تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إشكالية القيم بين الثقافة والعلم. الحسان شهيد.

  1. Post إشكالية القيم بين الثقافة والعلم. الحسان شهيد.

    تقديم
    إذا جاز لنا توصيف التحدي الذي يواجه الإنسانية اليوم فلا نجانب الصواب إذا اعتبرنا التحدي القيمي أخطره وأشده إلحاحا في الإنذار، لأن إطلاق العنان للعقل بكل مكوناته وأساليبه ومناهجه في خدمة مصالح الإنسان على مستوى الفرد دون مراعاة لمصالحه بحسب المآلات والمستقبل لمصالحه الجماعية، نتج عن ذلك تفريط واضح في الجوانب الثقافية بما فيها القيمية والأخلاقية التي تؤسس للعيش المشترك والوجود المستمر للإنسان.
    تحاول هذه الورقة بيان الاكتساح المادي للإنسانية على حساب الجوانب القيمية بحجج خدمة الإنسان ومنفعته، رغم الأخطار المحدقة بالبنى الثقافية وذاكرة الإنسان وقيمه النبيلة. وكيف استطاعت الآلة العلمية والتقنية من خلق تصدعات كثيرة في البنى الاجتماعية والثقافية للشعوب الإنسانية؟
    ولبيان ذلك أقترح تتبع الموضوع عبر المطالب الآتية:
    المطلب الأول: القيم مناطات التثاقف الحضاري
    المطلب الثاني: القيم الإنسانية بين الثقافة والعولمة
    المطلب الثالث: القيم والعلم، أو القيم بين الخصوصية والتقنية
    المطلب الرابع: القيم والإعلام، أو القيم بين الهوية والصورة
    المطلب الخامس: القيم والمال: أو القيم بين المجتمع والخصخصة
    المطلب السادس: القيم والسلطة: أو القيم بين السلطة والحرية
    المطلب الأول: القيم مناطات التثاقف الحضاري
    إن الأصل في مناطات التثاقف الحضاري عبر التاريخ البشري هو رعاية القيم الإنسانية؛ باعتبارها روح ثقافة المجتمعات، التي تقصد بها كليات الوجود من توحيد إلهي، واستخلاف أرضي، وشهود إنساني، ومهما اختلف هذا التثاقف وتعددت أشكاله ومظاهره؛ سلمية كانت أو حربية، فإن معادها ينتهي عند الأبعاد القيمية، لأن الإنسان يبقى في الأخير أحد القائمين على تلك القيم خلال الدورات الحضارية المتوالية.
    لذلك، فإن مفاهيم الصراع والتدافع والتثاقف، أو غير ذلك من مفردات التواصل والاحتكاك بين الثقافات أو الحضارات، يمكن اختزالها في تدافع حضاري يتحقق مناطه في تدافع قيمي تنتهي إبعاده عند إثبات أو إلغاء القيم الإنسانية بين الناس.
    وقد يلبس ذلك التدافع لبوسا سياسيا أحيانا أو اقتصاديا أو عسكريا تارة أخرى، إلا أنه في خاصية جوهره؛ وخلفية مظهره؛ له امتدادات قيمية إما ترسيخا؛ أو إعادة اعتبار لقيم العدل والحرية و السعادة، وذلك ما تلخصه القولة الشهيرة للصحابي الجليل ربعي بن عامر ذلك الجندي البسيط في جيش الخليفة عمر ابن الخطاب خلال معركة القادسية، حينما دخل على رستم ملك فارس و سأله ما الذي جاء بكم، فأجابه بكل عزة و ثقة : "جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها و من جور الأديان إلى عدل الإسلام "[1].
    إن قيم العدل والحرية والكرامة قد أفصح عنها ربعي بشكل مباشر، وهي المقاصد الكلية الكبرى للصراع والحوار والتدافع بين الثقافات والحضارات، هذا بغض النظر عن الفهوم المختلفة التي قد تمنحها الثقافات والحضارات لهذه القيم، إلا أن هذه المفردات القيمية لا تنفك عن المفاهيم الإنسانية اللصيقة بالتفسير الروحي والعقلي والجمالي للإنسان.
    وحتى الغرب في صراعه اليوم مع ما يسمى "بالإرهاب" يخوضه باسم الحرية والعدل والحب، و إن اختلفت الآليات والتفسيرات والمفاهيم.
    إن تمظهرات التدافع القيمي بين الثقافات لم يخرج عن أشكال تقليدية وصور بدائية تبدو في الحروب والغارات على وجه الخصوص، لكن الوقت المعاصر تعقدت فيه أوجه الصراع والتدافع بتعقد المستجدات الحضارية وآليات التواصل من إعلام وتقنية وعلم، وغير ذلك. وفي هذا الاتجاه يقول سيرج لاتوش:"والواقع أن عمليات إدخال القيم الغربية، قيم العلم والتقنية والاقتصاد والتنمية والسيطرة على الطبيعة هي دعائم محو الثقافة، إن الأمر يتعلق بتحويل عقيدي حقيقي، والحقيقة أن العنف يدمر أكثر مما يؤدي إلى تحول عقيدي حقا، ويعني الغزو الروحي أنه يمكن إقامة اتصال بين الغرب التوسعي والعوالم الأخرى، ويفترض الاتصال شيئا ما كحاجات مشتركة كقاعدة لتبادل ممكن، ولا ينبغي أن تخدعنا هذه المفردات الاقتصادية، فالمسألة هي قبل كل شيء مسألة قيم لا ترتدي شكل سلع إلا بصفة عارضة"[2].
