تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    3,673

    Lightbulb لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟
    (ربِ أرني أنظر إليك)
    (ربنا أفرغ علينا صبرا)
    (ربِ لا تذرني فردا)
    (ربِ إن ابني من أهلي)
    في مواطن الدعاء
    لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف المنادى " يا " قبل (رب) البتة وإنما بحذفها في كل القرآن .. و السر البلاغي في ذلك :
    أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد فكان مقتضى البلاغة حذفها ..
    "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
    ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    نفع الله بك أبا مريم .
    كلام صحيح لا غبار عليه ، لكن يبقى الاستدلال بالآية الكريمة ، ما لمقصود منها ؟
    قال ابن كثير في تفسيره : وقوله: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } يعني: ملائكته تعالى أقربُ إلى الإنسان من حبل وريده إليه. ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد، وهما منفيان بالإجماع، تعالى الله وتقدس، ولكن اللفظ لا يقتضيه فإنه لم يقل: وأنا أقرب إليه من حبل الوريد، وإنما قال: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } كما قال في المحتضر: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ } [ الواقعة: 85 ]، يعني ملائكته وكما قال [تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر: 9 ]، فالملائكة نزلت بالذكر -وهو القرآن-بإذن الله، عز وجل. وكذلك الملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه بإقدار الله لهم على ذلك، فالملك لَمّة في الإنسان كما أن للشيطان لمة وكذلك: "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق؛ ولهذا قال هاهنا: { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَا نِ } يعني: الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان. { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } أي: مترصد .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم السني مشاهدة المشاركة
    لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟
    (ربِ أرني أنظر إليك)
    (ربنا أفرغ علينا صبرا)
    (ربِ لا تذرني فردا)
    (ربِ إن ابني من أهلي)
    في مواطن الدعاء
    لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف المنادى " يا " قبل (رب) البتة وإنما بحذفها في كل القرآن .. و السر البلاغي في ذلك :
    أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد فكان مقتضى البلاغة حذفها ..
    "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
    بارك الله فيك يا أخي الفاضل.
    ما أدري إن كانت هذه الآية صالحة للاعتراض على النفي العام الذي في مشاركتك.
    وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا.
    وهو وإن لم يكن دعاءً صريحًا، لكن شكوى من النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى ربه جل وعلا.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في التفسير الثمين :
    واختلف المفسرون في قوله: {ونحن أقرب إليه } هل المراد قرب ذاته - جل وعلا - أو المراد قرب ملائكته؟.

    والصحيح أن المراد قرب ملائكته . ووجه ذلك أن قرب الله تعالى صفة عالية لا يليق أن تكون شاملة لكل إنسان، لأننا لو قلنا: إن المراد قرب ذات الله لكان قريباً من الكافر وقريباً من المؤمن. لأنه قال: {خلقنا الإنسان }، أي إنسان المؤمن والكافر {ونحن أقرب إليه } أي إلى هذا الإنسان الذي خلقناه من حبل الوريد، فإذا قلنا الآية الشاملة، وقلنا أن القرب هنا القرب الذاتي صار الله قريباً بذاته من الكافر، وهذا غير لائق، بل الكافر عدو لله - عز وجل - لكن الراجح ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن المراد بالقرب هنا قرب الملائكة، أي أقرب إليه بملائكتنا، ثم استدل لقوله بقوله تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان } فإذ بمعنى حين، وهي متعلقة بالقرب، أي أقرب إليه في هذا الحال حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد.
    إن قال قائل: كيف يضيف الله القرب المسند إليه والمراد به الملائكة ألهذا نظير؟.
    قلنا: نعم، له نظير. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه } قرأناه المراد بذلك جبريل، ونسب الله فعل جبريل إلى نفسه؛ لأنه رسوله، كذلك الملائكة نسب الله قربهم إليه لأنهم رسله، كما قال تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون }. وما اختاره شيخ الإسلام - رحمه الله - هو الصواب.


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي مشاهدة المشاركة
    وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا.
    وهو وإن لم يكن دعاءً صريحًا، لكن شكوى من النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى ربه جل وعلا.
    وعلى غرارها قوله تعالى ذكره : ( وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ) فهي شكوى أيضا .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    3,673

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    بارك الله فيك شيخنا أبا مالك على هذا التوضيح وزادك الله علمًا وفهمًا...
    ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً))

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    نفع الله بك أبا مريم ، وزادنا وإياك علما نافعا .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    صحة عدم ورود نداء الله تعالى بحرف النداء يا في القرآنرقم الفتوى: 257026


    السؤال

    ما السر في حذف ياء النداء قبل الدعاء في القرآن؟ تأمل الآيات: ربِ أرني أنظر إليك، ربنا أفرغ علينا صبرا، ربِ لا تذرني فردا، ربِ إن ابني من أهلي، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. ففي مواطن الدعاء لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف النداء: يا ـ قبل رب البتة، وإنما بحذفها في كل القرآن، والسر البلاغي في ذلك: أن ياء النداء تستعمل لنداء البعيد، والله تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريد، فكان مقتضى البلاغة حذفها، قال تعالى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد، وقال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ـ فهل علمت الآن قرب من تدعوه؟! قال تعالى: وَاسجُدْ وَاقتَرب ـ لستَ بحاجة للسَّفر لتقترب إليه، ولا يُشترط أن يكون صوتك عذباً، فقط اسجد تـكُن بين يديه، ثم اسألهُ ما تشاء، فما صحة هذه الرسالة؟


    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فإن القرآن جاء فيه يا رب، كما في قوله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {الفرقان:30}، وقال تعالى: وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ {الزخرف:88}، ثم إن يا تستعمل لنداء القريب أحيانًا كما تستعمل لنداء البعيد، ومن ذلك خطابات كثيرة في القرآن من الله تعالى للرسل، جاء فيها: يا نوح، يا هود، يا إبراهيم، وخاطب موسى فرعون، فقال: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا {الإسراء:102}. والله أعلم.


    https://fatwa.islamweb.net/ar/fatwa/257026/

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لماذا حذفت "يا" النداء قبل الدعاء في القرآن؟

    حكم استعمال أداة النداء (يا) في دعاء الله جل وعلا

    220241


    السؤال


    هل صحيح القول بأن من الخطأ ان نستعمل كلمة "يا" في الدعاء ( يا الله , يا رب , يا أرحم الراحمين) ؛ لأن الكبير ينادي على الصغير باستعمال ال-"يا" ولا يصح العكس ؟ : ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (13), كما أن الخالق الكبير العزيز العلي العظيم الجبار فاطر السماوات والأرض , يخاطب عباده ورسله باستعمال كلمة "يا" على سبيل المثال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ..." ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا... " . ورد في القران الكريم فقط مرتين كلمة " يا رب" وكلتاهما ليستا لدعاء: 1) " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا " الفرقان /30 ، وكلمة "يا" هنا دالة على الشكوى فالرسول صلى الله عليه وسلم يشكو بحزن شديد وألم كبير لله , بأننا هجرنا كتاب الله وأصبحنا نقرأ الكتاب كما الببغاء! للأسف تفرقنا إلى 73 فرقة . 2) " وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ " الزخرف/88 ، وأيضا ها هنا نرى أن الرسول يشكو لله عدم تصديق الناس له وكفرهم فهم لا يؤمنون. إذا كيف نتوجه بدعائنا للرحمن ؟ أ*) نستعمل أدعية قرآنية كما دعا الأنبياء والصالحون عليهم السلام . ب*) نستعمل أدعية مما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم . ت*) إذا ما أردنا أن نتوجه للرحمن ونثني عليه بصفاته الحسنى , نقول: اللهم " إنك" .
    نص الجواب





    الحمد لله
    أولا:
    جاء القرآن بتعليم العباد آداب مناجاة ودعاء رب الأرباب جل جلاله , لتقع هذه المناجاة على أحسن حال ، وليكون ذلك وسيلة لاستجابة الدعاء , ومن هذه الآداب إسقاط حرف النداء "يا" في الدعاء بما يشعر بقرب المنادَى سبحانه , بخلاف دعاء الله سبحانه لعباده فإنه غالبا ما يأتي بحرف النداء "يا" المشيرة إلى أنه سبحانه موصوف بالتعالي والاستغناء عن خلقه , جاء في " الموافقات " للشاطبي (4 / 202) : " فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ نِدَاءَ اللَّهِ لِلْعِبَادِ لَمْ يَأْتِ فِي الْقُرْآنِ فِي الْغَالِبِ إِلَّا بِـ"يَا" الْمُشِيرَةِ إِلَى بُعْدِ الْمُنَادِي لِأَنَّ صَاحِبَ النِّدَاءِ مُنَزَّهٌ عَنْ مُدَانَاةِ الْعِبَادِ ، مَوْصُوفٌ بِالتَّعَالِي عَنْهُمْ وَالِاسْتِغْنَا ءِ ، فَإِذَا قَرَّرَ نِدَاءَ الْعِبَادِ لِلرَّبِّ أَتَى بِأُمُورٍ تَسْتَدْعِي قُرْبَ الْإِجَابَةِ : مِنْهَا: إِسْقَاطُ حَرْفِ النِّدَاءِ الْمُشِيرِ إِلَى قُرْبِ الْمُنَادَى ، وَأَنَّهُ حَاضِرٌ مَعَ الْمُنَادِيِ غَيْرُ غَافِلٍ عَنْهُ ؛ فَدَلَّ عَلَى اسْتِشْعَارِ الرَّاغِبِ هَذَا الْمَعْنَى ؛ إِذْ لَمْ يَأْتِ فِي الْغَالِبِ إِلَّا "رَبَّنَا" "رَبَّنَا" كَقَوْلِهِ: ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا ) [الْبَقَرَةِ: 286] , ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) [البقرة: 127] . ( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي) [آل عمران: 35] . (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) [الْبَقَرَةِ: 260] " انتهى.
    وكون إسقاط حرف النداء من آداب الدعاء لا يعني أن استعمال حرف النداء خطأ , أو مكروه ؛ بل هي مقدرة في هذه السياقات السابقة ، والمقدر كالمذكور ، وإنما قصارى ما في الأمر : التنبيه إلى نكتة بلاغية ، في أمر أغلبي ، كما سبق من كلام الشاطبي ، وليس قاعدة مطردة في كل حال .
    ثانيا :
    جاءت السنن والآثار ، متظاهرة ، باستعمال حرف النداء في الدعاء , فمن ذلك ما أخرجه البخاري (3350) من دعاء إبراهيم ربه يوم القيامة " يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَر، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ ) ، وفي حديث الشفاعة الذي أخرجه البخاري (4712) ( ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ ) ، وفي " صحيح مسلم " (920) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ) , وأخرج مسلم (2380) أيضا من دعاء موسى عليه السلام لربه أن يدله على الخضر فقال : ( يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ) ، وفيه أيضا (2445) من دعاء عائشة : " يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي " ، وفي سنن أبي داود (1495): عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ، ثُمَّ دَعَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) , وفي " سنن الترمذي " (3524) عن أنس بن مالك، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) ، وفي " مسند " أحمد (17143) وغيره عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَلِظُّوا بِـ" يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" ) .
    ثالثا:
    ما جاء في السؤال من أن الكبير ينادي على الصغير باستخدام أداة التنبيه (يا) ولا يصح العكس: كلام غير دقيق ، بدليل ما سبق من الأحاديث , وزيادة على ذلك فقد جاء صدور الخطاب من البشر لرب العالمين باستخدام أداة النداء (يا) فمن ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ) ، وفيه أيضا (4625) : ( أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي ) .
    وجاء صدور الخطاب من الصغير للكبير من البشر باستخدام أداة النداء (يا) فمن ذلك نداء يوسف لأبيه يعقوب ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )يوسف/ 4 , ومن ذلك خطاب إخوة يوسف لأخيهم يوسف وهو عزيز مصر , ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِي ن ) يوسف/ 88 .
    رابعا:
    بخصوص الدعاء بلفظ " اللهم " و " يا الله " فليس هناك فرق من حيث المعنى ؛ لأن الراجح من كلام اللغويين أن " اللهم " هي " يا الله " ولكن حُذِف من (يا الله ) أداة النداء وعُوِّض عنها ميم مشددة مفتوحة في آخر الكلمة , قال القرطبي في تفسيره (4 / 53) " قَوْلُهُ تَعَالَى:" قُلِ اللَّهُمَّ" : اخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي تَرْكِيبِ لَفْظَةِ" اللَّهُمَّ " بَعْدَ إِجْمَاعِهِمْ أَنَّهَا مَضْمُومَةُ الْهَاءِ مُشَدَّدَةُ الْمِيمِ الْمَفْتُوحَةِ ، وَأَنَّهَا مُنَادَى، وَقَدْ جَاءَتْ مُخَفَّفَةَ الْمِيمِ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:
    كَدَعْوَةٍ مِنْ أبي رباح ... يسمعها - اللهم - الْكبَارُ
    قَالَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ وَجَمِيعُ الْبَصْرِيِّينَ : إِنَّ أَصْلَ اللَّهُمَّ : يَا أَللَّهُ ، فَلَمَّا اسْتُعْمِلَتِ الْكَلِمَةُ دُونَ حَرْفِ النِّدَاءِ الَّذِي هُوَ" يَا" ، جَعَلُوا بَدَلَهُ هَذِهِ الْمِيمَ الْمُشَدَّدَةَ ، فَجَاءُوا بِحَرْفَيْنِ ، وَهُمَا الْمِيمَانِ ، عِوَضًا مِنْ حَرْفَيْنِ وَهُمَا الْيَاءُ وَالْأَلِفُ ، وَالضَّمَّةُ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ .
    وَذَهَبَ الْفَرَّاءُ وَالْكُوفِيُّون َ إِلَى أَنَّ الْأَصْلَ فِي اللَّهُمَّ : يَا أَللَّهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ ، فَحَذَفَ وَخَلَطَ الْكَلِمَتَيْنِ ، وَإِنَّ الضَّمَّةَ الَّتِي فِي الْهَاءِ هِيَ الضَّمَّةُ الَّتِي كَانَتْ فِي أُمّنَا ، لَمَّا حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ انْتَقَلَتِ الْحَرَكَةُ.
    قَالَ النَّحَّاسُ : هَذَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ مِنَ الْخَطَأِ الْعَظِيمِ ، وَالْقَوْلُ فِي هَذَا مَا قَالَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ " انتهى .
    والأكثر في الدعاء ، مع لفظ الجلالة خاصة : استعمال ( اللهم ) ، من غير أن يذكر معها "الياء" ، قال ابن مالك في ألفيته:
    والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذ يا اللهم في قريض
    جاء في " توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك " (2 / 1068): " وجه شذوذه أن فيه جمعا بين العِوَض والمعوَّض ، ومنه قوله : إني إذا ما حَدَثٌ ألمـَّا ... أقول يا اللهم يا اللهمّا " .انتهى .
    والحاصل :
    أنه لا حرج في الدعاء بلفظ النداء ، مع أسماء الله الحسنى كلها ، وأما لفظ الجلالة "الله" ، فله خصوصية نحوية ، كما سبق بيانه .
    والله أعلم .


    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •