هذه القصيدة كتبتها قبل نحو عام ونصف، وما زلت أراها تعبر عن مصر للأسف، ولم يسمع أحد لقول الحكيم في آخرها!!

(حكاية بلدة)

يُحكى أن رئيساً كانْ *** يحكم في إحدى البلدانْ

قد ملأ الأجواء فساداً *** يُفسد إفساد الشيطانْ

وبطانتُه راحتْ تلهو *** تعبثُ تنهبُ دون توانْ

ثار الشعب يريد خلاصاً *** من ظلم معه طغيانْ

فتصدى للموت شجاعاً *** ينبذ إذلالا وهوانْ

مات شهيدٌ وكذا فُقئتْ *** عينُ مصابٍ في الميدانْ

حتى قال الجيش بخبثٍ *** مهلا مهلا يا إخوانْ

فأنا أنتم ويدي معكم *** و"يدانا أحدٌ لا اثنانْ"

والجيش هو الجيش تماماً *** جيش لرئيس فسدانْ

صدّقه شعبٌ مخدوعٌ *** وتنحّى من دون ضمانْ

وانقلبوا للعيش فراحاً *** يرجون سروراً وأمانْ

أخذ الجيش يحوك فخاخاً *** كي يطفئ نار الثورانْ

ويبث الفرقة مجتهداً *** ساعده شعب وسْنانْ

فإذا القوم الواحد شتّى *** ونزاع في كل مكانْ

هذا لا يعجبه هذا *** وانهار جميعُ البنيانْ

والباطلُ يرقب منتشياً *** ويعيد بناء الأركانْ

أركان الظلم برمّتها *** وكأن الثورة هذيانْ

حتى صار اللص بريئاً *** والمجرم صار السجّانْ

وتبدت في الأفْق غيومٌ *** من تيهٍ يُعمي الأذهانْ

لا يدري أحد ما يجري *** وتساوت كل الألوانْ

جاء حكيمٌ لا يعرفه *** من أهل البلدة إنسانْ

وبأعلى صوتٍ ردّدها *** فانتبهتْ كل الآذانْ:

(ما شيءٌ يعدل وحدتكم *** إنْ ضاعتْ فهْوَ الخُسرانْ)

شعر: حمادة عبيد

يونيو 2012