تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مجموع بخط الحافظ البوصيري يضم عشرة كتب في علم الرجال

  1. #1

    افتراضي مجموع بخط الحافظ البوصيري يضم عشرة كتب في علم الرجال

    صدر بحمد الله مجموع بخط الحافظ شهاب الدين البوصيري يضم عشرة كتب في علم الرجال مصورا عن طبق الأصل وهذا وصف وتفصيل لما حواه المجموع



    الـكـتـاب الأول
    الكاشف في معرفة من له ذكر في كتب الأئمة الستة، اقتضبَه الشيخالإمام العالم الأوحد الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان ابن الذّهبي -نفع الله تعالى به- من «تهذيب الكمال»([1]).
    ولد في دمشق في ربيع الآخر سنة 673. نشأ في عائلة علمية راوية، فروى عن عمته وخاله، وأخيه من الرضاعة الحافظ العلاء ابن العطار الذي استجاز له كبار المشيخة سنة مولده. وما إن بلغ الثامنة عشرة حتى شرع بالجمع الكبير على شيخ القراء الجمال العسقلاني، وعلى غيره. ثم حبب إليه العلم البرزالي الحديثَ، فسمع منه، وتخرَّج به في أشياء، ثم رحل إلى البلاد الشامية والمصرية وحج، فسمع الحديث على الجمال ابن الظاهري وابن دقيق العيد والأبرقوهي والشرف الدمياطي وابن الخراط، وغيرهم كثير.
    ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح، وفي دار الحديث الظاهرية، والتنكزية، والفاضلية، والعروية، والنفيسية. مهر في فن الحديث حتى كان أكثر أهل عـصره تصنيفًا، فخرج لنفسه مشيخات ثلاث، ولغيره أيضًا، وألّف فيه وفي الرجال والتاريخ، ورغب الناس في تآليفه، ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءة ونسخًا وسماعًا.
    تخرَّج به الحفاظ، منهم التاج السبكي، وابن رافع السلامي، والصلاح الصفدي، وغيرهم كثير، حتى إن الحافظ ابن حجر شرب ماء زمزم على نية وصوله مرتبة الحافظ الذهبي؛ وخلَّف أولاده بعده مسندِين راوين، أشهرهم أبو هريرة عبد الرحمن.
    زادت آثاره على المئتين، منها: طرق حديث: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، وجزء في محبة الصالحين، وهالة البدر في عدد أهل بدر، وأخبار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب، ونِعم السَّمَر في سيرة عمر، وتواريخه المشهورة: تذكرة الحفاظ، وسير النبلاء، وتاريخ الإسلام، والعبر، وغيرها كثير.
    أضرّ بأخَرة بماء في عينَيه، حتى توفي بتربة أم الصالح ليلة الاثنين الثالث من ذي القعدة سنة 748، ودفن بمقابر باب الصغير، رحمه الله ورضي عنه([2]).
    هذه النسخة: نسخة نقلها الحافظ البوصيري من خطِّ الحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي عرف بابن الدِّمياطي المتوفى سنة 749، وقابلها وكتب على هامش آخر النسخة: «بلغ مقابلة مع نفسي بالأصل فصحّ». فرغ البوصيري من كتابة هذه النسخة في منزله بمدرسة مولانا السلطان الملك الناصر حسن يوم الأربعاء 10 صفر سنة 804هـ. تقع النسخة في 152 ورقة.
    على النسخة وعلى كلِّ ترجمة من الكتاب حواشٍ بخط البوصيري، وفي أول أربع ورقات حواشٍ لشيخه الحافظ ابن حجر بخطِّه أيضًا؛ مما يغلِّب على الظَّـنِّ أنّ هذه الحواشي هي نكت الحافظ ابن حجر على الكاشف، كتبها البوصيري على هامش نسخته، وترك للحافظ كتابة أول نكته بخطه، تبرُّكًا، وانظر صنيع البوصيري في تقديم نسخته لشيخه ليحشيها، في مجموعه الذي طبعناه سابقًا.
    ومما يشهد لما ذكرناه: ما ذكره ابن فهد في معجمه([3]) حيث قال في ترجمة البوصيري: ثم لازم شيخَنا أبا الفضل ابنَ حجر في حياة شيخه العراقي، فكتب عنه لسان الميزان، والنكت على الكاشف، وسمع عليه كثيرًا من تصانيفه.
    ثم وجدتُ في أثناء الكتاب أثناء حرف العين بلاغات قراءة الكتاب ومقابلته على الحافظ ابن حجر، ونصّ بلاغ وإجازة فيها تصريح بأن حواشي النسخة من كلام ابن حجر، فقد كتب الحافظ ما مثاله:
    «بلغ الشيخ الفاضل المفيد كاتبُ هذا المجلد قراءةً عليّ أحمد بن علي ابن حجر من أوّل الكتاب إلى هنا، فصحّت نسخته إلى هنا، وحواشيها التي أمليتُ عليها غالـبَها، ونقل هو زوائد منها من أصل تهذيب الكمال. والله المرجو أن ينفع به وأن يـيسِّر عليه تصحيح ما بقي ليحصُلَ به النّفع لناظِره إن شاء الله تعالى، فهو حسبنا ونعم الوكيل. وكان ذلك في مدّة آخرها في شهر ربيع الأول سنة خمسٍ وثمانمئة.
    قاله أحمد بن علي حامدًا ومصليًا ومسلِّـمًا. وقد أجزتُ له أن يرويَ عني أصلَ الكاشف، بروايتي عن أبي هريرة ابن الذهبي، عن أبيه؛ وعن الحافظ جمال الدين المزّي جميعًا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».



