التبويبات ليست من الإمام مسلم كما قال المحققون في هذا الشأن ،
لكن الكتب في صحيحه هل هي من صنيعه ؟
التبويبات ليست من الإمام مسلم كما قال المحققون في هذا الشأن ،
لكن الكتب في صحيحه هل هي من صنيعه ؟
الراجح علميا ان التبويب والكتب هي من صنيع الإمام مسلم نفسه وقدم صحيحه على صحيح البخاري عند بعض المغاربة والإندلسيين لحرفة التفنن في التبويب والكتب
التبويبات لا ، وراجع كلام المحققين في هذا الشأن .
منقول من أحمد الأقطش
50- قوله (قط): «وَفِي بَابِ أَيُّ الإِسْلَامِ خَيْرٌ». اهـ
قلتُ: هذه الإشارة مِن الدارقطني هي أقدم ما وقفتُ عليه فيما يخصُّ أبوابَ صحيح مسلم، ومِنها يتبيَّن أنَّ مسلمًا كان قد بوَّبَ كتابَه بالفعل. ومِن الدلائل على ذلك أيضًا ما أورده ابنُ حزم في كتاب حجة الوداع حيث ذَكَرَ ترجمةَ أحدِ الأبواب مِن صحيح مسلم، فقال عن أحد الأحاديث([1]): «مذكورٌ في بابٍ مِن هذا الكتاب مترجمٌ بباب: الاختلاف في لفظه عليه السلام لعائشة إذ حاضت وهي معتمرةٌ فأَمَرَها عليه السلام». اهـ وكذلك أَوْرَدَ أبو علي الغساني جملةً وافرةً مِن تراجم الأبواب في صحيح مسلم، مِنها قوله على سبيل المثال([2]): «وأخرج مسلم في (باب: تسمية المولود) حديث أنس بن مالك». اهـ وقال القاضي عياض في حديث عائشة في الجنابة([3]): «تَرجم البخاري على الحديث: (مَن بدأ بالحِلاب والطِّيب). وقد وقع لمسلم في بعض تراجمه مِن بعض الروايات مِثلُ ترجمة البخاري على هذا الحديث، ونَصُّه: (باب التطييب بعد الغسل مِن الجنابة)». اهـ
فحينئذٍ أقول: الباب الذي ذَكَرَه الدارقطني هو مثبتٌ بِنَصِّه في نسخة ابن خير مِن صحيح مسلم([4])، وهي برواية القلانسي المشهورة لدى المغاربة. وهذه النسخة للأسف رديئة التصوير وفيها مواضع كثيرةٌ يتعذَّر قراءتها. وغالب التبويبات التي ذكرها أبو علي الغساني عثرتُ عليها فيها، والمثال الذي ذكرتُه أيضًا وهو باب تسمية المولود([5]). وكذلك الباب الذي ذكره عياض مثبتٌ في هذه النسخة([6]).
وهذه فائدة عظيمة وهي أنَّ هذه التبويبات الموجودة في نسخة ابن خير كانت موجودةً أيضًا في نسخة الدارقطني مِن صحيح مسلم، وقد علمتَ فيما سبق مِن مَواطن عِدَّة أنَّ نسخة الدارقطني قديمةٌ عاليةٌ وليست مِن رواية ابن سفيان. وهذه النسخة أقرب ما تكون إلى رواية القلانسي، نظرًا لتشابههما في غير ما موضع. وعلى هذا فقول العلماء إنَّ صحيح مسلم ليس فيه تراجم للأبواب لا ينسحب على رواية القلانسي، بل على رواية ابن سفيان لأنها هي الرواية التي كانوا يشتغلون عليها. قال ابن الصلاح([7]): «ثم إنَّ مسلمًا رحمه الله وإيانا رتَّب كتابَه على الأبواب، فهو مُبَوَّبٌ في الحقيقة. ولكنه لَمْ يَذكر فيه تراجم الأبواب لئلا يزداد بها حجم الكتاب، أو لغير ذلك». اهـ وقال النووي بعد إيراده كلام ابن الصلاح([8]): «وقد تَرْجَمَ جماعةٌ أبوابَه بتراجم بعضها جيدٌ وبعضها ليس بجيد: إمَّا لقصورٍ في عبارة الترجمة، وإمَّا لركاكة لفظها، وإمَّا لغير ذلك». اهـ والسبب في اختلاف تراجم الأبواب التي أشار إليها النووي هو أنَّ رواية ابن سفيان لصحيح مسلم تخلو مِن الأبواب، ولهذا اجتهد بعضهم في وَضْعَ تراجم مناسبة.
فالحاجة الآن ماسَّة أن يُعتنى بنسخة ابن خير مِن صحيح مسلم برواية القلانسي، وإعادة النظر أيضًا في تراجم الأبواب وفقًا لِمَا أَثْبَتَهُ المصنِّفُ في الرواية الأخرى. وهذا يتطلَّب القيام بتحقيقٍ جديدٍ لهذا الكتاب، أو دراسة الفروق الجوهرية بين الروايتين.
----------------------------------------
[1]- حجة الوداع لابن حزم 209.
[2]- تقييد المهمل وتمييز المشكل للغساني 3/905.
[3]- إكمال المعلم للقاضي عياض 2/160.
[4]- صحيح مسلم نسخة ابن خير، مكتبة القرويين برقم 3167، (ورقة 15).
[5]- السابق (ورقة 321).
[6]- السابق (ورقة 55).
[7]- صيانة صحيح مسلم ص103.
[8][SIZE=5]- شرح صحيح مسلم للنووي 1/21.SIZE]]
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم ، وشكرا لكم .
.............................. .................... .................
منقول من عمر الزهيري
الكتب هي تبويبات أيضاً وإنما هي أبواب أكبر بمثابة الأصول حوت أبواباً أصغر بمثابة الفروع عنها
ولذا فكل كتابٍ باب وليس كل بابٍ كتاب والله أعلا وأعلم.
قال الإمام ابن الصلاح في الصيانة ص 103: [ ثم إن مسلما رحمه الله رتب كتابه على أبواب, فهو مبوب في الحقيقة, ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه, لئلا يزداد بها حجم الكتاب, أو لغير ذلك ]
وظاهر كلامه أنه لم يكتب اي ترجمة للأحاديث وهذا يشمل ترجمة باب لقليل من الأحاديث وترجمة كتاب لمجموعة أبواب تحتها الكثير من الأحاديث
فغاية ما نفهمه من كلام ابن الصلاح ان مسلم رتب صحيحة على الأبواب ولكنه لم يعنون بشيء يعلم ذلك المستقريء لصحيح مسلم وكلامه يشمل الكتب لما أسلفت ذكره
هذا ما ظهر لي شيخ خالد بوركت
وقال العيني في عمدة القاري في بعض المواضع : وعلى هذا ترجم مسلم فقال : باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر ثم روى الحديث المذكور فقال حدثنا أبو كريب ......
وقال أيضا : وترجم مسلم على هذا باب ما أصيب من ذراري العدو في البيات ..
من المعلوم أن العيني من المشارقة المصريين ، والظاهر أنه يعتني برواية إبراهيم بن محمد بن سفيان ، كغيره من المشارقة ، ولم يعتن برواية أبي محمد القلانسي كالمغاربة ، فهل يذهب رحمه الله إلى أن مسلما ترجم صحيحه ، أو أنه اطلع على رواية القلانسي ، فاعتمد هذا ، وصرح بتبويب مسلم نفسه ؟ الأظهر : لا ؛ لأن العيني كثيرا ما ينقل من غيره وعن غيره ، ثم هو ليس من متخصصي الحديث كابن حجر مثلا، بل إنه ينقل عنه. والله أعلم .