    المطلب الثاني: القيم الإنسانية بين الثقافة والعولمة
    إن مشروع العولمة باعتباره أحد أشكال التعارف الثقافي والتدافع الحضاري بمثابة أجلى الصور التاريخية الخطيرة في تهديد الأسس الإنسانية للمنظومة القيمية لدى الثقافات المتعددة، سواء طال ذلك الخطر المستوى الفردي أو الأسري أو المجتمع أو العالم ككل، " إن العولمة تعني مركزة السلط، كل أشكال السلط، وليس فقط السلطة السياسية، هكذا فإن شركتين أمريكيتين، وهما General motorsوExxon، تحققان لوحدهما رقم معاملات يفوق مداخيل الهند ذات المليار نسمة"[3] ، ومن أهم المداخل الكبرى للعولمة في هذا التهديد أربعة مداخل:
    المدخل الأول: جانب العلم: ويتشخص ذلك في ما أسداه البحث العلمي اللامحدود من خدمات للإنسان في اتجاه الاستخلاف والشهود بقطع النظر عن أبعادهما الثقافية، قد يتجاوز ذلك إلى المساس بالجوانب الروحية وما يتعلق بها من قيم إنسانية نبيلة خصوصية أو عالمية.
    المدخل الثاني: جانب المال: ومن أدق تجلياته ما أضحى يعرف بالخوصصة أو الخصخصة، وهي من أشد الخصوم المفترضين لمنظومة القيم، لكونها لم تعد مبدأ تهديد للمخيال الجمعي للخدمات المادية المشتركة، بل أصبحت مخاطرها تطول الأبعاد القيمية في الإنسان بما في ذلك الجوانب الروحية. حتى أصبحت مجموعة من قيمنا الإنسانية تنقض عروة عروة بتأثير من التشييئ المادي لمضامينها.
    المدخل الثالث: جانب الإعلام: وهو من المداخل الأكثر خطورة على القيم الإنسانية، لما يحمله من رموز متعينة وسميائيات فكرية عابرة للثقافات وخارقة للحضارات، إن على المستوى القيم النفسية أو الأسرية أو الاجتماعية أو حتى العالمية.
    المدخل الرابع: جانب القوة: إن دلالات السلطة المتضمنة في أوجه العولمة بصياغتها القسرية "الفوعلة" بما تحمله من فهومات الإكراه في التغيير، من تحويل ثقافي وتغيير حضاري ستطول لا محالة المفردات القيمية لدى الإنسان، وأولها مفهوم الحرية أو اللاإكراه في المعتقد، أو في الفكر، وهذا مؤشر على أن الدفع في هذا الاتجاه يمنح الأولوية للمظاهر على الجواهر وذاك من أسرار فشل هذا المشروع.
    وسأحاول النظر في كل جانب على انفراد مبديا الأخطار التي تحدق بالمفاهيم القيمية في ظل الاكتساح القهري لأسلوب العولمة لما تبقى من قيم إنسانية مشتركة في خضم التدافع الحضاري المعاصر.
    إن مما تتميز به العولمة في هذا التدافع الحضاري المعاصر هو انطواؤها على خلفية اختراقات ناعمة للقيم الإنسانية ويبدو ذلك في أمرين:
    الأول: أن العولمة المعاصرة بمظاهرها وتجلياتها تتسلل إلى المناطق الحساسة في القيم الروحية، إلى أن يستأنس الإنسان مع أشكال تطبيعية إلى درجة العادة والأمر الواقع.
    الثاني: أن مبلغ التطبيع والتعاقد النفسي مع الأشكال العولمية التي تمس الجوانب القيمية في الإنسان، يصعب معها التخلص من تلك الأشكال وإعادة الاعتبار لتلك القيم خلال مرحلة معينة من مراحل ذلك التطبيع. مما يتطلب جهدا ضافيا ومدروسا في تغيير الوضع القائم.
    المطلب الثالث: القيم والعلم، أو القيم بين الخصوصية والتقنية
    يمثل البحث العلمي رأس سنام الحضارة الغربية المعاصرة، إذ لم يعد أي مجال إنساني اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي في منأى عن التدخل السافر للنزعة العلمية، وذلك من بواكير المشاريع المرافقة لخط العولمة القاهرة لكل ماهو في غنى عن استعارة العلوم، إلا أن خطورة الأمر المشار إليه هو ذلك الانتقال البطيء والمستتر لآليات العلم وتقنياته المادية إلى ماهو روحي ووجداني وقيمي في حياة الإنسان، قد يفقده خصوصياته الثقافية أحيانا، ويفرغه من مضمونه الوجداني أحيانا أخرى، ولبيان ذلك هذه بعض الأمثلة توضح المقصود:
    أ- الاستنساخ: يبدو أن التجارب العلمية المتناسلة خلال العقود الأخيرة قد أدخلت الإنسانية في أتون متاهات علمية وقيمية، لها خطورتها المنعكسة على الإنسانية، سواء على المستوى النفس أو مستوى النسل، هذا إذا افترضنا عدم طول تلك الخطورة مستويات أخرى كالعقل والعرض وما شابه ذلك، فعلى المستوى الأول؛ فإن اغتيال القيم في ولوج عالم الاستنساخ الحيواني الذي أثار ضجة عالمية حول الشاة "دولي" سيشكل خطورة غذائية كما تقول التقارير العلمية على النفس الإنسانية بظهور أمراض خطيرة لا قبل للإنسان بها، وأما على المستوى الثاني؛ فإن غياب القيم والأخلاق في طرق باب الاستنساخ الإنساني ستكون أشد خطورة على الوجود الإنساني برمته.
    ب- تجارة طب الأعضاء: من مظاهر الردة القيمية التي عرفها عالمنا المعاصر، ما أضحى يعرف ببيع الأعضاء البشرية وهي تنعم بالحياة والتجارة في عملياتها الوظيفية، عبر تخلي أشخاصها عنها وإلحاقها بغيرهم مقابل ربح مادي وفي ذلك اعتداء صارخ على قيمة الحياة الإنسانية و إلحاق الأذى بها سواء في الحال أو المآل. وهذا إن توافق عليه البعض في ثقافات معينة بداعي الحرص المادي لا يليق في بعض الخصوصيات الثقافية ولا مساغ له.
    جـ- ترقيع البكرة: إن قيمتي الشرف والكرامة عند البكر تتجسد على الخصوص في بكرتها، وأيما خدش لحقها أو فظ تعرضت له فقدت ما تملكه من قيم الأنوثة الشريفة، وقد تمكن العلم الحديث من محاولة ترقيع البكرة كلما تعرضت للدمار، فلم يعد للتي افتضت بكرتها سواء سفاحا أو زنا أو اغتصابا أو غير ذلك من الطرق غير المشروعة حرج أو مشكل نقصان من كرامتها، فالعلم قد أمن لها استعادة قيمتي الشرف والكرامة، وفي ذلك تشجيع عظيم على الفساد والسفاح في المجتمعات الإنسانية التواقة إلى القيم النبيلة التي تنشد العفاف والطهر، كما سيكون لذلك انعكاسات سلبية وخطيرة على تماسك المجتمعات.
    د- الهاتف النقال: لا أحد يشك فيما قدمه اختراع الهاتف النقال من خدمات إنسانية جليلة في مجالات شتى، لكن ذلك لا ينبغي أن يعمينا عن بعض المفاسد والآثام التي ترتبت عن ذلك في الحال، وما يحدث في المآل، خاصة في علاقته مع بعض القيم المطلوب رعايتها وحفظها ويمكن الاقتصار على ذكر بعض من ذلك، ألم يحل الهاتف النقال في كثير من الأحيان محل القيام بصلة الأرحام والإقبال على تقديم التعازي وزيارة المريض وتلبية دعوة الأفراح والمناسبات، فيكتفي المرء بمكالمة هاتفية لا تكلفه غير ثمن بخس دراهم معدودة رغم أن عددا من تلك القيم لا تعوضها تلك البدائل المتوهمة، فصلة الرحم تدعو لواصلها وتدعو على قاطعها، وزيارة المريض من واجبات المسلم على المسلم، وإجابة الدعوة من حقوق المرء على المرء.
    ه- كراء الأرحام: دخل البحث العلمي في المرحلة الأخيرة خاصة في المجتمعات الغربية طفرة نوعية من حيث اقترابه أكثر من الحياة البشرية، فظهرت تقنيات الهندسة الوراثية وما يستتبعها من تغيير وتهييء للخلق البشري، وعلى رأس ذلك كراء الأرحام بالنسبة للزوجات الراغبات في التخلص من أتعاب الحمل وأعباء الأمومة،واستخدم ت في ذلك تقنيات علمية دقيقة لأجل صياغة أمومة مفترضة الأمر الذي لا ينسجم مع قيم إنسانية تنضج في الكينونة البشرية منذ نشأتها، فهل يمكن لذك تعويض قيمة الأمومة الحقيقية، وهل تستطيع الأم الحاملة التخلص من قيمة الأمومة بعد حمل ووضع المولود و تسليمه إلى المكترية؟، وكيف ينعكس ذلك على مستقبل البشرية، وخاصة على القيم الإنسانية بالأسر والمجتمعات الأكثر ارتباطا بتلك القيم؟. لذلك فإنه من الأهمية بمكان بالنسبة إلى العلم والمجتمع على السواء أن يتبع العلماء معايير ملائمة للسلوك، وأن يتعلم العلماء كيف يدركون الحيثيات الأخلاقية في العلم، و أن يفكروا فيها وأن ينظر العلماء إلى العلم على أنه جزء من سياق اجتماعي، واسع ويثمر نتائج مهمة للجنس البشري"[4].
    وأضف إلى ذلك موضوعات أخرى كشراء الأعضاء وغيرها كثير لا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل. وفي هذا السياق يقول مصطفى المرابط،"إن العلم الذي تستند إليه العدمية لا يعترف إلا بحيوانية الإنسان، البعد المادي، ومن هنا إصراره على تدمير أعز ما يملك الإنسان، البعد المتسامي، قد لا نجد أوضح من القاموس القرآني في وصف أبعاد الإنسان الشاملة، وباستعارتنا له يمكن أن نلخص فعل العدمية الذي يتجلى في فصلها نفخة الروح عن قبضة الطين، وفي كونها ألغت الأولى وتصدرت الثانية مسرح الحياة"[5].
    المطلب الرابع: القيم والإعلام، أو القيم بين الهوية والصورة
    عرف التطور الإعلامي محطات علمية كبرى منذ بداية نشأة الإنسان، فبعدما كان الكلام والسماع وأحيانا الخيال مصادر للمعرفة، وتلقي المعلومة والخبر انتقل ذلك إلى العين في تضافر مع الوسائل المتطورة مشخصا في الصوت والصورة والتفاصيل، بل إن الوقت المعاصر لم تتجاوز الصناعة الإعلامية فيه مرحلة الانضباط إلى الصورة فحسب، بل إلى صناعة الصورة نفسها أو الحكاية ومنحها أبعادا جديدة رمزية ومستوعبة لشروط التأثير، وقضية تشكيل الأذواق إلى خلق قيم والعمل على خرم أخرى.
    إن هذه الثورة العلمية في صناعة الإعلام ستتقلب معها خصوصيات النظر القيمي عند الإنسان عند المتلقي أو المستقبل بناء على درجات إدراكه ووعيه بالفكرة المقصودة حتى أصبحت للإعلام سلطة جامحة في صناعة قرارات قوية وتهيئة لأجواء بناء منظومة قيمية جديدة. وهذه بعض الأمثلة لبيان ذلك:
    أ- قضايا الحروب: لقد ابتكر الإنسان الآلة الإعلامية بتقنياتها المعقدة لخدمة الإنسان ووجوده القيمي المغاير لباقي المخلوقات، لكن التحولات العميقة تحولت معها البعد الوظيفي النبيل للإعلام إلى بعد غائي واستثماري خطير على القيم الإنسانية ، ومن ذلك:
    تأجيج الصراع: تبدأ خطورة المؤسسات الإعلامية في تغطيتها لقضايا الحروب والصراعات من تأجيج تلك الاختلافات وتشديدها، وقد بلغ السيل زباه لما أصبحت تلك المؤسسات الإعلامية ناطقة باسم طوائف معينة وقبائل خاصة بل بأفراد مفردة، وفي الوقت الذي ينبغي تسخير تلك الوسائل في لم شمل الأمة وتوحيد قضايا الإنسان وخدمة قيمه، طالت تلك الآلة تهدده في وجوده وفي قيمه وأخلاقياته بزرع فتائل النيران وتغذية روحها. وهذا الأمر لا يستعدي أمثلة فالواقع فصيح في المسألة.
    الضحية والجلاد: طالما كانت المؤسسات الإعلامية المتعددة وسائل ناجعة في التسوية بين الضحية والجلاد أحيانا في نظر الشعوب وخاصة المغلوبة على أمرها، كما قلبت مشهد الخصومة من جعل الضحية جلادا إرهابيا والجلاد ضحية وديعا، قلبت بها موازين القيم من العدل إلى الظلم ومن الظلم إلى العدل، حتى أضحى المتابع الجاهل بحقائق الأمور واثقا من الصورة المقلوبة. ولا أدل على ذلك من مثال الاحتلالات المتكررة للشعوب الإسلامية، وآخرها الإرهاب الصهيوني المحتل لأرض فلسطين.
    حرمة الإنسان: لقد خرم الإعلام بسلطه المادية والأدبية حرمة الإنسان الحي باغتيال حقوقه بعدما حولته من مظلوم إلى ظالم، بعد حشد كل قواها لإقناع العالم بذلك، ولم تتوقف عند ذلك الحد بل خرمت حرمته وهو في مرحلة الانتقال من الحياة إلى الموت، بقدرتها على نقل مباشر أمام أعين أخيه الإنسان وهو يذبح أو يقتل أو يرمى بالرصاص ملوحة بكل القيم الإنسانية نثر الهواء، لخدمة مقاصد مادية اقتصادية أو سياسية، ولا شك أن لذلك انعكاسات سلبية على قيم الإنسان الذي أصبح القتل والإعدام لديه مسألة هينة.
    ب- الرسوم المتحركة:إن الرسوم المتحركة أو ما يسمى بالأفلام الكرتونية من أشد الأشكال الإعلامية خطورة في ترسيخ بعض القيم أو على الأقل في تغيير بعض المفردات القيمية وخاصة على ذاكرة الطفولة التي عادة ما تكون مهيئة لاستقبال الثقافة الرمزية والصور القيمية المراد توجيهها أو تشكيلها في مرآة النفس عند الطفل، وهنا يجدر التنبيه على بعض الأمثلة:
