لك الله يا داعية والدار الآخرة والنعيم الأخروي .. وليست لك الدنيا

198 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ الْحَسَن , قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ ، تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، مَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ثَوْبٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ " ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، فَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ ؟ " ، قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ " .


نعم وإن الدعاة إلى الله تعالى والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أكرم على الله تعالى من أهل الفسق والفجور والمعاصي والرقص والعري ، وهؤلاء يعيشون في الدنيا مرفهين مرفوعين في المجتمع ... والدعاة إلى الله تعالى محقرين مضطهدين يخافون من بطش الظالمين وكلام الناس البذيء .. لكن لهم الآخرة بإذن من الله ... نعم لهم الآخرة ...