تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الكلمة وأثرها في صناعة الخير أو الشر البلاء موكل بالمنطق...!

  1. Post الكلمة وأثرها في صناعة الخير أو الشر البلاء موكل بالمنطق...!

    الكلمة وأثرها في صناعة الخير أو الشر < البلاء موكل بالمنطق > ..



    اختيار الألفاظ الدالة على التفاؤل من مطالب شريعة الإسلام الجالبة لكل خير لهذا الإنسان في تاريخ قصة حياته ..


    والألفاظ روح المعاني ، ولها تأثير في السلب والإيجاب ، وتحسين اللفظ واختيار المعاني : باب عظيم اعتنى به الأكابر والعلماء ، وله شواهد كثيرة في السنة ، وهو من خاصية أهل التعقل والفطنة ..


    وقلَّما أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَبٍ ... إلاَّ وَمَعْنَاهُ إن فَكَّرتَ في لَقَبِهْ


    وقد يستشكل هذا من لم يفهم هذه الدلائل والإشارات ، ويظن أنها معارضة للقدر ، وليس في ذلك إشكال ؛ فإنَّ مسبب الأسباب جعل لهذه المناسبات مقتضيات ، وجعل اجتماعها على هذا الوجه الخاص موجباً لذلك الاقتضاء ..


    وقد أشارت الشريعة إلى ذلك ، والأخبار المنقولة عن الصحابة وغيرهم تلمح إلى هذا المبحث الأصيل .. ومن ذلك :
    ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحب الاسم القبيح ، ويكرهه جداً من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال .. حتى أنه مر في مسير له بين جبلين فسأل عن اسمهما فقيل له فاضح ومخز ، فعدل عنهما ولم يمر بينهما ، وكان شديد الاعتناء بذلك ، ويحث على تغيير الأسماء التي تحمل المعاني السيئة إلى الحسنة ..


    ومن تأمل السنة وجد معاني في الأسماء مرتبطة بها حتى كأن معانيها مأخوذة منها ، وكأن الأسماء مشتقة من معانيها .. وانظر إلى فقه ، وفراسة النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : ( أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها ، وعصية عصت الله ) ..


    ولـمَّـا جاء سهيل بن عمرو يوم الصلح ، قال : ( سهل أمركم )، وقوله لبريدة لما سأله عن اسمه فقال : بريدة قال : ( يا أبا بكر برد أمرنا) ، ثم قال : ممن أنت قال من أسلم فقال لأبي بكر ( سلمنا ) ..


    وجعل دلائل الأسماء أصلاً في عبارة الرؤيا ، قال صلى الله عليه وسلم : ( رأيت كأنا في دار عقبة بن رافع ، فأتينا برطب من رطب ابن طالب ، فأولت العاقبة لنا في الدنيا والرفعة ، وأن ديننا قد طاب ) ..


    ومن تأثير الاسم في المسمى حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال أتيت إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال ( ما اسمك ؟ قلت حزن ، فقال أنت سهل ) قال لا أغير اسماً سمانيه أبي ، قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحزونة فينا بعدُ ..


    ولـمَّـا سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً : ما اسمك قال جمرة !! ،قال: ابن من ؟ قال : ابن شهاب ، قال : ممن ؟ قال : من الحرقة ، قال : أين مسكنك ؟ قال: بحرة النار !! قال: بأيتها ؟ قال : بذات لظى !! قال عمر : أدرك أهلك فقد احترقوا ، فكان كما قال عمر..


    وفقه الكلمة والقول ، واختيار أحسنها وزمانها علم حسن ينبغي فهمه ودراسته ، لما في ذلك من أثر في الدعوة والواقع والحياة .. فكم من كلمة قيلت كانت سبباً في حصول خير ، أو حصول شر ، وقد قيل :


    احذر لسانك أن يقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق !!


    ومن البلاء الحاصل بالقول : قول الشيخ البائس الذي عاده النبي عليه الصلاة والسلام ، فرأى عليه حمى فقال : ( لا بأس طهور إن شاء الله ) فقال: بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( فنعم ) فمات الرجل بتركه لتفاؤله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ..


    ومن العبر التي شاهدها العقلاء في تأثير الكلمة .. قول المؤمل الشاعر :


    شف المؤملَ يومَ الحيرة النظرُ ... ليت المؤملَ لم يُخلقْ له نظــرُ
    فلم يلبث ذلك المسكين إلا يسيراً حتى أصابه العمى !! ..


    ولما نزل الحسين وأصحابه بكربلاء سأل عن اسمها فقيل : ( كربلاء ) فقال : ( كرب وبلاء ) .. ولما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال لها: من أنت ؟ قالت امرأة من بني سعد، قال : فما اسمك قالت حليمة فقال : بخ بخ سعد وحلم ، هاتان خلتان فيهما غناء الدهر .


    وقال عوانة بن الحكم : لما دعا ابن الزبير إلى نفسه ، قام عبد الله بن مطيع ليبايع ، فقبض عبد الله بن الزبير يده وقال لعبيد الله علي بن أبي طالب : قم فبايع ، فقال عبيد الله : قم يا مصعب فبايع ، فقام فبايع ، فقال الناس : أبى أن يبايع ابن مطيع ، وبايع مصعباً !! ليجدن في أمره صعوبة !! ..
    وقال سلمة ابن محارب : نزل الحجاج دير قرة ، ونزل عبد الرحمن بن الأشعث دير الجماجم ، فقال الحجاج : استقر الأمر في يدي ، وتجمجم به أمره ، والله لأقتلنه !! .


    فحفظ المنطق وتخير الألفاظ : من توفيق الله للعبد ، ومن ذلك الأمنية المتفائلة يـُحصّل بها العبد خيراً وبركة ، وبضدها التشاؤم والحسرات .. وهذا الفقه للكلمة وتأثيرها ووقتها ، ومتى تقال ، ومتى تصان .. باب عظيم النفع ، وقصة تاريخ لتجارب العقلاء والحكماء ، والسعيد من وعظ بغيره ، وجنب الفتن .

    حسن بن محمد الحملي.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: الكلمة وأثرها في صناعة الخير أو الشر البلاء موكل بالمنطق...!

    بارك الله فيك .
    أصل هذه القاعدة مأخوذه من بعض النصوص ، منها : ما جاء في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال : إنا ليلة الجمعة في المسجد إذ جاء رجل من الأنصار فقال : لو أن رجل وجد مع امرأته رجل فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فقال لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم } هذه الآيات فابتلى به ذلك الرجل من بين الناس فجاء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فذهبت لتلعن فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم مه فأبت فلعنت فلما أدبرا قال لعلها أن تجيء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا .قال ابن حجر ـ وغيره ـ في الفتح : ال ويحتمل أن يكون لم يقع له شيء من ذلك لكن اتفق أنه وقع في نفسه إرادة الاطلاع على الحكم فابتلى به كما يقال : البلاء موكل بالمنطق ومن ثم قال : إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به وقد وقع في حديث ابن عمر عند مسلم في قصة العجلاني فقال : أرأيت أن وجد رجل مع امرأته رجلا فإن تكلم به تكلم بأمر عظيم وأن سكت سكت على مثل ذلك وفي حديث ابن مسعود عنده أيضا : إن تكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه وأن سكت سكت على غيظ . وهذه أتم الروايات في هذا المعنى ....أهـ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: الكلمة وأثرها في صناعة الخير أو الشر البلاء موكل بالمنطق...!

    وأذكر أنني قد اختلفت مع بعض إخواني في ضبط الكلمة : ( مُوكَل ) أو ( مُوَكَّل ) . ويبدو صحتهما جميعا ، وإن كان الأشهر على الألسنة : الثاني ، والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •