اشتهر بين الناس وعلى السنتهم هذا الكلام
"عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"
على اساس انه حديث وارد وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان الامر بخلاف ذلك
فهو لا اصل له مرفوعا بل هو من قول سفيان بن عيينة كما نبه على ذلك الحافظ العراقي والامام ابن حجر
فقد قال الحافظ العراقي رحمه الله
في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 145 رقم: 2109):
" ليس له أصل في الحديث المرفوع ، وإنما هو قول سفيان بن عيينة، كذا ذكره ابن الجوزي في مقدّمة صفوة الصفوة"
وسئل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن قول بعض الناس: "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"
هذا حديث مرفوع أم لا؟
فأجاب:" لا استحضره مرفوعًا" من كتاب مسائل أجاب عنها الحافظ
للحافظ ابن حجر ص41
فالناظر يرى ان هذا الكلام لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا
فعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني عدم صحة معناه
فقد قال ابوحنيفة رحمه الله
" الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من الفقه، لأنها آداب القوم "
وقال شيخ الاسلام في الصفدية ج2ص 269
"والكمال لا يحصل إلا بالعلم والقدرة والإرادة التي أصلها المحبة وحيث كان الإنسان يلتذ بالعلم فلا بد أن تكون هناك محبة لما يلتذ به.
فتارة يكون المعلوم محبوبا يلتذ بعلمه وذكره كما يلتذ المؤمنون بمعرفة الله وذكره بل ويلتذون بذكر الأنبياء والصالحين ولهذا يقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة بما يحصل في النفوس من الحركة إلى محبة الخير والرغبة فيه والفرح به والسرور واللذة والأمور الكلية تحب النفس معرفتها لما فيها من الإحاطة التي توصلها إلى معرفة المعينات".