علة الحسد ..
الحسد : علة قلبية ، لا يكاد ينجو منها أحد ، لكن الكريم يـُـدافعها ، ويخفيها ، وغيره مُظهرها ومُشِيعها بقوالب شتى !! ..
والحاسد لا يقبل الحق ، إذا كان غيره هو الذي بين الحق ؛ فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافاً لذلك المبين بالفضل والعلم والإصابة ؛ فيعظم ذلك في عيون الناس ، و لعله يتبعه كثير منهم ، فتكون له المكانة والمنزلة دون من ابتلي بعلة الحسد الذميمة ..
وهذه العلة : < الحسد > يكثر وجودها في عالم < المنتسبة للطلب >، وهي باب أصل الفُرقة والخلاف بينهم ، وبها تصارعت الجماعات والأحزاب ،والمذاهب والانتماءات ، وانتصر الشيطان في إيجاد التحريش بينهم ، وانظر في العالم من حولك كيف أوجد داءُ الحسدِ من ظلم وتناحر بين أهل الفضل قبل غيرهم !! ..
ومن شؤم هذه العلة : أنك ترى بعض < المنتسبة > يحرص على تخطئه غيره من العلماء و لو بالباطل ، حسداً منه لهم ، و محاولة لحط منزلتهم عند الناس .. كل ذلك انتصاراً لقلبه المريض بداء الحسد والهوى .. نعوذ بالله من الخذلان ، وبخس الناس فضلَهم ومكانتهم ..

حسن الحملي.