    الـكـتـاب الـثـاني
    كتاب تحفة التَّـحصيل في ذكر رواة المراسيل، تأليف شيخنا وابن شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة ولي الدين أبي زُرعة أحمد([4]) ابن الشيخ الإمام العالم العامل العلامة رحلة الزّمان أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي، أبقاهما الله تعالى وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاتهما آمين، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    ولد في الثالث من ذي الحجة سنة 762. اعتنى به والده الحافظ مبكِّرًا فأحـضره على القلانسي وغيره؛ فلما بلغ الثالثة رحل به إلى دمشق فأحضره على الكثير من أصحاب الفخر ابن البخاري. ثم لما شبّ سمع بنفسه الكثير، ورحل ثانيًا. فسمع والده، والبياني، والجمال ابن نباتة، وعبد القادر القرشي الحنفي، والعزّ ابن جماعة، والجمال الإسنوي، وغيرهم كثير.
    اشتغل بالفقه وتقدّم فيه على جماعة منهم البلقيني وابن الملقِّن، وفي الأصول والمعاني والبيان وفهم العربية؛ وظهرت نجابته واشتهرت نباهته، وأجيز وهو شابّ بالإفتاء والتدريس، وصار يزداد فضلاً مع ذكائه وتواضعه، وساد في حياة والده، واشتهر بالفضل مع الدين المتين. وجلس للإملاء في أوائل شوال سنة 824، فأملى أكثر من 600 مجلس؛ فسمع منه الأئمة: رضوان العقبي، والتقي ابن فهد، والبوصيري، والعلم البلقيني، وسواهم.
    صنّف التصانيف الرّائقة، منها: البيان والتوضيح لمن خُـرِّج له في الصّحيح وقد مُسَّ بضربٍ من التجريح، وتحفة الوارد بترجمة الوالد، والنجم الوهّاج في نظم المنهاج، والأربعون الجهادية، وأكمل شرحَ والده لكتابه تقريب الأسانيد المسمى طرح التثريب، وغير ذلك.
    تعلّـل في آخر سنوات عمره، إلى أن انتقل إلى رحمة ربِّـه في القاهرة يوم الخميس سابع عشر شعبان سنة 826.
    هذه النسخة: النسخة فرغ من كتابتها الحافظ البوصيري يوم الاثنين 4 ذي القعدة سنة 804هـ، أي بعد إحدى عشرة سنة. قال في آخرها: بلغ مقابلةً بأصل خطِّ المصنِّـف، فصحّ.
    على هوامش النسخة حواشٍ للحافظ البوصيري، من إضافة رواة كثيرين، ومن فوائد على التراجم المسطورة، كما توجد حواشٍ قليلة بخطِّ الحافظ ابن حجر رضي الله عنه. وعلى هذه النسخة منفردة اعتمد شيخنا الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب في تحقيقه للكتاب، مثبِتًا حواشي البوصيري. من الورقة 155-197.

    الـكـتـاب الـثـالـث
    كتاب مشتـبَـه الأسماء والأنساب والكنى والألقاب، تصنيف الشيخ الإمام العالم العلامة حافظ الزّمان شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ابن الذّهبي رضي الله تعالى عنه وشكر سعيَـه ورحم سَلفَه، آمين آمين آمين.
    هذه النسخة: أتم كتبها الحافظ البوصيري في 3 جمادى الأولى سنة 804هـ بمنزله بمدرسة السلطان الملك الناصر حسن خارج بابي زويلة وتجاه قلعة الجبل.
    قابل البوصيريُّ الكتابَ بأصله، وتمَّ له ذلك في تاسع شهر رجب سنة 804، وحلّى بعض هوامشه بحواشٍ قليلة، وفي موضع واحد عند ترجمة جارية بن قدامة السعدي اعترض البوصيري على الذهبي، فأجابه عليه الحافظ ابن حجر بخطِّه. الكتاب يبدأ من الورقة 197-271.


    الـكـتـاب الـرابـع
    ذيل الكاشف، تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة ولي الدين أبي زُرعة أحمد ابن الشيخ الإمام العالم العامل العلامة رحلة الزّمان أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي.
    هذه النسخة: أنهى كتابتها الحافظ البوصيري في يوم الاثنين 11 ربيع الأول سنة 805هـ. قال: بلغ مقابلةً بأصل المصنِّف أبقاه الله. عليه حواشٍ للحافظ ابن حجر والحافظ البوصيري بخطِّهما. وفي صفحة العنوان نقل البوصيري كلام الحافظ الذهبي عن منهجه في الكاشف. الكتاب يبدأ من الورقة 272-314.

    الـكـتـاب الـخـامـس
    كتاب الـمدلِّسين، تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة ولي الدين أبي زُرعة أحمد ابن الشيخ الإمام العالم العامل العلامة رحلة الزّمان أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي.
    هذه النسخة: كتبها الشهاب البوصيري عن نسخة المصنِّف وقابلها عليها. وكتب على هوامشها حواشٍ، كما كتب شيخه الحافظ ابن حجر كذلك. وتقع في 4 أوراق، من ورقة 315-318.

    الـكـتـاب السادس
    كتاب الـمـختـلطين، تأليف شيخ الإسلام علامة الزّمان صلاح الدين أبي سعيد العلائي([5]) رحمه الله تعالى آمين.
    ولد الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن الأمير سيف الدين بن كَـيْـكَـلْدي بن عبد الله العلائي الدمشقي الشافعي في ربيع الأول سنة 694 بدمشق.
    أتم حفظ القرآن في التاسعة وبدأ طلب العلم وسماع الحديث، فسمع الشرف الفزاري، والكمال ابن الزملكاني وصحبه طويلاً فتفقه به وهو الذي ألبسه زيَّ الفقهاء، والجمال المزي، والقاضي سليمان المقدسي، والذهبي، وابن تيمية، وغيرهم كثير، حتى بلغ شيوخه بالسماع نحو 700، ولبس خرقة التصوف من المحدِّث المعمَّر الصدر ابن حمويه الجويني.
    سُئل السّبكي: مَن تُـخـلِّف بعدك؟ فقال: العلائي. وقال ابنه في طبقاته: كان حافظًا ثبتًا ثقة، عارفًا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيهًا متكلمًا أديبًا شاعرًا ناظمًا ناثرًا متفننًا، أشعريًا صحيحَ العقيدة سنِّـيًّا، لم يخلِّف بعدَه في الحديث مثلَه، وكان بينه وبين الحنابلة خصومات كثيرة. وقال الذهبي: حافظ يستحضر الرِّجال والعلل، وتقدّم في هذا الشأن مع صحّة الذِّهن وسُرعة الفَهم.أخذ عنه الحافظ التاج السُّبكي، والزّين العراقي، والنور الهيثمي وغيرهم.
    ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الناصرية بدمشق، ونزل بيت المقدس، وولي التدريس بالصلاحية والتنكزية والناصرية والأسدية.
    قال ابن حجر: له كتب كثيرة جدًا سائرة مشهورة، نافعة متقَنة محرّرة.اهـ ومنها: تحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد، الأمالي الأربعين في لأعمال المتقين، المجموع المذهّب في قواعد المذهب، الفتاوى المستغربة، عقيلة الطالب في أشرف الصِّفات والمناقب: جمع فيه الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ﷺ، وغير ذلك.
    قال الحافظ العراقي: مات حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين العلائي في ثالث المحرم سنة 761.اهـ يوم الاثنين في القدس الشريف فصلي عليه بالمسجد الأقـصى ودفن بمقبرة باب الرحمة.
    هذه النسخة: تقع في 3 أوراق من الورقة 319-321. وكان أن سمع البوصيري الكتاب على شيخَيه الزين العراقي والنور الهيثمي من نسخة للكتاب لعلها نسخة المصنِّف أو ابنه أبي زرعة، ثم نسخ منها نسخته هذه، وقابلها عليها وفرغ من كتابتها يوم السبت وقت أذان العصر تاسع شهر ربيع الأول سنة 805، وبعد ذلك طلب من شيخه أبي زرعة الذي كان السّماع بقراءته أن يكتب طِباقه عليها، فكتب ما صورته:
    «الحمد لله، قرأته على سيدي والدي أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي والحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي بسماعهما له على مؤلِّفه رحمه الله تعالى. فسمعه مالك هذه النسخة وكاتبها الشيخ العالم الفاضل المحدِّث البارع شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري، والشيخ العالم القاضي جمال الدين عبد الله بن أحمد بن علي ابن العرياني، وعبد الوهاب ومحمد ولداي، وابن عمهما علي ابن أخي أبي حاتم محمد رحمه الله، وعمهم عبد الرحمن ابن المسمع الأول، ومؤدِّبهم بدر الدين حسن بن علي بن أحمد الشهير بابن السّقّا، ومحمد بن ناصر الدين محمد الجوهريُّ أبوه. وصحّ في تاسع عـشر المحرّم سنة خمسٍ وثمانمئة بمنزلنا بجزيرة الفيل بشاطئ النيل المبارك، وأجازا. كتبه أحمد بن عبد الرحيم ابن العراقي، وكان السّماع من غير هذه النُّسخة، ونقَلتُ الطبقة على هذه النسخة لكونها قوبلَت عليها، وصحّ».
    ذيَّـل الحافظ البوصيري نسخته هذه بعدد غير قليل من تراجم الرواة المختلطين وفات المصنِّف ذكرهم في كتابه، وهذا الأمر الذي يضفي نفاسة كبيرة وفائدة علمية عظيمة لهذه النسخة.

    الـكـتـاب السابـع
    سؤالات الحافظ العلامة تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السُّبكي حافظ وقته أبي الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن الـمِزّي، عن حدِّ الحِفظ، وعم ما وقع في الصَّحيحَين من حديث المدلِّسين معنعَنًا.
    قال التّاج السّبكي: «شيخُنا وأستاذُنا وقدوتُنا، حافظُ زمانِنا؛ حاملُ راية أهل السّنة والجماعة، والقائمُ بأعباء هذه الصِّناعة، والمتدرِّعُ جِلبابَ الطّاعة؛ انتهت إليه رئاسةُ المحدِّثين في الدُّنيا». ولم يذكر في ترجمته هذه السُّؤالاتِ، بل ذكر سؤالَين آخرين.
    أما المجيب فهو كما حلاه تلميذُه الذهبي([6]) فقال: «شيخنا الإمام الحبر الحافظ الأوحد محدِّث الشام جمال الدين أبو الحجّاج يوسف ابن الزّكي عبد الرحمن بن يوسف القُضاعي ثم الكلبي الدمشقي الشافعي. ولد بظاهر حلب سنة 654، ونشأ بالـمِزّة وحفظ القرآن وتفقّه وسمع ورحل، ونسخ بخطِّه المليح المتقَن كثيرًا، ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التَّصريف، وأما معرفة الرِّجال فهو حامِلُ لوائها والقائمُ بأعبائها، لم تـرَ العيونُ مثلَه.
    ألَّف وخرّج لنفسه وأملى مجالس، وأوضح مشكلات ومُعضِلات ما سُبِق إليها في علم الحديث ورجاله. وولي المشيخة بأماكن، وكان ثقةً كثيرَ العلم، حسن الأخلاق كثير السكوت. توفي في 12 صفر سنة 742»، في دار الحديث الأشرفية، ودُفِن بمقابر الصّوفية.
    زاد الحافظ: «سمِع الكتبَ الطِّوال، ومن الأجزاء أُلوفًا، ومشيخته نحوُ ألفِ شيخ، وأخذ عن النووي، وولي دار الحديث الأشرفية». ونقل عن الذهبي أنه ما عَلِمَه خرَّج لنفسه عواليَ ولا موافَقاتٍ ولا معجمًا، قال: «وكنتُ ألومُه على ذلك فيسكت»؛ قلتُ: وهو مناقِض لما تقدّم عنه في التذكرة، والله أعلم. والذي صنّفه: تهذيب الكمال، وتحفة الأشراف.
    وأمّا السائل: فهو كما ترجمه الذهبي أيضًا في آخر تذكرة الحفّاظ([7]) فقال: «وسمعتُ من العلامة ذي الفنون فخر الحفّاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التّصانيف. ولد سنة 683، وسمع من ابن الصّواف والدِّمياطي، وبدمشق من ابن الموازيني والطبقة، وكان جمّ الفضائل حسَن الدِّيانة صادِقَ اللهجة قويَّ الذّكاء، من أوعية العلم». اهـ زاد في معجم شيوخه: «العلامة البارع المحدِّث، عني بالرِّواية أتمَّ عناية، وكان تامَّ العقل، طويل الباع في المناظَرة، قويَّ المراد، جزلَ الرّأي، مليحَ التَّصنيف».اهـ
    صحِب ابنَ عطاء الله السَّكندري، وتفقَّه بابنِ الرِّفعة. تلمذ له الأئمة منهم: ابنُه التاج، والسِّراج البُلْقيني، والجمال الإسنوي، والمجد الفيروز أبادي، والزين العراقي. له أكثر من مئتَي مصنّف. توفي رحمه الله سنة 756 بالقاهرة.
    هذه النسخة: فريدة، كتبها الشِّهاب البوصيري بخطِّه، في أعلى الورقة رقم 322.

    الـكـتـاب الـثـامـن
    سؤالات الحافظ العلامة أبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني شيخَه حافظ وقته أبا الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي.
    ولد الحافظ العراقي سنة 725، في بيت صلاحٍ وديانة. حفظ القرآن ومـختصَرات العلوم، لكن فاته سماعُ الحديث بعلُوّ لعدم اعتناء والده بإسماعه مبكِّرًا؛ لكنّه بعد ذلك سمع وحصّل ورحل.
    سمع من الميدومي، وسنجر الجاوي، وابنِ شاهِد الجيش، والتّقي السّبكي، والعلاء التّركماني الحنفي وبه تخرّج في علم الحديث، وتفقّه على الجمال الإسنوي، والعزِّ ابنِ جَماعة، قال فيه العزُّ المذكور: «كُـلُّ مَـن يدَّعي الحديثَ بالدِّيار المصرية سِواهُ فهوَ مُـدَّعٍ».
    غلب عليه علمُ الحديث حتى تفرّد به، وشهِد له شيوخُه بذلك. تـخرّج به الحُفّاظ كولده أبي زرعة، وابن حجر، والهيثمي وهو رفيقه وصهره، والبوصيري، والبرهان سبط ابن العجمي الحلبي، وغيرهم.
    اعتنى بتخريج إحياء الغزالي في ثلاثة كتب؛ ونظم ألفية في: غريب القرآن، والسيرة، والحديث وشرَحَه؛ ونكّت على ابن الصّلاح؛ وأكملَ شرحَ ابنِ سيِّد النّاس للترمذي؛ وخرّج لنفسه ولغيره.
    تولّى القضاء في مكة والمدينة، ودرّس، وأملى أكثر من أربعِمئة مجلس، إلى أن توفاه الله بالقاهرة 8 شعبان سنة 806هـ، رحمه الله ورضي عنه([8]).
    أما السائل: فقد ولد في شعبان سنة 773، ونشأ يتيمًا. حفظ مختصرات العلوم، وتفقّه بالسراج البلقيني وأخذ عن ابن الملقِّن. ورحل إلى الإسكندرية واليمن والشام، ودرّس وأملى، وقال الشِّعر.
    اجتمع بحافظ العصر الزين العراقي فلازمه عشرة أعوام، وحبَّب إليه فنّ الحديث، وسمع منه ومن كبار المسندين الشيءَ الكثير. تخرّج به الحفّاظ كالبرهان ابن خضر، والبقاعي، والسّخاوي، وغيرهم كثير.
    انتقى وخرّج واختصر وأملى وصنّف، فمن أشهر كتبه: فتح الباري بـشرح البخاري، والإصابة، والنخبة وشرحها، ونكّت على ابن الصّلاح. تولى القضاء سنة 827، وتوفي بالقاهرة في 22 ذي الحجة سنة 852، رحمه الله ورضي عنه([9]).
    هذه النُّسخة: كتبها الشهاب البوصيري عن نسحة بخطِّ السائل الحافظ ابن حجر العسقلاني، وهي منقولة عن خطِّ المجيب شيخهما الحافظ الزين العراقي. وتقع في الورقة 322 من النسخة المخطوطة.

    الـكـتـاب الـتـاسـع
    اختصار فصلٍ رائق للحافظ صلاح الدين العلائي يتعلَّق بالمستدرَك على الصحيحين للحافظ الحاكم النيسابوري، اختصره الحافظ ابن حجر العسقلاني.
    هذه النسخة: كتبها الشِّهاب البوصيري بخطِّه في ظهر الورقة 322.

    الـكـتـاب الـعـاشـر
    كتاب الـمُستفاد من مُبهَمات المتن والإسناد، تأليف شيخنا وابن شيخنا الإمام العالم العلامة الحافظ ولي الدين أبي زُرعة أحمد ابن الشيخ العالم زين الدين عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي، أبقاهما الله آمين.
    هذه النسخة: أنهى كتابتها الحافظُ البوصيري يوم الأحد في 14 من شعبان سنة 804، وكتب آخرها: «بلغ مقابلةً بالأصل بخطِّ مصَنِّفه، في تاريخه أعلاه، فصحّ». وتقع هذه النسخة في 27 ورقة، من 323-349، على أنها تنقص مقدار ورقتين هي بين الصفحة 716 و717 ، وبين 724 و 725 من نشرتنا، والنقص فيها من أصل المخطوط، والله أعلم.
    وقد حلّى الحافظ ابن حجر هوامش الكتاب بحواشٍ كتبها بخطِّه تنفرد بها هذه النسخة، كما لم يتركها الحافظ البوصيري دون فوائده وتقاييده المفيدة. وكان طُـبـع الكتاب في دار الوفاء بالقاهرة اعتد فيها محققها الفاضل ثلاث نسخ ليست نسختنا منها، مع أنها أنفس من جميع النسخ، ذلك أن ناسخها حافظ، وعليها حواشٍ للحافظ ابن حجر، والله اعلم.


    ([1]) هذه ترجمة الكتابِ كما أثبتها البوصيري رحمه الله.

    ([2]) ترجمته في الدرر الكامنة (3/336-338)، وذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص34-37)، وذيله للسيوطي (ص347-349).

    ([3]) (ص56).

    ([4]) ترجمته في: لحظ الألحاظ (ص284-289)، الضوء اللامع (1/336-344)، إنباء الغمر (3/311-312).

    ([5]) ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي (10/35-38)، وذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (43-47)، وذيله للسيوطي (360-361)، والدرر الكامنة (2/90-92).

    ([6]) في تذكرة الحفّاظ (4/1498-1500)، وترجمه في معجم شيوخه (ص657-658)، وترجمه صهره ابن كثير في البداية والنهاية (14/191-192)، وهو في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (10/395-430)، والدرر الكامنة (4/457-461).

    ([7]) تذكرة الحفاظ (4/1507) وهو في معجم شيوخه (ص372)، وترجمته في طبقات الشافعية الكبرى لابنه التاج (10/139-339)، وانظر عنه مقدمة السيف المسلول للأخ إياد الغوج.

    ([8]) ترجمته في: ذيل الدرر الكامنة (ص143)، والمجمع المؤسس (2/176)، والضوء اللامع (4/171).

    ([9]) ترجمته في رفع الإصر له (ص73-75)، وأفرده الإمام السخاوي بكتاب: الجواهر والدرر، في ثلاث مجلدات.


  2. افتراضي رد: مجموع بخط الحافظ البوصيري يضم عشرة كتب في علم الرجال

    سددكم الله
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •