الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى.
أما بعد :
فقد كان مما امتن الله علي به خلال مسيرتي العلمية أن هداني للوقوف على العشرات من الكتب التراثية التي كان يظن أنها مفقودة ، في شتى العلوم المتعلقة بكتابه سبحانه ، حُقق البعض منها ، والبعض الآخر يجري العمل على تحقيقه في رسائل جامعية ، أو أبحاث علمية ، أو كتب منشورة ترى النور قريبًا – إن شاء الله - وغيرها مما لا يعد كثرة مما لم يكشف النقاب عنه بعد ، ولله الحمد والمنة. أما بخصوص كتاب اللوامح في شواذ القراءات لأبي الفضل الرازي فقد منَّ الله علي بالكشف عن إحدى نسخه الخطية ، لكنها مبتورة من أولها ، ووسطها ، وآخرها ، استغرق العمل مني على تصحيح اسم الكتاب ، وتوثيق نسبته إلى مؤلفه سويعات معدودات ، ثم كانت هذه النسخة وسيلة للوقوف على بيانات نسخة أخرى شبه تامة من الكتاب ، لما تصلني ، وقد كتبت عنهما في أطروحتي ، فقلت عن الأولى : مصورة خاصة في مكتبتي ، وأشرت إلى الثانية فقط ، واعتذر لكل من سألوني مصورة عن نسختي هذه. وعندما تواصلت مع الأخت الفاضلة ، والباحثة المتميزة ، صاحبة البحث الذي أعلنت عن مناقشته هنا : كان ذلك قبل مناقشتها بنحو أسبوعين ، ولما رأيته في الباحثة من رغبة في تحصيل العلم ، وحرص على الاستزادة منه ، وليس فقط الحصول على الدرجة العلمية ؛ سارعت بتخريج قراءة أبي البرهسم من الكتب التي لم تقف عليها ؛ مثل : اللوامح ، والمغني ، وجامع القراءات ... وغيرها ، ولم تحصل الباحثة على أي من هذه النسخ ؛ حيث إن الكتاب الأول سأعمل – إن شاء الله – على تحقيقه ، وأما الكتاب الثاني والثالث فهما وديعة عندي ائتمنني عليها بعض أحبتي في الله ، ولم تتمكن الباحثة من إدراج شيء من ذلك في رسالتها العلمية ، على أمل استدراك ذلك في الكتاب المطبوع – إن شاء الله -. أما كتاب الكامل في القراءات لأبي القاسم الهذلي فقد ادعى الكثيرون وصلاً بنسخته الفريدة المبتورة من أولها ، وقد من الله علي بالكشف عن نسختين أخريين ، من خلال البيانات الواردة عنهما في بعض الفهارس ، ولما يتيسر لي الحصول عليهما بعد. وأما الإيضاح في القراءات لأبي عبد الله الأندرابي ، فقد من الله علي بالكشف عن نسخة خطية تامة – إلا قليلاً - ، أرسلت بياناتها إلى أخي الفاضل الدكتور/ خالد حسن أبو الجود ، فسعى في تصويرها ، حتى يسر الله له ذلك الأمر ، وهو الآن يعمل على تحقيق الكتاب معتمدًا على النسخة المعروفة للكتاب ، وهذه النسخة الجديدة ، ثم من الله علي بالكشف عن منتخب لقسم الأصول من الكتاب لأحد متأخري الشيعة ، ثم نسخة ثالثة شبه تامة ، يبدو أنها كانت معتمد هذا المنتخِب في منتخَبه ، ولما يتيسر لي الوصول إليهما بعد. أخيرًا .. أبحت لإخواني الباحثين في مرات عديدة الأخذ عما أنشره من مقالات هنا وهناك مع ضروة الإحالة إلى المصدر ، لكن شهوة النفس الأمارة بالسوء دفعت البعض إلى السطو على بعض مشاركاتي على الشبكة العنكبوتية ، وقاموا بنسبتها إلى أنفسهم كذبًا وافتراء ، ولم يقف الأمر عند صغار الباحثين ، بل تعداه إلى أحد الأساتذة بجامعة أم القرى ؛ حيث سولت له نفسه المريضة السطو على بعض مشاركاتي المتعلقة بالوقف ، ونقلها بالحرف في كتاب له طبع في المدينة المنورة ( مكة المكرمة ، والمدينة المنورة ! ) ، ولم يحل في مرة واحدة على مشاركة واحدة من مشاركاتي هذه ، لا في هوامش كتابه ، ولا في فهرس مصادره ومراجعه. ولم يكتف هذا الدعي بذلك ، بل راح يفخر على أقرانه بأنه قد أتى بجديد لم يذكروه ، وعدَّ ذلك أبرز نتائج بحثه المزعوم ، وستصير وبالاً عليه – إن شاء الله -.
وقد اقتفت أثره بعض طالباته في الجامعة المذكورة ، فنقلت ما ورد في كتابه المزعوم ، لكنها كانت أحصف منه ؛ حيث أحالت على كتابه هذا ، وجعلت العهدة عليه. وقريبًا - إن شاء الله - أكشف عن هذه السرقة العلمية التي سيكون لها ما لها.