    صورة القط: في كثير من الأحيان تخلق الرسوم المتحركة عداوة ...مع الحيوان الأليف القط، وذلك بتصويره رمزا للعداء أحيانا، وللغباء تارة والغدر تارة أخرى، كأفلام "توم وتجيري"المشهورة في حين يتم تصوير الفأر رمزا للظرافة والذكاء والألفة، وفي ذلك قلب لبعض القيم التي ينبغي تلقينها للطفل، فالقط في الثقافة الإسلامية له اعتباره الخاص لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((إنها ليست بنجس،إنما هي من الطوافين عليكم أوالطوافات))[6]، وحتى سؤرها طاهر ولا ينجس ماء الوضوء الذي شربت منه[7]، وأما الفأر فصنفه العلماء ضمن الحيوانات النجسة السؤر و المأمور بقتلها في الحرم[8].
    اللحية: عادة ما يتم بيان الشخصية العدائية وغير المرغوب فيها مرسومة بلحية كثيفة إشارة إلى القبح وسوء الأخلاق، وتلك صورة لا ينبغي تقديمها للطفل حتى لا يربط بين القيم المذكورة والصورة المراد إبلاغها،لأن اللحية دلالة على قيم الالتزام والوقار في ثقافتنا .
    التبرج: عادة ما تصور الأفلام الكرتونية الفتيات الذكيات والنبيهات المتحررات من كل قبح وسوء بلباس متبرج سافر، أما الكاسيات منهن في أحسن الأحوال يقدمن على أحوال يمثلن بها دور الخادمات أو الشريرات أو ما شابه ذلك فتتركز في ذاكرة الطفولة تلك الصور النفسية لتترجم إلى تمثلات واقعية ومعيشة.
    جـ- قضايا الأسرة:كثيرة هي القضايا الأسرية التي تعمل الآلة الإعلامية على معالجتها، ونظرا لارتباطاتها الدقيقة بمجموعة من القيم الثقافية، باتت الأسرة موقع تهديد خطير
    برامج أسرية: يتم فيها عرض مشاكل زوجة وزوجها مع إجراء محاورة ومجادلة شديدتي اللهجة وبشكل فاضح، كل يدافع عن نفسه أمام الكاميرا مباشرة هاتكة لقيم الستر والأدب في الكلام، والإحسان للوالدين، وفي دراسة علمية خلص الباحث مساعد بن عبد الله المحيا إلى أن بعض الأشكال الإعلامية في الوطن العربي"تعلن فيها الحرب على أوضاع المرأة المسلمة في المجتمعات العربية المسلمة بحيث سعت بعض هذه المسلسلات إلى أن توحي إلى جميع المشاهدات بأن جميع قرارات المرأة ينبغي أن تتخذها هي دون الرجوع إلى ولي أمرها أو الذي ولاه الله مسؤولية القيام عليها زوجة أو بنتا"[9].
    رامج الدفاع عن الواقعات في الرذيلة: ذلك بعرض تقارير ووثائقيات مع الحديث عن معاناتهن وسوء معاملتهن كأنهن مظلومات، محاولين بيان الظلم الذي يسلط عليهن في المجتمع بما اقترفته أيديهن وهذا من شأنه أن يشيع الرذيلة والزنا في المجتمع.
    تلك فقط عينة من الأشكال الإعلامية الخاصة بقضايا الأسرة، وإلا فهي كثيرة قد لا تغيب عن المرء المتتبع للمعروضات الإعلامية.
    الجمال و المرأة: لم تعد لقيمة الجمال سحرها في ظل الثورة الإعلامية والتقنية المعاصرة، حيث أصبحت مبتذلة بإضفاء المساحيق الإعلامية عليها، فاستغلت قيم الأنوثة والطبيعة الإنسانية في تجميل القيم السالبة للبعد الإنساني وخصوصا المادية منها.
    د- قضايا العلوم: استطاعت القوة الإعلامية الموجهة من خرق عدد من القيم النبيلة متجاوزة بذلك روح الأمانة العلمية أحيانا وقيمة العدل في أحيانا أخرى، مستعملة في ذلك سلطتها وغفلة المتلقي وضعف الآخر، ويمكن التدليل على ذلك بنسبة الملكية الأدبية أو ببراءة الاختراع التاريخية إلى علماء لهم أوصاف واستثناءات خاصة، مع إغفال و تهميش صاحبها الأول وإقصائه إما لأسباب ثقافية أو حضارية، كنسبة علم الاجتماع لإميل دوركايم الفرنسي بدل ابن خلدون. و إلحاق اكتشاف الدورة الدموية بهارفي الإنجليزي أو سيرفيتوس الإسباني بدل ابن النفيس، وكذا نسبة اكتشاف قوانين الضوء بالألماني يوهانز كيل بدل ابن الهيثم محمد بن الحسن، وقد استكملت الآلة الإعلامية هذا الدور بشكل لافت.
    إضافة إلى ما ذكر فإن سلطة الإعلام استطاعت في عصرنا تشكيل أذواق جديدة وآراء مغايرة وأنماط خاصة في التفكير،" فهي تقدم –للمتلقي-كمية هائلة من برامج التسلية، رياضة وعنف وجنس ورومانسية وكوميديا..، و وتحوله إلى متفرج سلبي يشاهد نشرة الأخبار، وقضايا الشأن العام بنفس الطريقة التي يشاهد بها الأشرطة السينمائية.."[10].
    المطلب الخامس: القيم والمال: أو القيم بين المجتمع والخصخصة
    معتمد الهيمنة العولمية المعاصرة الأساس المالي، المحرك القوي لمبادئ المنافسة الشرسة بين الشركات والمؤسسات الكبرى العابرة للقارات، "ولم تعد السياسة هي السلطة التي تحدد عملية توزيع الخيرات المنتجة، بل أصبح الفصل بشأنها بيد السوق، السياسة أمست إذن خادما مطيعا، يمتثل بأمر السوق، بهذا النحو فقدت السياسة أولويتها، أي سلطانها على الاقتصاد"[11]، ولم تقتصر هذه الهيمنة على القطاعات المادية والجوانب الاستهلاكية في حياة الإنسان، بل مست كثيرا من الجوانب القيمية للفرد والمجتمع والعالم، ومن أهم تجليات ذلك ما يعرف بالخصخصة أو الخوصصة، المشروع الذي اقترب أكثر من تلك المناطق القيمية في وجدان الحياة الإنسانية المعاصرة حيث يهدف إلى "تسليع العلاقات الإنسانية وإشاعة قيم السوق المبنية على النفعية والمادية والتنافس، والتسليع والعمل على تثبيتها، وهو ما يسميه غارودي، "بوحدانية السوق" monotheisme du marche" أو التسليع المطلق والكلي حسب لا توش "omni-marchondisation" وهي مفردات مستوحات من القاموس الديني وتعكس هذا النزوع التأليهي المطلق لقيم السوق"[12]، فأصبح فيها المال ينافس قيما عظمى ويغري بإقصائها من علاقات الإنسان، وهذه بعض الأمثلة:
    أ- الشهوة والحاجة: إن من خصوصيات القيم و ميزاتها في الوجود الإنساني هو خلق لمساحة تفصل بين شهواته الواسعة اللامتناهية وحاجاته المحدودة المتناهية، "أكلما اشتهيت اشتريت"، إنما الهيمنة الاقتصادية التسلطية ومنطق التسليع المعاصر تغلب على الإنسان بفسح مجالات شهواته على حساب حاجاته الضرورية، وقد نلحظ ذلك بجلاء في المحلات التجارية الواسعة كـ"سوبير ماركت" و الميادين والمهرجانات التجارية التي تقرب للإنسان شهواتها بكل ما أوتيت من قوة تأثير مستعينة في ذلك بترسانة من الدراسات النفسية والاجتماعية والإنسانية التي تبحث عن مناطات التأثير عليه، مخترقة بذلك القيم الجميلة في الإنسان من عفة وتوسط في الاقتصاد، وما شابه ذلك من القيم المحفظة على القيم الاجتماعية والبيئية.
    ب- دور الحضانة: تقوم مؤسسات دور الحضانة في الوقت المعاصر بوظائف الأب والأم في حالات لا تستدعي الضرورة ذلك، لتعطي مساحة إنسانية في حياة الطفل القيمية، فقيم الأبوة والأمومة وما يتعلق بهما من حنان وعطف وتربية ورعاية وعناية خاصة، مقابل مبلغ من المال يؤدى لهذه المؤسسات، وفي ذلك خطورة على بناء أسري متماسك وعلى قيم تربوية يحتاجها الفرد في طفولته يستحيل تعويضها فيما بعد، وهذا التوجه لا يبعد عن تفويت قيم نبيلة إلى مؤسسات خاصة وهو ما يمكن نعته بالخصخصة القيمية.
    جـ- دور العجزة: ما قيل عن مؤسسات الحضانة الأولى يقال عن مؤسسات رعاية كبار السن الخاصة بالعجزة، وقد ظهر هذا الشكل من المؤسسات خصوصا مع سرعة وتيرة الحياة المعاصرة وتزاحمها، وكثرة انشغالاتها ومفاتنها، إلى درجة أصبح المرء يلتمس فيها مسلكا للتخلص من القيم النبيلة؛ كالإحسان إلى الوالدين مقابل أداء راتب شهري يقدمه لتلك المؤسسات.
    وارتباطا بهذين المثالين فقد بدأ التأصيل القيمي لبعض المفردات الأخلاقية المتعلقة بالطفولة والعجز وغيرهما من المسؤليات الأسرية، فتم تطوير ما يسمى بأخلاق العناية "التي تشدد على القوة الأخلاقية لمسؤولية الاستجابة لاحتياجات من يعتمدون علينا كثير من الناس سوف يمرض ويصبح معتمدا على الآخرين لبعض الوقت في سنوات حياتهم المتقدمة، بمن فيهم ذوو الشيخوخة الهشة، وبعض المقعدين بصورة دائمة، سوف يحتاجون إلى العناية طول حياتهم"[13].
    د- التجنيس: من القضايا الملفتة للنظر في الآونة الأخيرة مسألة التجنيس التي شاعت بدوافع رياضية أو علمية أحيانا، فنجد اللاعب مثلا يبذل جهده الرياضي لأجل وطن آخر، يتقمص جنسيته، فأصبحت قيمة الوطنية مبتذلة من جانب البلد واللاعب، فاللاعب يتخلى عن تلك القيمة مقابل مغريات مادية والبلد الآخر قام بخصخصة الوطنية إلى أفراد أو مؤسسات رياضية، والخطير أن بلداننا قد ابتليت هي الأخرى بهذه البلوى وهي تدرك قيمة ذلك .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. افتراضي رد: إشكالية القيم بين الثقافة والعلم. الحسان شهيد.

    هذه الأمثلة وغيرها كثير يبين مدى تغلغل الحس المادي في الثقافة القيمية للإنسان، بل إن حضارة النقود المعاصرة" اعتبرت كل شيء سلعة مثل الأرض والماء والهواء والحياة والعواطف، والمعتقدات وحقوق الإنسان، والحرية والحب والثقافة"[14].
    المطلب السادس: القيم والسلطة: أو القيم بين السلطة والحرية
    يحمل مصطلح العولمة إشارات قوية في اشتقاقه اللغوي لدلالات القوة والسلطة، كلها تشي بالإكراه في تغيير العالم قهرا وقسرا وفق نمط متعين ومحفوظ، ويظهر ذلك الاتجاه إلى جانب السلطة المذكورة، في اعتماد سلط قانونية وسياسية تروم فرض واقع جديد قد يصطدم مع الخصوصيات الثقافية للشعوب المختلفة وتدوس على مجموعة من القيم الأساسية الممانعة الدلالات المبشر بها.
    قيم الحرية: لقد أصبح الغرب يسخر كل الآليات القانونية بمؤسساتها المختلفة والترسانة العسكرية لاحتلال أراضي الغير والإيغال فيها دمارا وخرابا باسم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة وغيرها من القيم بالإضافة إلى هذا الاستغلال البشع لتلك القيم، فقد تم استعارة التدخل الأجنبي من قبل منظمات أهلية مدنية للتخلص من الحكم السائد طلبا للحريات والديموقراطية مقابل امتيازات موعودة لتلك الدول كما حدث في العراق مثلا وأفغانستان وما يحدث ابتزازا اليوم في السودان.
    قيم العدل: سبقت الإشارة ضمن قوة الإعلام وسلطه في القدرة على تحويل الضحية جلادا اعتمادا على الكذب والتدليس وسلب الحقوق من الناس، وتغيير موقع الجلاد إلى صورة الضحية المعتدى عليها لتبرير كل أفعالها غير المشروعة ضد خصومها، إن هذا التدليل في التقويم مساس بقيمة العدل وامتهان لكرامة العدل، وكيل بمكاييل مختلفة وفق أهواء الناس، كما أن في ذلك استغلال بشع لقيم نبيلة إما للتدخل في شؤون الدول أو لاحتلالها بحجة ظلم الناس، أو لتبرير الاحتلالات الدولية كما هو الشأن في فلسطين. أو لاعتقال الناس ومحاكمتهم دون وجه حق كما حدث بمعتقلات العار بكوانتانامو وغيرها بحجة العدالة الدولية.
    قيم الحقوق الإنسانية: يوظف الغرب في بسط مشروعه كل المؤسسات الدولية القانونية كصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية الأخرى، وذلك بالتواضع على رزنامة من القوانين كالالتزامات الخاصة بحقوق الطفل وحقوق المرأة وغير ذلك،وفي هذا الشأن يقول محمد عمارة"وإذا نحن شئنا أن نضرب الأمثال في إشارات موجزة، على نماذج لعولمة منظومة القيم الغربية، والثقافة العربية، ونمط الحياة الأمريكي، من خلال صياغة هذه المنظومة في مواثيق يتم عولمتها باسم الأمم المتحدة وعبر مؤتمرات دولية تعقد تحت علم المنظمة الدولية..فإن وثيقة -برنامج عمل مؤتمر السكان والتنمية- الذي عقد بالقاهرة في 5-15-سبتمبر سنة 1994، تكفي هذه الوثيقة وزيادة، لتجسيد معنى عولمة القيم وفرضها على مختلف الأمم و الشعوب والدول والحضارات والمعتقدات والثقافات"[15]، وقد أحدثت هذه المواثيق شرخا كبيرا في النسيج الاجتماعي لبعض الدول مثل ما وقع في المغرب بسبب الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية التي كادت أن تؤدي إلى حرب أهلية، لتعارضها الصريح مع مجموعة من القيم الثقافية والدينية بالمغرب.
    خاتمة
    اجتهدت هذه الورقة قدر الإمكان في دق ناقوس الخطر الذي بات يهدد القيم الإنسانية في علاقتها مع الإنسان المعاصر دون شعور منه ودون إعارة اهتمام، من خلال تدافعه مع التقنيات العلمية والمنتجات التي خلفها البحث العلمي، فكانت أولى مطالبها تحقيق النظر في القيم باعتبارها مناطات للتثاقف الحضاري ومحوره، وثانيها البحث في القيم الإنسانية بين الثقافة والعولمة، وثالثها حصرتها في وثاقة القيم والعلم بتحليل تلك الوثاقة من حيث القيم بين الخصوصية الإنسانية والتقنية العلمية، ورابعها حول القيم والإعلام، أي تأرجح القيم الإنسانية بين الهوية والصورة، وخامسها حددته في الكلام عن القيم والمال، أي صورة القيم بين المجتمع والخصخصة، وآخر تلك المطالب عالج علاقة القيم بالسلطة بمعنى موقع القيم بين السلطة والحرية.
    -----------------------------------------
    * أستاذ زائر بكلية المتعددة التخصصات، الناظور، جامعة محمد الأول، وجدة


    [1] انظر المقولة مع القصة كاملة لغزوة القادسية في الدمشقي، إسماعيل ابن كثير، البداية والنهاية، خرج أحاديثه محمد بيومي، عبد الله المنشاوي، محمد رضوان مهنا، الدار الذهبية، القاهرة، مصر، 7/38.

    [2] لاتوش، سيرج، تغريب العالم، ترجمة خليل كلفت، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 1999، ص64

    [3] المنجرة، المهدي، قيمة القيم، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط2، 2002، ص77،78

    [4] رزنيك،ديفيد ب، أخلاقيات العلم، سلسلة علم المعرفة، عدد 316، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، يونيو 2005، ص249

    [5] المرابط، مصطفى، هزيمة الانسان أو الولادة الثقافية للإنسان المعاصر، العلم والثقافة أية علاقة؟، ملتقى فكري لمجموعة بحث في العلم والثقافة، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1998، ص37.

    [6] أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الطهارة، باب الطهور للوضوء، الحديث رقم11.

    [7] انظر ابن رشد، أبو الوليد محمد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط3، 1428/2007، 1/34.

    [8] انظر ابن رشد، أبو الوليد محمد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط3، 1428/2007، 2/427

    [9] المحيا، مساعد بن عبد الله، القيم في المسلسلات التلفازية، دار العاصمة، الرياض، السعودية، ط1، 1413، ص302/303.

    [10] غيلان، أحمد ، وسائل الإعلام، الواقع والتحديات، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مكتبة الطالب، ط1، 1424/2003، ص35

    [11] هورست، أفهيلد، اقتصاد يغدق فقرا،ترجمة عدنان عباس علي، سلسلة علم المعرفة، عدد 335، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، يناير 2007،ص285

    [12] المرابط، مصطفى، ويسألونك عن التنمية، مجلة المنعطف،وجدة، المغرب، عدد مزدوج 23،24، 1425/2004، ص13.

    [13] هيلد، فيرجينيا، أخلاق العناية، ترجمة ميشال حنا متياس، سلسلة علم المعرفة، عدد 356، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، أكتوبر 2008،ص15

    [14] بوفرة، عبد الكريم، حرب القيم، قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي، منشورات المجلس العلمي بوجدة، المغرب، العمدة في الطبع، ط1، ص117.

    [15] عمارة، محمد، مستقبلنا بين العالمية والإسلامية والعولمة الغربية، مجلة المسلم المعاصر، القاهرة مصر، ع104، س26، محرم-صفر-ربيع الأول،1423/أبريل مايو يونيو2002، ص18.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •