أنا وأنت بين حامدٍ وذامٍّ ..


تحقيقُ محبة الناس أجمعين يئِس منها : الأنبياء والصالحون ، بل ربنا عز وجل من سلم من بريته ، ولا نبي الهدى فكيف أنا وأنت ؟! .. فمن ذا الذي ينجو من الناس سالماً ، ولو كان المؤمن في صخرة صماء ، لوصلته سهـــــام النقد الظالمة ..


والناس محبٌ يمدحك ويثني عليك ، وعدو كاشح العداء ، وحاسد لنعم الله السابغة .. يذم ويهدم ، وليس له سعادة إلا إذا رآك حسيرَ الحال، محطم الوجود ؛ فعند ذلك يعيش سعاته الغامرة ..


ولو كُشِفَ له حجابُ الحقيقةِ ؛ لعلم أنه مقــدِّمٌ لخدمة الانتصار ، وإسعاد من حسده ولو بعد حين !! .. فكم من واحد وجد ألماً وتآمراً من بعضِ الناس حولَــه ؛ فكان ذلك سبباً في رفعته وعلو شأنه ، مكانةً في العلم والدين ، وسعةً في الرزق والحياة ، ولا ينبئك مثلُ خبير !! ..


يقول مطرف بن عبد الله : قال لي مالك بن أنس: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع ، فقال: ما زال الناس كذلك ..