صناعة التأثير < علم وإخلاص ، وحركة وصبر > ..


صناعةُ التأثير في واقع حياة الأمة : جهدٌ دائـمٌ ، وحركـةٌ فاعلة من رجال ونساء الإصلاح .. ولا تصلح حياة المجتمع إلا بصلاح عقيدتها ، واعتزازها بشريعتها ؛ واجتماع يلغي كل خلاف مفرق مفسد لمنافع الناس في دينها ودنياها ..


فدعاة الإصلاح شامة الناس ، وإليهم تنظر القلوب قبل عيون الرؤوس ، وسماع الآذان ..


فهم قدوة الناس ، وحـُـدَاة ركب الفضيلة ، وعليهم تُــعقد آمال الضَّعفة والمساكين - بعد الله تعالى - في تغيير واقعـــهم البئيس ، وآلامهم المزمنة ..


وأهل العلم والفضل : خصهم الله عز وجل بحكمة العلم ، وراجحة العقل ، فهم بذلك يقضون بين الناس ، ويعلمون خير الاتباع ، ومنازل التَّسنن والعمل الصالح ..


من صفاتهم المباركة : أنهم هجروا كهوف < القَّـعـَـدَة > أهل الاعتزال السالب الذين وجودهم وعلمهم عــدمٌ !! صرفوا لحظات حياتهم ووجهوهم عن آلام أمتهم ، وكأنما عناهم شاعر الوقت شوقي بقوله :


وقدْ يموتُ كثيرٌ لا تُـحِسُّهُـمُ ... كأنهم من هَوَان الخطبِ ما وُجِودا


أما أهل النفع والخير .. فهم صيب نافع ، وإضاءة نور خير تشرق في كل أرض تكون فيها .. نزلوا ميدان الكفاح بعدة العلم ، وسلامة المعتقد ، وحسن القصد .. مقياس العظمة عندهم العمل لأمتهم في إيجاد الرفعة والرقي بها إلى مصاف التأثير والمكانة بين الأمم .. عصامية الكفاح والتاريخ الفعال الذي يصدقه واقع العمل ..


أما المناصب الخادعة ، والرتب البراقة ، والشارات المزينة ، فلا قيمة لها عند عظماء المصلحين ..


القيم والمكانة عندهم : لا تكون بالمنصب والجاه والشهرة ، وكيل المدائح .. فبناة صرح النجاح : لا يهتمون بمدح مادح ، أو نقد مثبط ظالم .. وإنما القيمة الحقيقة للمصلح : فضل علمه وتعليمه لأمته ، وجهاده في سبيل تغيير واقع حــياة الناس إلى كل خير وصلاح ، وفائدة يطلبها واقع البلاد والعباد ..


مع أدبٍ جَـم ، وحُسن سَـمْـتٍ ، واحترام للكبير ، ورحمـةٍ للصغير .. فبهذه الصفات وأمثالها يوزن من يقول : أنه من المصلحين في الأرض .. وبذلك تكون النُّـقلة بالناس إلى حقيقة التغيير المطلوب ..


وبغير الصدق في القول والفعل ، يكون الحديثُ حديثَ خرافةٍ ينكشف بهرجُه في ساحة الأيام ، وحاكم الواقع والزمان !! ..

حسن الحملي