيز الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس...ا.ه
    ثم قال ابن القيم لاحقا: ... وأمّا حديث "من عشِقَ فعفَّ "، فهذا يرويه سُوَيد بن سعيد، فقد أنكره حفّاظ الإِسلام عليه.
    قال ابن عدي في كامله (2): هذا الحديث أحد ما أُنكِر على سويد.
    وكذا ذكره البيهقي، وابن طاهر في الذخيرة، والتذكرة.
    وأبو الفرج بن الجوزي، وعدّه في الموضوعات (3).
    وأنكره أبو عبد الله الحاكم (4) -على تساهله- وقال: أنا أتعجّب منه.
    قلت – الكلام لابن القيم-: والصواب في الحديث أنه من كلام ابن عبّاس رضي الله عنهما موقوفًا عليه، فغلِط سويد في رفعه (5).
    قال محمَّد بن خلف بن المرزبان: حدّثنا أبو بكر الأزرق، عن سويد به، فعاتبته على ذلك، فأسقط ذكرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -. فكان بعد ذلك يسأل عنه، فلا يرفعه.
    ولا يشبه هذا كلام النبوة.
    وأمّا رواية الخطيب (6) له عن الأزهري: حدّثنا المعافى بن زكريا، حدثنا قُطبة بن الفضل، حدثنا أحمد بن محمَّد بن مسروق، حدثنا سويد، حدثنا ابن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًاة فمن أبيَنِ الخطأ. ولا يحتمل هشام عن أبيه عن عائشة مثلَ هذا عند من شمّ أدنى رائحة من الحديث.
    ونحن نُشهد الله أنّ عائشة ما حدّثت بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطّ، ولا حدّث به عنها عروة، ولا حدّث به عنه هشام قطّ.
    وأمّا حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا فكذِبٌ على ابن الماجشون، فإنّه لم يحدث بهذا ولا حدّث به عنه الزبير بن بكّار، وإنما هذا من تركيب بعض الوضّاعين.
    ويا سبحان الله! كيف يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن؟ فقبّح الله الوضّاعين!
    وقد ذكره أبو الفرج (7) من حديث محمَّد بن جعفر بن سهل، حدثنا يعقوب بن عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد مرفوعًا.
    وهذا غلط قبيح، فإنّ محمَّد بن جعفر هذا هو الخرائطيّ، ووفاته سنة سبع وعشرين وثلاث مائة، فمحال أن يدرك شيخُه يعقوبُ ابنَ أبي نَجيح، لا سيّما وقد رواه في كتاب الاعتلال (8) عن يعقوبَ هذا، عن الزبير، عن عبد الملك، عن عبد العزيز، عن ابن أبي نجيح.
    والخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية، ذكره أبو الفرج في كتاب الضعفاء (9).
    وكلام حفاظ الإِسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان، وإليهم يرجع في هذا الشأن. وما صحّحه، بل ولا حسّنه أحد يُعوَّل في علم الحديث عليه، ويُرجَع في التصحيح إليه؛ ولا مَن عادتُه التساهل والتسامح، فإنّه لم يُطنِّف نفسَه له. ويكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف، ويروي منها الغثّ والسمين والمنخنقة والموقودة قد أنكره، وحكم ببطلانه (10).
    نعم، ابن عبّاس غير مستنكَر ذلك عنه. وقد ذكر أبو محمَّد ابن حزم عنه أنَّه سئل عن الميت عشقًا، فقال: قتيل الهوى، لا عقل ولا قود! ورُفِع إليه بعرفات شابّ قد صار كالفرخ، فقال: ما شأنه؟ قالوا: العشق. فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق. فهذا نفَس من قال: من عشِق وعفَّ وكتَم ومات، فهو شهيد.
    ومما يوضح ذلك أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم - عدّ الشهداء في الصحَيح، فذكر المقتول في الجهاد، والمبطون، والحرِق، والنفَساء يقتلها ولدها، والغرِق، وصاحب ذات الجنب (11).
    ولم يعُدّ منهم العاشق يقتله العشق.
