تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لماذا الإحباط ؟!

  1. Post لماذا الإحباط ؟!

    لماذا الإحباط ؟


    الإنسان ــ أي إنسان ــ تمر به أحيانا لحظات يفقد فيها الأمل، ويتسرب إلى نفسه اليأس، ويسيطر عليه الإحباط؛ ولذلك أسبابه وله دوافعه: فالإنسان يصاب
    بالإحباط حينما يرى النخب الفكرية منشغلة عن صياغة الأجيال بالاعتراك حول توافه الأمور، وسواقط الأشياء أو ما يسمى بـ(اللمم)، ويصاب بالإحباط حينما
    يرى عرابي الثقافة ينافحون عن المعتدين على القيم وربما يجندون من يكرس قيما جديدة تزينها مفردات التطوير والتنوير والتحرير والتغيير (وكل ما جاء على هذا
    الوزن).. ويصاب بالإحباط حينما يتبين حقيقة أن بعض الدعاة والوعاظ يعانون من انشطار بين الأقوال والأفعال، حتى أضحى همهم التهجم والتشنيع وتتبع
    السقطات والنيل من الآخرين مع زخرفة في القول وغرور في النفس.. ويصاب بالإحباط حينما يرى أقلاما ومنتديات تحاول إفساد الضمائر واهتزاز المعتقد والتخلي
    عن القيم وتخطي كل الحدود والقيود.. يصاب بالإحباط حينما يرى من حوله يتساقطون كتساقط الفراش على شهاب المنافع الحارق.. ويصاب بالإحباط حينما يرى
    من عقد عليهم أملا يفضلون البقاء في الظلمة ويستحلون الانزواء عن معترك الحياة، فيعلنون انهزامهم قبل أن تبدأ معركتهم في التعاطي مع الواقع.. يصاب بالإحباط
    حينما يتيقن أن العملة الرديئة أو المزيفة يرتفع سعرها والعملة الصحيحة تصادر قيمتها ويتهاوى قدرها.. يصاب بالإحباط حينما يبصر التلوث في الأخلاق والسلوك
    بلغ مبلغ معاقل العلم ومحاضن التربية، فالمدرسة لم تعد معقلا تربويا يصوغ الخلق المستقيم والسلوك القويم، وما عليك ــ لتدرك هذه الحقيقة ــ إلا أن تطالعهم
    وهم يخرجون من هذه المعاقل وهم بين عابث بالمارة، وراجم للسيارات، يتحاذفون الأحذية ويتقاذفون فواتير الخدمات بعد انتزاعها من صناديقها.. يصاب الإنسان
    بالإحباط حينما يكثر الشياطين الخرس الساكتون عن الحق أو المنافقون الأذلاء الذين يجيدون التبرير والتزوير والتحوير.. يصاب بالإحباط حينما يجد أن الرأي الصائب
    والكلمة الصادقة مجلبة للمتاعب ومرتع للمنغصات.. يصاب بالإحباط حينما يكتشف ــ في ظرف طارئ ــ أن جرثومة المذلة قد دفعت من كان يعدهم لنوائب
    الدهر إلى الهرولة للمستذل ــ بكسر الذال ــ ويصاب بالإحباط حينما يوظف بعض أبنائنا معطيات الحضارة لزعزعة الثوابت والاعتداء على القيم والتعدي على
    الذات الإلهية.
    إن فسائل الأمل يمكن جمعها من حقول ثقافتنا ومغاني عقيدتنا ومرابع تراثنا ومن عمق خصوصيتنا واتساع معارف مثقفينا، غير أن هذا لا يتحقق إلا إذا أدركنا أن هذه
    الإحباطات المتراكمة لا يلغيها في النفس المحبطة إلا غرس الأمل والاستمرار في سقيه حتى تصبح أغصانه باسقة داخل النفس الإنسانية، ومتى أدركنا أن الأمل يمكن
    أن يحل مكان الإحباط حينما نستحضر مسؤوليتنا ونعرف حقيقتنا وتستطيع منابر التوجيه لدينا أن تتحول من هياكل شكلية إلى محاضن تربوية حقيقية نلمس لها أثرا
    ونجني منها ثمارا.. إن الأمل حلم يمكن تحقيقه؛ لأن الاختلالات والنقائص في مجتمعنا، والصراع الذي يتزعمه المرجفون غالبا والمعركة التي يديرها المغيرون على القيم
    هي استثناء طارئ مؤقت، ومن هنا فمتى اشتعل الأمل سيضمحل الإحباط ويتلاشى اليأس وتعود النفوس حية نابضة تموج بالحياة والحركة ترسم طريقا للحائرين
    والخائرين والخائنين والمحبطين الذين يموتون من الخوف قبل مجيء الموت نفسه.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: لماذا الإحباط ؟!

    بارك الله فيك .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    51

    افتراضي رد: لماذا الإحباط ؟!

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •