· أولًا: العَلَامَاتُ الَّتِي ظَهَرَتْ وَانْتَهَتْ:
1- بَعْثَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»، وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالوُسْطَى([1]).
قَالَ القُرْطُبِيُّ :
«أَوَّلُهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؛ لِأَنَّهُ نَبِيُّ آخِرِ الزَّمَانِ، وَقَدْ بُعِثَ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِيَامَةِ نَبِيٌّ»([2]).
2- مَوْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كِقِعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ الفًا»([3]).
3- فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ:
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ...»([4]).
وَقَدْ فُتِحَ بَيْتُ المَقْدِسِ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ مِنَ الهِجْرَةِ.
4- طَاعُونُ عَمَوَاسَ:
قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ - منها -: مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كِقُعَاصِ الغَنَمِ»([5]).
وَمُوتَانٌ - بِضَمِّ المِيمِ وَسُكُونِ الوَاوِ -: هُوَ المَوْتُ الكَثِيرُ الوُقُوعِ.
وَقُعَاصُ - بِالضَّمِّ - دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ، فَيَسِيلُ مِنْ أُنُوفِهَا شَيْءٌ، فَتَمُوتُ فَجْأَةً([6]).
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ :
«يُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ ظَهَرَتْ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِسِ»([7]).
وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الطَّاعُونُ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ لِلهِجْرَةِ، أَيْ: بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِسِ بَعَامَيْنِ عَلَى المَشْهُورِ، حَيْثُ وَقَعَ فِي كُورَةِ عَمَوَاسَ، ثُمَّ انْتَشَرَ فِي أَرْضِ الشَّامِ، فَمَاتَ فِيهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ غَيْرِهِمْ، قِيلَ: بَلَغَ عَدَدُ مَنْ مَاتَ فِيهِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا مِنَ المُسْلِمِينَ، وَمَاتَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَامِرِ بْنِ الجَرَّاحِ أَجْمَعِينَ([8]).
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ :
«وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فِي هَذَا الحَدِيثِ: أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِمُعَاذٍ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ»، فَقَدْ وَقَعَ مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ، يَعْنِي: مَوْتَهُ صلى الله عليه وسلم ، وَفَتَحَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَالطَّاعُونَ، قَالَ: وَبَقِيَ ثَلَاثٌ»([9]). أهـ.
5- اقْتِتَالُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رضي الله عنهما:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ تَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ»([10]).
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ :
«المُرَادُ بِالفِئَتَيْنِ، عَلَيٌّ وَمَنْ مَعَهُ، وَمُعَاوِيَةُ وَمَنْ مَعَهُ»([11]).
([1]) متفق عليه: أخرجه البخاري (6139)، ومسلم (2951).
([2]) «التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» (626).
([3]) صحيح: أخرجه البخاري (3176).
([4]) الحديث السابق.
([5]) الحديث السابق.
([6]) انظر «فتح الباري» (6/ 278).
([7]) «فتح الباري» (6/ 278).
([8]) انظر «البداية والنهاية» (7/ 94).
([9]) «فتح الباري» (6/ 322).
([10]) صحيح: أخرجه البخاري (7121).
([11]) «فتح الباري» (13/ 92).