تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وقفة محاسبة بين انقضاء عام ودخول عام جديد

  1. افتراضي وقفة محاسبة بين انقضاء عام ودخول عام جديد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إخوتي/ أخواتي
    اليوم استقبلنا عاما جديدا…وودعنا عاما…ومن عادة التجار أن يقوموا في نهاية العام بجرد حساباتهم.
    وإذا كنا قد غفلنا عن جرد حساباتنا في نهاية العام…فتعالوا في بداية العام نقف وقفة محاسبة مع أنفسنا نرى ما لنا وما علينا، فإن وجدنا في أعمالنا خيرا، حمدنا الله تعالى وطلبنا منه المزيد من التوفيق إلى فعل الخير.
    وإن وجدنا غير ذلك تبنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، وعاهدناه على أن يكون عامنا هذا خيرا من عامنا الذي مضى.
    أخي/ أختي:
    العمر ليس ألعوبة بين يديك…بل هو فرصة، لأن تتقرب فيه إلى الله عز وجل وتتزود لآخرتك، قال الحسن البصري: ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ابنَ آدم: أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود منى فإني لا أعود إلى يوم القيامة...
    إخوتي - أخواتي:
    دورة من أدوار الفلك انصرمت، وعام من أعوام حياتنا انقضى ومضى، وهكذا الدنيا.. ما هذه الدنيا إلا أحلام نائم وخيال زائل.
    فالعاقل من اتخذها مزرعة للآخرة، وجعلها قنطرة عبور للحياة الباقية. كان سيدنا علي رضي الله عنه يستقبل محرابه قابضاً على لحيته، يتململ تململ العليل، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا إليَّ تعرضتِ، أم إليَّ تشوفتِ؟ قد باينتكِ - طلقتك - ثلاثا لا رجعة لي فيكِ، فعمركِ قصير، وشأنكِ حقير، وخطركِ كبير، آهٍ من قلة الزاد، وبعد السفر، ومشقة الطريق.
    نعم لقد رحل العام الميلادي 2013 ، رحل وهو يحمل صحائف أعمالنا، وقد ختم على أيامه وشهوره، فلا تفتح إلى يوم القيامة.
    يا ترى هل حاسبنا أنفسنا، وندمنا على ما مضى وتبنا إلى الله، هل عاهدنا الله أن نكون في عامنا الجديد خيرا من عامنا الذي مضى.
    لا أطيل عليكم فهذه طائفة من الحكم والدرر أضعها بين أيديكم عساها تنفعني وتنفعكم:
    فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يقولون:
    من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه شراً من أمسه فهو ملعون، ومن لم يتفقد الزيادة في عمله فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خير له.
    اسمع إلى هذا النداء:
    يا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
    ويا أبناء الثلاثين ! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
    ويا أبناء الأربعين ! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
    ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
    ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتم!!
    ويا أبناء السبعين! ماذا قدمتم وماذا أخرتم!!
    يا أبناء الثمانين ! لا عذر لكم.
    ليت الخلق إذ خلقوا عملوا لما خلقوا وتجالسوا بينهم فتذكروا ما عملوا، ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم، فيا من كل ما طال عمره زاد ذنبه، يا من كلما أبيض شعره بمرور الأيام، اسود بالآثام قلبه.
    قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل!!
    وقال أبو الدرداء: إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
    من عرف حق الوقت، فقد أدرك قيمة الحياة، فالوقت هو الحياة، وحينما ينقضي عام من حياتنا، ويدخل عام جديد، فإنه لا بد وقفة محاسبة طويلة.
    نحاسب أنفسنا على الماضي وعلى المستقبل من قبل أن تأتي ساعة الحساب.
    لا بد من وقفة محاسبة: نندم فيها على ما ارتكبنا من أخطاء.
    لا بد من وقفة محاسبة: نستقبل فيها العثرات.
    لا بد من وقفة محاسبة: ننهض فيها ونستدرك ما فات.
    قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
    وقال صلى الله عليه وسلم: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)).
    ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
    وكتب سيدنا عمر رضي الله عنه إلى بعض عماله في الأمصار: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة".
    وقال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقيًّا، حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك".
    وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول: "المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".




    منقول من مقالة قديمة لي كتبتها بمناسبة مرور عام هجري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: وقفة محاسبة بين انقضاء عام ودخول عام جديد

    بارك الله فيكم ،، ولكن تنتشر رسائل هذه الأيام بأن نقوم الساعة 12 ليلا لنصلي وندعوا ونذكر الله ، قال الله تعالى { وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ، تخصيص عبادة في زمن معين بدعة إلا ما قام عليه دليل صحيح فكيف بمن يخصه بيوم بدعي لا أصل له ولم يأمرنا به الله ورسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد } .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: وقفة محاسبة بين انقضاء عام ودخول عام جديد

    روى مسلم في صحيحه من حديث معقل بن يسار مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال : العبادة في الهرج كهجرة إليَّ .
    والمراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العبادة فيه : أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد .

  4. افتراضي

    1437 هجري
    صفحة طباعة البحوث
    https://www.facebook.com/sirahalresoul/

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •