تَنْبِيهُ القُرَّاء إِلَى تَصْحِيفٍ وَقَعَ فِي سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاء
إنَّ الحمدَ لله ، نحمدُهُ ونستعينهُ ، ونستغفرهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ .
(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) سورة آل عمران ؛ الآية : 102 .
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) سورة النِّساء ؛ الآية : 01 .
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) سورة الأحزاب ؛ الآية : 70 .
أمَّا بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله وخيرَ الهدى هدى محمدٍ ﷺ ، وشرّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلُّ ضَلالَةٍ في النَّار.
جاء في ((سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلَاءِ)) للحافظ شمس الدِّين الذَّهبي رحمه الله تعالى ( 312/4 ط : دار إحياء التراث ، ت : محمود شاكر الحرستاني ) ، و في ( 99/5 ط : الرسالة ، إشراف: شعيب الأرناؤوط ) في ترجمة الإِمَامِ العَلَم، المُفْتِي، الثَّبْت، عَالِمُ المَدِيْنَةِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ نَافِع مَوْلَى عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : (قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ: كُنَّا نَرُدُّ عَلَى نَافِعٍ اللَّحْنَ، فَيَأْبَى!!) .
قلت : لو صَحَّت عبارة : ((كُنَّا نَرُدُّ عَلَى نَافِعٍ اللَّحْنَ، فَيَأْبَى )) لكان نافع متروك الحديث .
وقد قال عَبْدُ الرَّحْمَن بن مَهْدِيٍّ " سُئِلَ شُعْبَةُ :مَنِ الَّذِي يُتْرَكُ حَدِيثُهُ ؟ قَالَ : مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ ، وَمَنْ يُكْثِرُ الْغَلَطَ ، وَمَنْ يُخْطِئُ فِي حَدِيثٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ ، فَلا يَتَّهِمُ نَفْسَهُ ، وَيُقِيمُ عَلَى غَلَطِهِ ، وَرَجُلٌ رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ ". أنظر : المجروحين لابن حبان 77/1 ، والكفاية في علم الرواية للخطيب ص 225 .
بل كيف تصح العبارة وقد قال سُفْيَانُ ابنُ عُيَينة رحمه الله تعالى : (أَيُّ حَدِيثٍ أَوْثَقُ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ ) . وقال بِشْرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، عن مَالِكِ بن أَنَس : (( كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ نَافِعٍ يُحَدِّثُ عَن ابْن عُمَر لَا أُبَالي أَنْ لَا أَسْمَعهُ مِن غَيْرِهِ )) . أنظر : التَّاريخ الكبير للبخاري : 8/ الترجمة 2270 ، و الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 8 / الترجمة 2070 .
وبالرُّجوع إلى كتاب (العلل ومعرفة الرجال) 147/2 : جاءت العبارة هكذا :
قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني أبي ، قال حدثنا ابنُ عُيَينة ، عن إِسْمَاعِيل بنُ أُمَيَّة : كُنَّا نُرِيدُ نَافِعًا عَلَى اللَّحن فَيَأْبَى . قال أبي ، قال ابنُ عُيَينة : أَيُّ حَدِيثٍ أَوْثَقُ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ ) .
وقد أخطأ الدكتور زياد محمد منصور في تحقيقه !! للقسم المُتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم من الطبقات الكبرى لابن سعد ص 145 : لمَّا جعل العبارة : ((كُنَّا نَرُدُّ عَلَى نَافِعٍ اللَّحْنَ، فَيَأْبَى )) !!
مع أنَّه قال (( في الأصل – أي المخطوط- ، وتاريخ دمشق 259/2/17ق : كُنَّا نُرِيدُ نَافِعًا عَلَى اللَّحن فَيَأْبَى)) ، قال : والذي أثبته من سير أعلام النبلاء 99/5 !!