العراقيون: هم الطائفة الكبرى في نقل المذهب الشافعي، وشيخ هذه الطريقة: أبو حامد الإسفرايني، وسموا بالعراقيين؛ لأنهم سكنوا ببغداد وما حولها، والخراسانيون: الطائفة التالية للعراقيين، وشيخ طريقتهم: القفال الصغير، وسموا بالخراسانيين؛ لأنهم سكنوا خراسان، ويطلق عليهم أيضا المراوزة؛ لأن معظم أتباعهم مراوزة. انظر: تهذيب الأسماء واللغات [2/261،210]، الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج [ص86]، مقدمة نهاية المطلب [ص132 وما بعدها]، وقد بيّن النووي الفرق بين الطريقتين في مقدمة المجموع [ص145] بقوله: "واعلم أن نقل أصحابنا العراقيين لنصوص الشافعي وقواعد مذهبه ووجوه متقدمي أصحابنا أتقن وأثبت من نقل الخراسانيين غالبا، والخراسانيون أحسن تصرفا وبحثا وتفريعا وترتيبا غالبا". هذا وقد نبّه الدكتور/ عبد العظيم الديب ~ على أمور مهمة تخص هاتين الطريقتين، منها:
1- أن الخلاف بين الطريقتين مجرد اختلاف في طريقة التصنيف والترتيب، وليس اختلافا في المنهج، أو اختصاصا بأحد القولين.
2- أن هذه النسبة لا علاقة لها بالعرق والميلاد، وإنما تأتي من موطن المدارسة والتلمذة.
3- اتساع الرقعة الجغرافية للمذهب ربما كان هو السبب في ظهور هاتين الطريقتين.
4- لم يعتن مؤلفو الطبقات بهذا الاصطلاح عناية كبيرة؛ ربما لأنه كان في مرحلة زمنية معينة انقضت بظهور الفقهاء الذين جمعوا بين الطريقتين في مصنفاتهم، وكذلك لم يتفقوا في نسبة العلماء إلى إحدى الطريقتين.
5- كانت الطريقتان متزامنتين، وليست إحداهما بأسبق من الأخرى كما ذكر البعض.
انظر: مقدمة تحقيقه لكتاب (نهاية المطلب) لإمام الحرمين [ص149،147،146،139،132].