تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الجمود في اتباع الدليل. د. الشريف حاتم العوني.

  1. Post الجمود في اتباع الدليل. د. الشريف حاتم العوني.

    أ.د. الشريف حاتم العوني
    الجمعة 21/03/2014
    الجمود في اتباع الدليل
    الجمود جمود، سواء أكان بالتقليد الأعمى للمذاهب، أو بالرجوع للنصوص وادّعاء اتباع الدليل!
    فالجمود الذهني لا علاقة له بالأمر الذي يَجمُدُ الذهنُ عليه، فقد يجمد العقل عن التفكير بسبب العادات والتقاليد، فلا يحاكمها، ولا يستطيع الخروج عن نسقها. وقد يجمد التفكير على أقوال المذاهب الفقهية، فلا يعرف سبيلاً إلى الأحكام إلاّ من خلال تلك الأقوال. وقد يجمد على سطحية فهمه للنص من الكتاب والسنة، فلا يجد في النص إلاّ ظاهرَ لفظِه دون النظر في سياقه ولا في إشارته وإيمائه، ولا يستوعب النظر في بقية النصوص الدالة على روح الشريعة ومقاصد الأحكام، ولا يستطيع مراعاة تأثيرات الواقع على الأحكام العملية.
    فليس الجمود صفة ملازمة للمذهبيين (أتباع المذاهب الفقهية الأربعة)، كما يتوهم بعضهم، وليس الخروج عن المذهبية هو صك البراءة من الجمود، كما يُوهِمون الناس!
    فالمذهبية لا تعني الجمود؛ إلاّ عند قاصري العلم، ممّن حفظوا أقوال المذاهب، دون علم بأدلتها ومآخذها.
    والرجوع للدليل لا يعني عدم الجمود، فليس هناك أَجمَدُ من ظاهرية اللفظ التي لا تعرف علل الأحكام ومقاصد الشريعة! وأشدُّ جمودًا منها: من أضاف إلى ذلك قصورًا في النظر للنصوص، فلا ينظر عند إرادة معرفة الحكم إلاّ إلى نص واحد أو نصين، ويُلغي النظر إلى بقية النصوص المؤثرة في فهم النص وفي استخراج الحكم.
    وخطورة الجمود في فهم النص أن الجامد عليه يظن نفسه ليس جامدًا، ولا يعترف بجموده، بل لا يشعر به؛ لأنه يتوهم أن لذهنه حركةً في فهم النص، وهي حركة لا تختلف عن حركة أذهان جامدي المذاهب، ممّن تقتصر حركة أذهانهم على فهم متون الفقه فَهْمَ من لا يعرف مآخذ الأئمة وأدلتهم في ترجيحاتهم.
    لكن يتميز مقلدة المذاهب الجامدون عليها على أصحاب الجمود على الدليل: أنهم يعترفون بجمودهم، ولذلك فقد أغلقوا باب الاجتهاد على أنفسهم، وأرادوا إغلاقه على غيرهم. أمّا جامدو النصوص، فيظنون أنفسهم أئمة الاجتهاد، ويحسبون أكتافهم تزاحم أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد!! وهي إنما تزاحم غرورهم وجهلهم!!
    ومصيبة هؤلاء أنهم يصابون بالغرور، ويظهر غرورهم بمظاهر عديدة، منها: جزمهم وقطعهم في مواطن الظنون؛ لأن جمودهم لا يتيح لهم معرفة ما يحتمله النص من المعاني! فلا يجدون فيه إلاّ معنى واحدًا، فيقطعون به!
    ومن لطائف جمود الذهن على النص: هذه الفتوى الغريبة، والتي لا أنفك أضحك منها وأبكي، وهي فتوى تحريم أن تجمع المرأة شعرها في أعلى رأسها!! زعموا استنباطًا من ‏قوله ‏ ‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ. وَنِسَاءٌ ‏ ‏كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، ‏مُمِيلَاتٌ ‏ ‏مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ ‏الْبُخْتِ ‏الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا).
    فقادهم جمودهم الذهني إلى اعتبار هذا الوصف (رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ ‏الْبُخْتِ ‏الْمَائِلَةِ) إلى تحريم جمع المرأة شعرها في أعلى رأسها!
    فَـقَـدْتُه من استنباط!!
    فعلى فهمهم هذا سيكون إمساكُ الرجل سوطًا كأذناب البقر محرَّمًا أيضًا، لأنه أيضًا وصفٌ ورد في ذِكر الصنف المذموم الأول!
    ولا يدركون أن هذه الأوصاف لم تأتِ لتحريم آحادها، وإنما جاءت علامة لهذين الصنفين، لكي نعرفهم بهذه الصفات، فنحذرهم ونحذر من أن نكون منهم.
    فالأولون: هم الظلمة وأعوانهم، يظلمون الناس ويضربونهم بغير حق. والآخرون: نساء فاجرات، يحرصن على الإغواء، ولا يستحين من إعلان فجورهن بعلامات تميّزهن..
    ولا علاقة للحديث بتحريم تسريحة شعر معينة، وحاشا الشريعة الغراء من هذا الهُراء!
    ولذلك لم يقل أحد من شُرّاح الحديث من أهل العلم السابقين بحرمة جمع المرأة شعرها في أعلى رأسها، ولا ذكر هذا أحد في كتب المذاهب الفقهية في المحرمات، ولا أفتى بذلك أحد من أهل العلم قبل بلاء الجمود في اتباع الدليل وأصحابه الجامدين!!
    وانحصر عامة كلام أهل العلم في شرحهم الحديث على ذكر معنيين لتلك الصفة:
    الأول: أنهن نساء يُعظّمن رؤوسهن بالعمائم أو بصلة الشعور حتى تشبه أسنمة الإبل في ارتفاعها، فأرجعوا الحديث إلى معنى تحريم الوصل الوارد في السنة.
    والثاني: أن هذا مجاز عن عدم غض البصر، وأنهن يرفعن رؤوسهن بالنظر والتحديق في الرجال رفعًا لا يعرف الحياء، فأرجعوا الحديث إلى وجوب غض البصر عن النظر المحرم الوارد في القرآن.
    ولا قال أحد من أهل العلم إن هذا الحديث يحدد أنواع التسريحات المباحة وأنواعها المحرمة، كما ابتدعه جمود أتباع الدليل!!
    طبعًا هم سيعدون ذلك فتحًا جديدًا، وعبقريةً اجتهادية؛ لأن حركة ذهنهم في حيّز الجمود توهمهم باجتهاد، هو اجتهاد في التجمد الذهني! أعاذكم الله من ذلك الجمود!!
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الإسكندرية - مصر
    المشاركات
    110

    افتراضي رد: الجمود في اتباع الدليل. د. الشريف حاتم العوني.

    لا يوجد شئ إسمه الجمود على الدليل العنوان خطأ , إنما الذي يمكن أن يقال هو الجمود على منطوق النص

    وكاتب المقال يريد أن يطعن في اتباع الدليل ويحسن التقليد وواضح أنه لا يعرف أن مقاصد الشريعة أصلا إنما تعرف بالدليل مع البديهيات والأمور المستقرة في الفطرة

    وهو عندما أراد أن يرد على من حرموا تسريحة الشعر اعتمد على دليل فقياسه على من يحملون سياط كأذناب البقر فهذا القياس في حد ذاته دليل
    وهذا أولا كاف في إثبات بطلان دعواه
    و ثانيا هو مع ذلك أخفق في استدلاله لأن العلامة المشار إليها في ذم الصنف الأول في الحديث ليست مجرد أنهم يحملون سياطا , لكن أنهم (يضربون بها الناس)
    ثم إنه من المعروف أن الشارع إذا ذم صنف من الناس وأعقب ذلك بذكر أوصافهم فلا شك أن هذه الأوصاف لها علاقة بالذم إن لم تكن هي سببه , فلا يُتصور أن يحذرنا نص من أناس ثم يذكر لنا صفات حميدة فيهم

    والشئ الآخر الذي لم يتنبه له كاتب هذا المقال هو أن وصف (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) جائت مقترنة بوصفين آخرين لا خلاف في أنهما مذمومان وهما (وصف كاسيات عاريات) و (مائلات مميلات) فقد يدل ذلك على ذم هذه الصفة وهو ما يُعرف في الأصول بدلالة الاقتران , ودلالة الاقتران وإن كانت محل خلاف بين الأصوليين إلا أن القول باعتبارها قول قوي ومتجه وعليه جمع من أهل العلم

    و المفهوم من الحديث أن الصفات الثلاثة هي في من تفعل ذلك أمام الأجانب أو لغير زوجها لما دل عليه الدليل أن الصفتين الأولى والثانية تجوز في حق الزوج وقد يلحق بذلك المحارم جزئيا
    وعلى ذلك تكون هذه التسريحة مباحة أمام الزوج لكنها محرمة أمام الأجانب على كل حال حتى لو لم يرد هذا الحديث لأن الحجاب الذي لا يشف ولا يصف فرض والمرأة مأمورة بألا تبدي زينتها أمام الأجانب
    وعليه فذه التسريحة في الخارج زيادة في التبرج أو قدر زائد على مجرد التبرج لما لحق بصاحبتها من الوعيد
    كل هذا توصلنا له بالأدلة

    وفي النهاية متبع الدليل وإن أخطأ أفضل وأهدى من المقلد وإن أصاب
    فخطأ بعض الأفراد في فهم النصوص ليس مبررا للطعن في المنهج كله
    فالعصمة من الوقوع في البدع والأهواء والفتن هي في اتباع الدليل من الكتاب والسنة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •