بسم الله الرحمن الرحيم :
أرجو التنبيه إذا وجد خلل فيما كتبت :
هل الموق والجرموق لفظان لمعنى واحد أم يختلف المعنى ؟
اختلف العلماء في ذلك :فبعضهم يرى أن الموق والجرموق لفظان لمعنى واحد ،وقد فسّر أهل اللغة الجرموق بما فسروا به الموق من أنه مايلبس فوق الخف .انظر لسان العرب:1/607،والمصباح المنير:صـ 97مادة"جرمق".
وبعضهم فرّق بين الموق والجرموق فجعل الموق ضرب من الخفاف ، والجرموق خف فوق خف ،وقد فسّر بعض اللغويين الموق بأنه ضرب من الخفاف.انظر لسان العرب:6/4300،وتاج العروس:26/408مادة"موق".
ثم اختلف الفقهاء تبعاً لاختلاف اللغويين : فمنهم من اتجه الاتجاه الأول فلم يفرّق بين الموق والجرموق وعلى هذا أكثر الفقهاء ومنهم علماء المذاهب الثلاثة غير الشافعية ؛ وذلك لأنهم استدلوا على جواز المسح على الجرموقين بحديث مسح النبي > على موقيه كما سيأتي في بحث المسألة أعلاه ،ونصر هذا المذهب ابن التركماني في الجوهر النقي( مع السنن الكبرى للبيهقي)1/431،والشنقيطي في أضواء البيان:2/21. وأما الشافعية فإنهم يرون أن الموق غير الجرموق : فالموق عندهم هو الخف وأما الجرموق فخف فوق خف.انظر السنن الكبرى للبيهقي:1/431،والمجموع:1/574.
والذي يظهر والله أعلم أن الموق والجرموق لفظان لمعنى واحد ؛وأما من قال من أهل اللغة أن الموق هو الخف ؛فلأن الموق نوع من الخفاف ولم يرد أنه غير الجرموق ( انظر الجوهر النقي مع السنن الكبرى للبيهقي)1/432، أو يقال أن اختلافهم في تعريف الموق من باب اختلاف التنوع لا التضاد ، فمن قال هو خف فإنما أراد وصفه ، ومن قال هو خف فوق خف فإنما أراد ذكر استعماله وحالته وبهذا نجمع بين هذه الأقوال .
والذي يظهر من صنيع الإمام ابن خزيمة /هو التفريق بين الموق والجرموق ؛ وذلك لأنه عقد ترجمة خاصة للمسح على الموق ، ولو أراد أن الموق هو الخف المعتاد لما أفرده بترجمة خاصة إذ أنه سبق الكلام على الخفين في صحيحه ـ والله أعلم ـ .