    وحسب قتيل العشق أن يصحّ له هذا الأثر عن ابن عباس على أنّه لا يدخل تحته حتّى يصبر لله، ويعفّ لله، ويكتم لله. وهذا لا يكون إلا مع قدرته على معشوقه، وإيثار محبة الله وخوفه ورضاه.
    وهذا من أحقّ من دخل تحت قوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 40، 41] وتحت قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن: 46].
    فنسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يجعلنا ممن آثر حبّه على هواه، وابتغى بذلك [126/ أ] قربه ورضاه.

    ـــــــــــــــ
    (1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 195) وابن الجوزي في ذم الهوى (101). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 364) و (6/ 48) و (11/ 295) و (13/ 85) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1286، 1287) وفي ذم الهوى (256 - 258) من طريق جماعةِ عن سويد بن سعيد به.
    (2) ليس في المطبوع فلعله مما سقط منه، وما أكثره!. وإنما فيه بعد أن ساق له أحاديث (3/ 428 - 429) ليس هذا منها: "ولسويد مما أنكرت عليه غير ما ذكرت، وهو إلى الضعف أقرب".
    (3) وكذا قال المؤلف في الزاد (4/ 277) والروضة (289). قال الكناني في تنزيه الشريعة (364): "ذكر غير واحد من المصنفين أن هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بسويد بن سعيد. وتعقّبوه بان سويدًا من رجال مسلم وبأنه تابعه المنجنيقي. ومن طريقه أخرجه الدارقطني. ولم يذكر السيوطي الحديث في ْكتبه. فلعل نسخ الموضوعات تختلف، والله أعلم". هذا، وقد ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (771).
    (4) في تاريخ نيسابور، كما في زاد المعاد (4/ 277).
    (5) لكنه قال في الزاد (4/ 277): "وفي صحته موقوفًا على ابن عباس نظر". فعُلِمَ أن المحدثين اختلفوا في صحته موقوفا على ابن عباس.
    (6) في تاريخ بغداد (12/ 475) وابن الجوزي في ذم الهوى (258). فيه أحمد بن محمَّد بن مسروق. قال الدارقطني: "ليس بالقوي، يأتي بالمعضلات". قلت: رواه جماعة -كما تقدم- بالطريق الشهور. ولهذا قال الخطيب: "رواه غير واحد عن سويد عن علي عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس، وهو المحفوظ".
    (7) في العلل المتناهية (1288) وذم الهوى (326).
    (8) اعتلال القلوب (79).
    (9) لم يذكره ابن الجوزي في كتاب الضعفاء (3/ 46 - 47) وإنما ذكر رجلين آخرين أحدهما محمَّد بن جعفر المدائني، والآخر محمَّد بن جعفر بن عبد الله بن جعفر، فلعل ابن القيم رحمه الله قد وهِمَ. وقد نبّه على ذلك الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 589 - 590) كما تعقّب المؤلف في تضعيفه للخرائطي وقال: "أما الخرائطي فلا أعرف أحدًا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف ... وقال فيه ابن ماكولا: كان من الأعيان الثقات ... ".
    (10) يريد ابن القيم من كلامه أن الحفاظ انكروا ان يكون حديثا مرفوعا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه سيقول بعدها انه يمكن ان يكون من كلام ابن عباس باجتهاده، ولا يقال هنا ان هذا مما لا مدخل للاجتهاد فيه.
    (11) أخرجه الإِمام مالك في الموطأ، كتاب الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت (555) من حديث جابر بن عتيك. قال النووي: "وهذا الحديث الذي رواه مالك صحيح بلا خلاف، وإن كان البخاري ومسلم لم يخرجاه". شرح النووي (13/ 66).

    لا تنسوني من صالح دعائكم:
    علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وزوجة صالحة تعين على طلب العلم والفردوس الأعلى.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمان أمين مشاهدة المشاركة
    قلت: هذا الخبر جاء من عدة طرق وكلها باطلة لم تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن ابن القيم رحمه الله رجح رواية ابن عباس أنها موقوفة عليه وان الحفاظ أنكروا رفعها واعتبارها مرفوعة من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
    وهذا شيء من التفصيل عما سبق ذكره:
    قال ابن القيم مبينا بعض طرق هذا الخبر في الداء والدواء (527/1): ...حديث سُوَيد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، عن ابن عباس يرفعه: "من عشِقَ وعفَّ وكتَم فمات، فهو شهيد" (1).
    ورواه سويد أيضًا عن ابن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا.
    ورواه الخطيب، عن الأزهري، عن المعافى بن زكريا، عن قُطبة بن الفضل، عن أحمد بن مسروق عنه.
    ورواه الزبير بن بكّار، عن عبد العزيز الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس...ا.ه
    ثم قال ابن القيم لاحقا: ... وأمّا حديث "من عشِقَ فعفَّ "، فهذا يرويه سُوَيد بن سعيد، فقد أنكره حفّاظ الإِسلام عليه.
    قال ابن عدي في كامله (2): هذا الحديث أحد ما أُنكِر على سويد.
    وكذا ذكره البيهقي، وابن طاهر في الذخيرة، والتذكرة.
    وأبو الفرج بن الجوزي، وعدّه في الموضوعات (3).
    وأنكره أبو عبد الله الحاكم (4) -على تساهله- وقال: أنا أتعجّب منه.
    قلت – الكلام لابن القيم-: والصواب في الحديث أنه من كلام ابن عبّاس رضي الله عنهما موقوفًا عليه، فغلِط سويد في رفعه (5).
    قال محمَّد بن خلف بن المرزبان: حدّثنا أبو بكر الأزرق، عن سويد به، فعاتبته على ذلك، فأسقط ذكرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -. فكان بعد ذلك يسأل عنه، فلا يرفعه.
    ولا يشبه هذا كلام النبوة.
    وأمّا رواية الخطيب (6) له عن الأزهري: حدّثنا المعافى بن زكريا، حدثنا قُطبة بن الفضل، حدثنا أحمد بن محمَّد بن مسروق، حدثنا سويد، حدثنا ابن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًاة فمن أبيَنِ الخطأ. ولا يحتمل هشام عن أبيه عن عائشة مثلَ هذا عند من شمّ أدنى رائحة من الحديث.
    ونحن نُشهد الله أنّ عائشة ما حدّثت بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطّ، ولا حدّث به عنها عروة، ولا حدّث به عنه هشام قطّ.
    وأمّا حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا فكذِبٌ على ابن الماجشون، فإنّه لم يحدث بهذا ولا حدّث به عنه الزبير بن بكّار، وإنما هذا من تركيب بعض الوضّاعين.
    ويا سبحان الله! كيف يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن؟ فقبّح الله الوضّاعين!
    وقد ذكره أبو الفرج (7) من حديث محمَّد بن جعفر بن سهل، حدثنا يعقوب بن عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد مرفوعًا.
    وهذا غلط قبيح، فإنّ محمَّد بن جعفر هذا هو الخرائطيّ، ووفاته سنة سبع وعشرين وثلاث مائة، فمحال أن يدرك شيخُه يعقوبُ ابنَ أبي نَجيح، لا سيّما وقد رواه في كتاب الاعتلال (8) عن يعقوبَ هذا، عن الزبير، عن عبد الملك، عن عبد العزيز، عن ابن أبي نجيح.
    والخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية، ذكره أبو الفرج في كتاب الضعفاء (9).
    وكلام حفاظ الإِسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان، وإليهم يرجع في هذا الشأن. وما صحّحه، بل ولا حسّنه أحد يُعوَّل في علم الحديث عليه، ويُرجَع في التصحيح إليه؛ ولا مَن عادتُه التساهل والتسامح، فإنّه لم يُطنِّف نفسَه له. ويكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف، ويروي منها الغثّ والسمين والمنخنقة والموقودة قد أنكره، وحكم ببطلانه (10).
    نعم، ابن عبّاس غير مستنكَر ذلك عنه. وقد ذكر أبو محمَّد ابن حزم عنه أنَّه سئل عن الميت عشقًا، فقال: قتيل الهوى، لا عقل ولا قود! ورُفِع إليه بعرفات شابّ قد صار كالفرخ، فقال: ما شأنه؟ قالوا: العشق. فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق. فهذا نفَس من قال: من عشِق وعفَّ وكتَم ومات، فهو شهيد.
    ومما يوضح ذلك أنّ النبي- صلى الله عليه وسلم - عدّ الشهداء في الصحَيح، فذكر المقتول في الجهاد، والمبطون، والحرِق، والنفَساء يقتلها ولدها، والغرِق، وصاحب ذات الجنب (11).
    ولم يعُدّ منهم العاشق يقتله العشق.
    وحسب قتيل العشق أن يصحّ له هذا الأثر عن ابن عباس على أنّه لا يدخل تحته حتّى يصبر لله، ويعفّ لله، ويكتم لله. وهذا لا يكون إلا مع قدرته على معشوقه، وإيثار محبة الله وخوفه ورضاه.
    وهذا من أحقّ من دخل تحت قوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 40، 41] وتحت قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن: 46].
    فنسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يجعلنا ممن آثر حبّه على هواه، وابتغى بذلك [126/ أ] قربه ورضاه.

    ـــــــــــــــ
    (1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 195) وابن الجوزي في ذم الهوى (101). وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 364) و (6/ 48) و (11/ 295) و (13/ 85) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1286، 1287) وفي ذم الهوى (256 - 258) من طريق جماعةِ عن سويد بن سعيد به.
    (2) ليس في المطبوع فلعله مما سقط منه، وما أكثره!. وإنما فيه بعد أن ساق له أحاديث (3/ 428 - 429) ليس هذا منها: "ولسويد مما أنكرت عليه غير ما ذكرت، وهو إلى الضعف أقرب".
    (3) وكذا قال المؤلف في الزاد (4/ 277) والروضة (289). قال الكناني في تنزيه الشريعة (364): "ذكر غير واحد من المصنفين أن هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بسويد بن سعيد. وتعقّبوه بان سويدًا من رجال مسلم وبأنه تابعه المنجنيقي. ومن طريقه أخرجه الدارقطني. ولم يذكر السيوطي الحديث في ْكتبه. فلعل نسخ الموضوعات تختلف، والله أعلم". هذا، وقد ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (771).
    (4) في تاريخ نيسابور، كما في زاد المعاد (4/ 277).
    (5) لكنه قال في الزاد (4/ 277): "وفي صحته موقوفًا على ابن عباس نظر". فعُلِمَ أن المحدثين اختلفوا في صحته موقوفا على ابن عباس.
    (6) في تاريخ بغداد (12/ 475) وابن الجوزي في ذم الهوى (258). فيه أحمد بن محمَّد بن مسروق. قال الدارقطني: "ليس بالقوي، يأتي بالمعضلات". قلت: رواه جماعة -كما تقدم- بالطريق الشهور. ولهذا قال الخطيب: "رواه غير واحد عن سويد عن علي عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس، وهو المحفوظ".
    (7) في العلل المتناهية (1288) وذم الهوى (326).
    (8) اعتلال القلوب (79).
    (9) لم يذكره ابن الجوزي في كتاب الضعفاء (3/ 46 - 47) وإنما ذكر رجلين آخرين أحدهما محمَّد بن جعفر المدائني، والآخر محمَّد بن جعفر بن عبد الله بن جعفر، فلعل ابن القيم رحمه الله قد وهِمَ. وقد نبّه على ذلك الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 589 - 590) كما تعقّب المؤلف في تضعيفه للخرائطي وقال: "أما الخرائطي فلا أعرف أحدًا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف ... وقال فيه ابن ماكولا: كان من الأعيان الثقات ... ".
    (10) يريد ابن القيم من كلامه أن الحفاظ انكروا ان يكون حديثا مرفوعا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه سيقول بعدها انه يمكن ان يكون من كلام ابن عباس باجتهاده، ولا يقال هنا ان هذا مما لا مدخل للاجتهاد فيه.
    (11) أخرجه الإِمام مالك في الموطأ، كتاب الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت (555) من حديث جابر بن عتيك. قال النووي: "وهذا الحديث الذي رواه مالك صحيح بلا خلاف، وإن كان البخاري ومسلم لم يخرجاه". شرح النووي (13/ 66).

    قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 587 ) :
    موضوع .
    رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 349 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 156
    , 262 , 6 / 50 - 51 , 71 / 298 , 13 /0 184 ) و الثعالبي في " حديثه ( 129 / 1
    ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
    ( 281 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 24 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
    " ( 12 / 263 / 2 ) و ابن الجوزي في " مشيخته " : الشيخ الثامن و السبعون من
    طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد
    عن # ابن عباس # مرفوعا .
    قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
    الأولى : ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك , قال الحافظ في
    " التقريب " : لين الحديث .
    الأخرى : ضعف سويد بن سعيد , قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن
    ما ليس من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول .
    قلت : و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي , و اتفق الأئمة
    المتقدمون على تضعيف هذا الحديث , فقال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 54 / 2 ) :
    و أعله الأئمة , قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما
    أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين : لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه .
    و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 45 / 2 ) :
    و في سنده مقال , و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ,
    فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " ( رقم 166 ـ نسختي
    ) : و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد , لكن لم يتفرد
    به , فقد رواه الزبير بن بكار فقال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن
    الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن
    النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و هو إسناد صحيح .
    قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : ( 420 ـ طبع الخانجي ) بعد أن ساق
    هذه الطريق : و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها , فإن تكن هي
    فقد قال العراقي : في سندها نظر , و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ,
    و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا .
    قلت : أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي , و قد أوردها العلامة المحقق ابن
    القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " ( ص 353 - 354 ) :
    أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
    ابن عباس مرفوعا , فكذب على ابن الماجشون , فإنه لم يحدث بهذا , و لا حدث به
    عنه الزبير ابن بكار , و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين , و يا سبحان الله كيف
    يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين .
    و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل : حدثنا يعقوب بن
    عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , و هذا غلط
    قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي , و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ,
    فمحال أن يدرك شيخه يعقوب , ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "
    الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح
    , و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية , ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء
    " .
    قلت : أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم
    يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " , و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في
    " لسان الميزان " , و قد ترجمه الخطيب في تاريخه ( 2 / 139 - 140 ) ثم السمعاني
    في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم , بل ترجمه
    الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 15 / 93 / 1 - 2 ) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا
    أنه قال فيه : كان من الأعيان الثقات .
    فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي , بل هو ثقة حجة .
    والله أعلم .
    ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما
    ذكر آخرين ( 3 / 46 ـ 47 ) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (
    3 / 2 / 222 / 1224 و 1226 ) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم . فلعل
    علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي , فإنى لم أجد له ترجمة , و من
    طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب ( 14 / 271 - 272 )
    و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف
    , و الله أعلم , و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال
    أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 286 ) لكن
    وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في
    " التلخيص الحبير " ( 5 / 273 )
    و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية
    من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل , ثم قال :
    و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار , و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة
    فأدخل إسنادا في إسناد , و خلاصة القول : إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب
    هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , فيرسله
    و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح , و مرة يقول عن الزبير عن
    عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله
    .
    قال ابن القيم : و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم
    يرجع في هذا الشأن , و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه , و
    يرجع في التصحيح إليه , و لا من عادته التسامح و التساهل , فإنه لم يصف نفسه له
    , و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث
    و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه .
    نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه , و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت
    عشقا فقال : قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر , و رفع إليه بعرفات شاب قد صار
    كالفرخ فقال : ما شأنه ? قالوا : العشق , فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق .
    فهذا نفس ما روى عنه في ذلك .
    و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح , فذكر
    المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق , و المبطون , و النفساء يقتلها ولدها , و
    صاحب ذات الجنب , و لم يذكر منهم من يقتله العشق , و حسب قتيل العشق أن يصح له
    هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله , و
    يعف لله و يكتم لله , لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر
    محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى *( و أما من خاف
    مقام ربه و نهى النفس عن الهوى , فإن الجنة هي المأوى )* و تحت قوله تعالى *( و
    لمن خاف مقام ربه جنتان )* .
    و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن
    ابن عباس , و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ,
    و الحقيقة أنه طريق واحد , وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ,
    و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم , فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 /
    479 ) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن
    مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به , و قال :
    رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس
    و هو المحفوظ , و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن
    الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا , قال الدارقطني : ليس بالقوي , يأتي
    بالمعضلات .
    قلت : فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد
    بسنده عن ابن عباس , فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه
    و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول , و قد قال ابن القيم في " الداء و
    الدواء " ( ص 353 ) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه :
    فهذا من أبين الخطأ , و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى
    رائحة الحديث , و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قط , و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط .
    و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين , و قد أنكره العلامة ابن
    القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت , و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد
    المعاد " أحسن توضيح فقال ( 3 / 306 - 307 ) :
    و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم ساقه من
    الطريقين ثم قال , فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا
    يجوز أن يكون من كلامه , فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة
    الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ,
    فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا
    منها ,
    و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح
    و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة ! ? هذا من المحال , فإن إفساد عشق الصور
    للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ,
    و التلذذ بمناجاته و الأنس به , و يوجب عبودية القلب لغيره , فإن قلب العاشق
    متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية , فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع
    و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين
    و ساداتهم و خواص الأولياء ! ? فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا
    و وهما , و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح
    البتة , ثم إن العشق منه حلال و منه حرام , فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم
    أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد ! ? أفترى من يعشق امرأة غيره أو
    يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء ! ? و هل هذا إلا خلاف المعلوم
    من دينه صلى الله عليه وسلم ? كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه
    لها من الأدوية شرعا و قدرا , و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ,
    و إما مستحب , و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله
    عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها , كالمطعون
    و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق , و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ,
    فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها , و ليست أسبابها محرمة
    و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق , فإن لم
    يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلد
    أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له
    بصحة , بل و لا بحسن , كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله
    بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله .
    و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن
    القيم في المصدرين السابقين , و كذا في رسالة " المنار " له أيضا ( ص 63 ) و
    مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    سبق وأن الأحاديث الواردة في العشق إما موضوعة من وضع أصحاب الوجدان الصوفية الضلال أو ضعيفة ضعفا شديدا ويكفي العاشق شرا وفشادا تعلقه بغير الله تعالى والتذلل لمعشوقه تذللا رهيب لدرجة العبودية نسأل الله السلامة والعافية من هذا الداء الخفي عفانا الله وإياكم منه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض

    جزاك الله خيرا .
    ثم وجدت كلاما لشيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى 10 / 133 قال : فَأَمَّا إذَا اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ وَعَفَّ وَصَبَرَ فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى تَقْوَاهُ اللَّهَ وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ : { أَنَّ مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ كَانَ شَهِيدًا } وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا وَفِيهِ نَظَرٌ وَلَا يُحْتَجُّ بِهَذَا . لَكِنْ مِنْ الْمَعْلُومِ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ أَنَّهُ إذَا عَفَّ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ نَظَرًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا وَكَتَمَ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ حَتَّى لَا يَكُونَ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ مُحَرَّمٌ إمَّا شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ وَإِمَّا إظْهَارُ فَاحِشَةٍ وَإِمَّا نَوْعُ طَلَبٍ لِلْمَعْشُوقِ وَصَبْرٍ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ وَعَلَى مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ أَلَمِ الْعِشْقِ كَمَا يَصْبِرُ الْمُصَابُ عَنْ أَلَمِ الْمُصِيبَةِ ؛ فَإِنَّ هَذَا يَكُونُ مِمَّنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ { إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } .
    وقال في موضع آخر : وَكَذَلِكَ الْعِشْقُ فَقَدْ رُوِيَ { مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا } فَإِنَّهُ مَرَضٌ فِي النَّفْسِ يَدْعُو إلَى مَا يَضُرُّ النَّفْسَ كَمَا يَدْعُو الْمَرِيضَ إلَى تَنَاوُلِ مَا يَضُرُّ فَإِنْ أَطَاعَ هَوَاهُ عَظُمَ عَذَابُهُ فِي الْآخِرَةِ وَفِي الدُّنْيَا أَيْضًا وَإِنْ عَصَى الْهَوَى بِالْعِفَّةِ وَالْكِتْمَانِ صَارَ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْأَلَمِ وَالسَّقَمِ مَا فِيهَا فَإِذَا مَاتَ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ كَانَ شَهِيدًا هَذَا يَدْعُوهُ إلَى النَّارِ فَيَمْنَعُهُ كَالْجَبَانِ تَمْنَعُهُ نَفْسُهُ عَنْ الْجَنَّةِ فَيُقَدِّمُهَا .
    وقال في موضع ثالث فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْله تَعَالَى { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } .
    فَذَكَرَ مَا يَتَعَلَّقُ بِشَهَوَاتِ الْآدَمِيِّينَ مِنْ سَائِرِ مَا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُهُمْ حَتَّى النِّسَاءِ والمردان وَقَالَ : الْعَبْدُ يَجِبُ عَلَيْهِ إذَا وَقَعَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُجَاهِدَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ وَتَكُونُ مُجَاهَدَتُهُ لِلَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ . ثُمَّ قَالَ : وَمَيْلُ النَّفْسِ إلَى النِّسَاءِ عَامٌّ فِي طَبْعِ جَمِيعِ بَنِي آدَمَ وَقَدْ يُبْتَلَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِالْمَيْلِ إلَى الذُّكْرَانِ كالمردان وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ الْفَاحِشَةَ الْكُبْرَى كَانَ بِمَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ مِنْ الْمُبَاشَرَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَانَ بِالنَّظَرِ وَيَحْصُلُ لِلنَّفْسِ بِذَلِكَ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ النَّاسِ . وَقَدْ ذَكَرَ النَّاسُ مِنْ أَخْبَارِ الْعُشَّاقِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ فَإِذَا اُبْتُلِيَ الْمُسْلِمُ بِبَعْضِ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَاهِدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ مَأْمُورٌ بِهَذَا الْجِهَادِ وَلَيْسَ هُوَ أَمْرًا حَرَّمَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونُ فِي طَاعَةِ نَفْسِهِ وَهَوَاهُ ؛ بَلْ هُوَ أَمْرٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا حِيلَةَ فِيهِ فَتَكُونُ الْمُجَاهِدَةُ لِلنَّفْسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا { مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ } وَأَبُو يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ ؛ لَكِنَّ الْمَعْنَى الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِالتَّقْوَى وَالصَّبْرِ فَمِنْ التَّقْوَى أَنْ يَعِفَّ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنْ نَظَرٍ بِعَيْنِ وَمِنْ لَفْظٍ بِلِسَانِ وَمِنْ حَرَكَةٍ بِيَدِ وَرِجْلٍ . وَالصَّبْرُ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ شَكْوَى بِهِ إلَى غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الصَّبْرُ الْجَمِيلُ . وَأَمَّا الْكِتْمَانُ فَيُرَادُ بِهِ شَيْئَانِ : " أَحَدُهُمَا " أَنْ يَكْتُمَ بَثَّهُ وَأَلَمَهُ وَلَا يَشْكُوَ إلَى غَيْرِ اللَّهِ فَمَتَى شَكَا إلَى غَيْرِ اللَّهِ نَقَصَ صَبْرُهُ وَهَذَا أَعْلَى الكتمانين ؛ لَكِنَّ هَذَا لَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ ؛ بَلْ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَشْكُو مَا بِهِ وَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ ......

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •