اليمن .. بين هــبَّـــات الحماس ، وحكمة الكبار ..

بالفرقة والخلاف لن يتحقق نجاح وأمن ، وبناء اقتصادي عظيم .. وذلك الظالم القريب والبعيد : يعلم أن أمة الإيمان إذا كان لها توحد وترابط ؛ صعب تعبيدها وإذلالها وتبعيتها لغيرها من الناس ..

وفرقة تلك الأمة اليمنية : غاية يسعى إليها أصحاب المكر والدهاء من الساسة ، ومن يقلدهم من أصحاب التعاسة ، والنفعية ، والحماقة والعمالة ..

وقد جعل القوم قوتهم وانتصارهم ، وتأثيرهم مرهونــًا بتمزيق الآخرين .. ولا عجب فنحن في زمن الصراع والنفاق .. لكن العجب والعجائب جمة : أن يتبنى ذلك التفريق ممن يُشار إليهم بالعلم والفضل ، فيراهم الناظر مشجعين مصفقين لكل ناعق دخيل يريد زلزلة ذلك البناء اليمني العظيم ..

فيا أيها العقلاء : إنَّ عالم النجاح والتأثير يسعى اليوم للتكتل والتوحد ؛ لأنه يعلم حقيقة صناعة الانتصار ، وأن البقاء للأمة المجتمعة ، أما العالم المفرق فلن يكون له نصيب في حياة السعادة المنشودة ، والحرية العزيزة المطلوبة ..
وإذا انفصل جـــزء من قـــلب الأمة : تلته أجزاء من قلبها النابض ؛ فكان بذلك موتها وزوالها.. ويومئذ يندم من < هبَّ ودبَّ >، وإلى تفريق المفرق درجَ وذهب !! ..

لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ ... كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

والله المستعان

حسن بن محمد الحملي.