الطفولة تُسَطّــر رؤيتها ..


أنا طفلٌ يمني صغير يحمل قلباً كبيراً .. ينبض برسالة حب وسلام إلى كل رجلٍ كبير ، وامرأة كبيرة في وطني بلاد الإيمان والحكمة .. بلاد السعيدة التي أتمنى أن تحقق سعادتها واقعاً ملموساً ، لا تاريخــاً مسطوراً في غابر الزمان !! ..


أنا طفلٌ أعيش خوفاً وقلقاً على بلادي التي مزقها خلاف الكبار ، وحماقة أصحاب العقول الصغيرة .. لماذا تحاربون السلام ، وتقتلون الإنسان ، تركتم سبيل المصلحين ، وأخذتم طريق الفاسدين .. بلادي سعيدة بخيرها وأرضها وسمائها .. لكنها لم تجد كباراً يحملون همّ بنائها ، ورفع شأنها ..


فالكبار الصغار : عقولهم نفعية مريضة ، تظن - وبعض الظن إثم - : أن سعادتها بحرمان غيرها ، فـحُرِمت هي كل راحة بال ، ومآلها القتل ، أو الشتات والضياع ..


فيا أيها الكبار : كفى صراعاً واقتتالاً ، كفى عبثاً ودماراً للبلاد والعباد ..


أنا طفلٌ ومعي أطفال : يريدون أن يروا بلادهم مزدانة بالحب والسلام ، بالعلم والعمل .. بالاقتصاد الناجح المؤثر في واقع الحياة ..


فمتى ترحمون طفولتي .. وحاجتي وفقري .. طفولتي البريئة تَسكبُ دموع التسول في الطرقات ، والجهل في المدينة الكبيرة والصغيرة .. وأعظم البلاء - يا ويحكم - حينما تقتلون طفولتي الصغيرة بالرصاص والنار في خلافاتكم الخطيرة !! ..


تلخيصاً لرؤيتي أقول : إمَّا أنكم تَصلُحون في أنفسكم ، وتُصلِحون الأرض والإنسان ، وإما أنْ تتركوا تلك البلاد تعيش سعادتها وبناءها بيدي أناس يحملون نقاءَ قلوبنا الصغيرة ، وحكمة الرجال الكبيرة ..

حسن بن محمد الحملي.