لفقه الأصيل في ضوء المذهب التاريخي :

الفقه الأصيل يعبر- ابتداءً- عن مرحلة الفقه الأولى التي كانت في العهد النبوي, فكان التعامل فيها مع النص بشكل مباشر وكانت الأدلة قريبة, ثم بدأ الفقه ومنهج البحث فيه يتطوران مع مرور الوقت حتى وصل إلى ما وصل إليه في عهد الأئمة أصحاب المذاهب, فكان من مخرجات هذه المراحل المتعددة أن قُنِنَ الفقه وأصبحت له طرق استنباط وخُرّجَت على نصوصه مسائل كثيرة ومتعددة, وعلى هذا الأمر جرت كتب أهل العلم فدونت نصوص الفقه وأصبحت هي القاعدة التي ينطلق منها الفقهاء على مرّ تاريخ الفقه الإسلامي.

بقيت المذاهب الفقهية محافظة على وجودها إلى وقت سقوط الخلافة العثمانية, فكان لهذا الحدث وما تلاه من أحداث أثر في نزوع الناس نحو طريقة جديدة في التعامل مع الفقه الإسلامي, من ذلك الرجوع إلى الفقه الأول لمجارات الأحداث والمتغيرات, حيث يقوم الفقيه بالرجوع إلى الدليل المباشر للاستنباط منه لما يرى فيه من سعة في التعامل مع متطلبات الواقع, على أن هذا الأمر رغم قبوله إلا أنه يحتاج إلى ضبط بالآتي :

- أن يكون الاستنباط من النص ظاهراً بقدر يمنع تحريف المعنى.

- أن لا يصادم الاستنباط من النص أمراً متقررا عند العلماء السابقين خصوصا إذا كان بمستوى قول الجمهور.

- أن يكون على وَفق القواعد والأصول المقررة عند العلماء في الفقه وأصوله.

والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عصر بن محمد النصر الأردني
باحث شرعي في مرحلة الدكتوراة في علوم السنة النبوية