19-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
فقالت التقارير أن بيوت المسلمين قد سُلبت بكاملها، وتم تحويل بعضها إلى حانات لشرب الخمر وملاهٍ ليلية، كما أن المساجد لم تسلم من ذلك؛ حيث إن بعضها تحولت إلى محال لبيع وتقديم الخمور، وممارسة الرقص والغناء.


يدعى العالم الغربي انه يتعامل وفق نظم قانونية أو شرعية وتدعي المنظمة الجائرة التي تدعي بالأمم المتحدة أنها منظمة تعمل للحفاظ على عدة مبادئ في العالم وهي في الحقيقة لا تعمل إلا أداة للدول الكبيرة لتتحكم في مصائر الشعوب والدول الصغيرة, فهل يمكن فهم أو تصور ما حدث في أفريقيا الوسطى وسط صمت العالم كله وخصوصا عالمنا العربي والإسلامي حتى أعلنت حكومة أفريقيا قتل آخر مسلم فيها وأصبح تعداد المسلمين فيها صفرا بعد تهجير من استطاع الفرار وقتل كل من طالته أيديهم.
فهل هناك لجان تدعي بحقوق الإنسان حقيقة؟ وهل للمسلمين حق في الحياة تراها هذه اللجان التي تستطيع ان توقف العالم كله على قدم واحدة إذا تعرض نصراني في أي مكان في العالم لأي مشكلة مع حكومته؟ وهل يعتبر قادة الدول الإسلامية أن هؤلاء إخوان لهم في الدين والعقيدة؟
وإذا لم يكن للإنسان المسلم في أفريقيا الوسطى أو في غيرها قيمة في نظر المجتمع الدولي فهي يمكن تصور عدم عزمهم أو عدم قيامهم بالاعتداء على المساجد فيها والعبث بها تماما وتغيير الغاية من وجود مبانيها لاستعمالها في أنشطة مخلة بالآداب والشرف لتتحول البيوت التي كان يذكر فيها الله سبحانه إلى أماكن للشيطان ليعبث فيها كما يشاء.
فقد أكدت التقارير الصحفية التي صدرت عن مواقع إسلامية فرنسية أن مساجد أفريقيا الوسطى تحولت إلى مراقص وخمارات بعد أن قامت المليشيات "المسيحية" بقتل المسلمين وطرد من تبقى منهم.
فقالت التقارير أن بيوت المسلمين قد سُلبت بكاملها، وتم تحويل بعضها إلى حانات لشرب الخمر وملاهٍ ليلية، كما أن المساجد لم تسلم من ذلك؛ حيث إن بعضها تحولت إلى محال لبيع وتقديم الخمور، وممارسة الرقص والغناء.
ويجدر هاهنا التساؤل أين المواثيق الدولية التي تلزم الدول والحكومات بالحفاظ على المقدسات الدينية لهل كل الملل والأديان وعدم الاعتداء عليها, فلاشك أن قوانينها المنطوقة والمتعامل بها تختلف تماما عن المكتوبة في النصوص, إذ ان قوانينهم التي يتعاملون بها أن يتم الحفاظ على كل مقدسات لأهل أي ملة أو ديانة سماوية أو حتى وثنية إلا الإسلام وأهله.... وهذا ما فعلنا نحن بأيدينا بداية فلا يمكننا الآن أن نلوم غيرنا وعلينا لتصحيح هذا الأمر أن نبدأ من داخلنا نحن عندما نوقن أن أهل الإسلام كله امة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم جميع على من سواهم.
هدم مساجد أفريقيا الوسطى
وبالطبع فحال المساجد ليس أحسن حالا من حال المسلمين الذين فروا للنجاة ولا نجاة, إذ يحاصرهم الجوع والقتل في كل مكان حتى في المخيمات المتهالكة التي أقيمت لهم في دول مثل تشاد.
فقالت منظمات الإغاثة أنها تواجه صعوبات جمة في إنقاذ حياة هؤلاء الفارين وهم اغلبهم من النساء والأطفال الذين لا يجدون أية دعم يقدم لهم, فدولة تشاد التي لجئوا إليها هي الأخرى دولة فقيرة لا تستطيع تلبية احتياجاتهم والدول الأخرى تخلت عن حياتهم ولم تنقذهم بتقديم أي وسيلة لإبقائهم في أمان في بلادهم فكيف سيهتمون بهم وهم في العراء؟
ويشتد الأمر محنة وألما إذا تيقنا أن هؤلاء المهجرين الفارين لن يجدوا من يتدخل لإنقاذهم إلا المنظمات التبشيرية التي تنشط دوما في مثل هذه الظروف لتعطيهم الغذاء مقابل التخلي عن الإسلام وبالتالي فترك المسلمين لهم جريمة كبرى خاصة إن منهم الكثير من الأطفال الذين وصلوا إلى المخيمات جاءوا دون رفقاء من أهاليهم.