بسم الله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده محمد وآله وصحبه صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
وبعد
فسُنة الله في خلقة أن جعل سُنة التدافع بين الناس بعضهم البعض ، والتدافع منه ما هو بالسلاح ومنه ما هو بالدعوة للتوحيد ومُحاربة الشرك والمُبتدعة وفضحهم علي رؤوس الأشهاد ، وكشف شُبهاتهم للعباد
ولكن من الناس من يجمع الله عليه حمل السلاح وحمل الكتاب
وهذا ما نعرفه بالإمام المُجاهد
مثل ابن تيمية وابن القيم ومن معهم من طلبة العلم الذين حاربوا التتار
وهؤلاء خير من حمل السلاح وخير من طعن المُبتدعة والفلاسفة والزنادقة بخير سلاح وهو سلاح العلم
وجاء من بعدهم
إمام الدعوة الإصلاحية محمد ابن عبدالوهاب وأبنائه واحفاده وطلبة العلم وشيوخ نجد
رضي الله عن الجميع وكتب لنا لقاهم في جنة الخلد مع النبي المصطفي والصحب الكرام ، اللهم آمين
جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعياً لتوحيد العبادة داعياً الناس لترك الشرك الذي حل بالديار وترك القبور والتصوف

ولكن هُناك أعداء للدعوة ، ولكن من هُم ؟ هُم صنف تراه في كُل زمان ومكان وتراهم
إلي يومنا هذا يستخدمون لفظة وهابي أو غير ذلك

ويظُنون أنهم مُهتدون

فبعدما أقام الشيخ محمد ابن عبدالوهاب الحُجة علي أهل نجد لأنه كان يعتبرهم من أهل الفترة ولم يكُن يُكفرهم ولكن قال عنهم مُشركون ( وحتي تتضح عقيدة الشيخ في هذه المسألة ، فالشيخ إذا نفي عنهم الكُفر فهو يُثبت الشرك )

بعدما أزال عنهم الشُبهة وأقام عليهم الحُجة ، أصبح الشيخ يُكفرهم ويُقاتلهم لأن الشيخ كانت له قوة مع الأمير محمد بن سعود، لأنهم قد بايعوا بعضهم البعض علي نشر التوحيد الشيخ بالعلم والأمير بالسُلطة وقد خلف الأمير إبنه عبدالعزيز تلميذ الشيخ وكان عالماً ، فغزي مع الشيخ وإمتدت مملكته من نواحي الشام إلي اليمن إلي عُمان ومكة والمدينة إلي أن مات علي يد أحد الروافض الأنجاس ، نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله

المُهم فقد أطلت وخرجت عن أصل المُشاركة وهي مُشاركة الأخوة بوثيقة صدرت من العُثمانيين لقتال الشيخ وقتله
فقد كانت الخلافة العثمانية خلافة قائمة علي الشرك والتصوف والبدع ، وكان هذا هو التوحيد عندهم ومن خالفهم فهو من الخوارج ومن الضُلال
فأحببت أن أُشارك الأخوة هذه الوثيقة ، تذكرة بحال الشيخ وقتها وحال أهل الباطل كيف إجتمعوا علي الحق ، ولكن الباطل له صفة مُلازمة له دائماً وأبداً وهي أنه زهوقا
----------------------------------
هذا كتاب سلطاني من أمير المؤمنين السلطان محمود خان العثماني إلى شريف مكة وأميرها الأمير مسعود :
أمر إلى أمير مكة الأمير مسعود دام سعده

.. لقد ظهر شخص سيء المذهب في العيينة ، وهي إحدى قرى نجد في جهة الشرق وقام بإصدار اجتهادات باطلة ومخالفة للمذاهب الأربعة ونشر الضلالة والترغيب بها ، وبناء على إعلامكم إيانا واقتراحكم السابق فإن عليكم المبادرة إلى زجر وتهديد المفسد المذكور وأتباعه بمقتضى الشرع المطهر ، وإمالتهم إلى طريق الصواب ، أما إذا أصروا على ملعنتهم فإن عليكم إقامة وتنفيذ الحدود الإلهية الواجبة شرعا ، وقد أصدرت إليكم يا شريف مكة المشار إليه أمري هذا خطابا ، ولما كنتم قد أبلغتم الدولة العلية في كتبكم الواردة إلى دار السعادة بحاجتكم إلى الإمدادات والمعونات بسبب تمكن الملحد من كسب سكان تلك المناطق إلى جانبه بكل الحيل بحيث لم يعد ممكنا التقرب من تلك الأطراف فإن التقاعس بخصوص هذا الشخص المذكور ( محمد بن عبدالوهاب ) سيؤدي إلى ظهور حاجة إلى القوت أكثر عددا لمحاربة الشخص المذكور؛ لقد صدر أمر السلطاني بخصوص سيركم ضد الشخص المذكور واستئصاله ، وإن أيذاءهم بسيف الشريعة وتطهير الأراضي المقدسة ( منهم ) يعتبر عقوبة (( سياست )) لهم وواجبا يفرضه الدين، ولأجل تسديد مصاريف رواتب ومؤن العساكر الذين ستقومون بتسجيلهم لهذه المهمة فقد أنعمت عليكم بمبلغ 25 كيس رومي من الإقجات من إرسالية مصر لسنة 1163هـ .. ))


انتهى من محفوظات ارشيف رئاسة الوزراء ـ وثائق الداخلية تصنيف جودت ـ الرقم 6716 أواسط شوال 1164هـ .
يراجع أمراء مكة المكرمة في العهد العثماني للمؤرخ إسماعيل حقي أوزون جارشلي.

---------------------------
وبعد هذا الحقد علي دعوة الشيخ ومُحاربتها ليل ونها ووصف الشيخ بأقبح الألفاظ وسبه ولعنه ومُطاردته ، شاء الله لهذا الرجُل ولدعوته البقاء ورفع شأنه بعد موته وأعلي الله به كلمته وطيب سريرته ونفع به وبعلمه فياله من فارس طعّان إلي الآن إذا ذُكر أمام المُبتدعة تراهم يضيقون صدراً بذكره ، أما الخلافة المزعومة فلم تكُن أكثر من دولة إسفنجية تمتص الشرك وأهله ولكنها تُعادي التوحيد وأهله .
نسأل الله أن يجزي الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ومن سار علي منهجه خير الجزاء وأن يُبلغنا الحق ويُبتنا عليه اللهم آمين
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .