انفصام نكد بين السماع والتطبيق

نسمع المحاضرات والندوات والدروس والمواعظ ، ثم نخرج منها وكأن شيئا لم يكن في أرض الواقع إلا أننا نمصمص الشفاه ونندب الحال وندخل إلى بيوتنا وانتهى الأمر ...

وحينما ينشط أحدهم إلى التطبيق والنزول إلى أرض الواقع ... يجد وللأسف من يأخذ بيده من إخوانه ويدخله القفص ويقول له ألفاظا للتثبيط والتخذيل والتعويق ، ولو عرضت على الناس أمرا دنيويا ترفيهيا لرأيت المئات يشجعون ويحفزون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن الغناء والفسق يتخذ مهنة للتكسب ...!!
أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن التعري أصبح مهنة للتكسب...!!
أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن المباحات واللعب أصبح مهنة للتكسب ...!!
أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن يقوم أهل الدنيا الليل يسمعون الشوارع كلها بإقامة السرادقات الفخمة المليئة بالمنكرات وقت نزول الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل ...!!
أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن الربا أصبح شيئا عاديا في المجتمع ...!!
أنفكر في أمر التطبيق ونتلعثم وتضطرب أرجلنا في زمن المرأة تخرج في الطرقات تلبس ما يستحي الرجال أن يلبسوه ...!!

ونقول : نحن الفئة القائمة على الحق !!
ما دمنا نخجل ونستحي ونخاف ونخشى ونضطرب في الصدع بالحق الواضح ، وما دمنا نرى الجرأة عند أهل المعاصي والمنكرات ولا نحرك ساكنا ... فلا ننتظر نصرا ولا تأييدا.

وماذا ننتظر من الأجر لو تحركنا ونزلنا إلى المجتمع للإصلاح ؟
لا مقابل ، ولا أجر ، ... إن إجرنا إلا على الله .