بسم الله الرحمن الرحيموالحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وآله الطاهرين.
تميز علم النحو بظاهرة الشذوذ، وبات لا توجد فيه قاعدة إلا ولها شاذ، ومما يثير الدهشة أن بعض قواعده لا شذوذ فيها كوجوب رفع المبتدأ.. وهذا من أهم أسباب نفرة غالبية طلاب العلم من علم النحو، وكمحاولة لمعرفة سبب هذه الظاهرة الغريبة بدأت بالبحث والتحقيق في الجزء الأول من كتاب (المساعد على تسهيل الفوائد) فرأيت أن أغلب الظواهر الشاذة ناشئة من أبيات مجهولة القائل!! فكيف اعتمد النحاة على مثل هذه الأبيات لتخصيص قواعدهم؟
كأن الجواب عن هذا السؤال هو أن بعض النحاة ـ كابن مالك ـ أراد الاستشهاد بالروايات المروية عن الرسول الأكرم أيّاً كان سندها وأيّاً كان رواتها فاضطروا إلى قبول هذه الأبيات المجهولة القائل؛ لأن الحجية النحوية للروايات ليست أكثر من تلك الأبيات المجهولة القائل، فازدحمت الآراء وكثرت الشواذ.
والحل - فيما أرى - هو إعادة النظر فيما كُتب بتصنيف مصنف يعتمد على القرآن الكريم بقراءاته العشرة دون الشاذة، والأبيات المنسوبة إلى العرب المعروفة القائل أو المجهولة القائل بشرط أن يرويها أحد النحاة القدامى كالفراء والكسائي وسيبويه والأخفس، أما الاعتماد على الروايات فهو محل إشكال فيجب الاستشهاد بالمقطوع صدوره بلفظه عنه صلى الله عليه وآله.