حملة هموم الشمال المسيحي والغزو الاستشراقي للعالم الاسلامي
أعده/ هاني الهواري
السموم التي أصابتنا:
خدم الاستشراق الأهداف السياسية الاستعمارية للدول الغربية فقد سار المستشرقون في ركاب الاستعمار وهم كما أطلق عليهم الأستاذ محمود شاكر رحمه الله.

حملة هموم الشمال المسيحي:

فقدموا معلومات موسعة ومفصلة عن الدول التي رغبت الدول الغربية في استعمـارها والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها.
ومن أبرز أهداف الاستشراق نشر الثقافة الغربية انطلاقاً من النظرة الاستعلائية التي ينظر بها إلى الشعوب الأخرى .
ومن أبرز المجالات الثقافية نشر اللغات الأوروبية ومحاربة اللغة العربية.
وصبغ البلاد العربية والإسلامية بالطابع الثقافي الغربي.
وقد نشط الاستشراق في هذا المجال أيما نشاط.
فأسس المعاهد العلمية والتنصيرية في أنحاء العالم الإسلامي وسعى إلى نشر ثقافته وفكره من خلال هؤلاء التلاميذ.
وقد فكّر نابليون في ذلك حينما طلب من خليفته على مصر أن يبعث إليه بخمسمائة من المشايخ ورؤساء القبائل
ليعيشوا فترة من الزمن في فرنسا يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة (الفرنسية) ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا ولمّا يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يضم إليه غيرهم
ولم يتم لنابليون ذلك ولكن لمّا جاء محمد علي أرسل بعثة من أبناء مصر النابهين يقودهم رفاعة رفعت الطهطاوي
وقد قال محمود شاكر رحمه الله إن هؤلاء
يكونون أشد استجابة على اعتياد لغة فرنسا وتقاليدها فإذا عادوا إلى مصر كانوا حزباً لفرنسا وعلى مر الأيام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبيرها
ويكون أثرهم أشد تأثيراً في بناء جماهير كثيرة تبث الأفكار التي يتلقونها في صميم شعب دار الإسلام في مصر..

حرص الغرب على الغزو الثقافي من خلال التغريب الفكري:
1- التعليم من حيث المنهج ومن حيث المادة العلمية
2- وفي مجال الإعلام تُسْتَغل كل وسائل الإعلام المتاحة وخاصة أفلام السينما والتلفاز تأثير غير مباشر.
وظهر الهدف الثقافي من خلال الدعوة إلى العامية وإلى محاربة الفصحى والحداثة في الأدب والفكر حيث نادى البعض بتحطيم السائد والموروث وتفجير اللغة وغير ذلك من الدعوات.


وقد بلغ من ثقتهم بأنفسهم في هذا المجال أن كتب أحدهم يتوقع أن لا يمر وقت طويل حتى تستبدل مصر باللغة العربية اللغة الفرنسية كما فعلت دول شمال أفريقيا.


مصادر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا محمود شاكر رحمه الله
السيد محمد الشاهد. رحلة الفكر الإسلامي من التأثر إلى التأزم.