يا أهل سوريا رفعتم شعار (ما لنا غيرك يا الله) ، منذ أول يوم . وهو شعار كريم ، ولكن حمله كبير ، وامتحان صدقه صعب .. ولكن عاقبة الصادقين فيه هي أفضل عاقبة .
فالذي يعلم أنه ليس له إلا الله : يثق بالله ثقة لا تزعزها الابتلاءات ، فلا يألم في الدنيا ألما مهما اشتد ؛ إلا شعر بلذة جزائه عند الله !
والذي يعلم أنه ليس له إلا الله : يحقق التوكل على الله على أتم وجه ، فيتخذ الأسباب ، كل الأسباب ، وبكل قوة ، غير غافل لحظة عن أنها لا تغني عنه شيئا بغير إذن الله ، وغير متوكل على غير الله وحده لا شريك له .
والذي يعلم أنه ليس له إلا الله : لا يحب غير الله ، ولا يسعى لغير الله ، فلا يعرف إلا العمل لأجل الله . فلا يهمه ماذا قابله الناس به ، وهل شكروه أم جحدوه ؟ وهل مدحوه أو ذموه ؟ وهل نصروه أم خذلوه ؟
والذي يعلم أنه ليس له إلا الله منكم : يعلم أنه سينال إحدى الحسنيين : النصر ، أو الشهادة . ويصبر على نيل إحداهما ، غير شاك في قرب نيله لإحداهما .
فيا أهلنا في سوريا ! إنكم رفعتم شعارا كان هو الشعار المستقر في قلوب آل ياسر ، عندما مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم : صبرا آل ياسر ؛ فإن موعدكم الجنة !
فصبرا أهلنا في سوريا ؛ فإن موعدكم الجنة بإذن الله ، من صبر وصابر ، ونصر وناصر . ولكم دون ذلك فرج قريب ، وفتح قريب ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله !

حاتم العوني.