تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: شذرات من السيرة النبوية المعطرة -12 بقلم فالح الحجية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي شذرات من السيرة النبوية المعطرة -12 بقلم فالح الحجية



    شذرات من السير ة النبوية المعطرة

    بقلم- فالح الحجية

    12

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله:

    وقفنا في الشذرة السابقة على ظاهرة الاسراء والمعراج وفي هذه الشذرة نتكلم عن اسواق العرب و عن تمهيد للهجرة النبوية المباركة .

    دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهر بالدعوة الاسلامية بعدما كانت سرية وفي هذه الفترة كان يعرض الدعوة في العلن على كل من يأتي الى مكة للحج او للتجارة وقد خرج هذه المرة ايضا الى اسواق العرب خارج مكة يدعو الناس فيها الى الاسلام .
    كانت للعرب اربعة اسواق .هي اشهر اسواقهم :

    الاول سوق عكاظ : هو اشهر الاسواق واكبرها وعكاظ قرية تقع بين (نخلة ) و(الطائف) كانت العرب تقيم فيها سوقها في كل شيء عندها وبضمنها سوق الادب والثقافة والشعر ونقده. فهو سوق ثقافي اكثر مما هو سوق تجاري فكان ياتي اليه الشعراء واصحاب الكلمة والبيان فينشدون قصائدهم واشعارهم ويحكم بينهم شعراء العرب المشهورين مثل النابغة الذبياني وزهير بن ابي سلمى والا عشى وعامر بن الطفيل فيحتكم اليهم الشعراء في تقييم شعرهم والقبائل في تقييم شعرائهم وكان هذا السوق يعقد في الاول من شهر ذي القعدة الى العشرين منه ثم ينفض .

    السوق الثاني : سوق (مجنة) وموقعه في وادي (مر الظهران) في اسفل مكة ينعقد بعد الانتهاء من سوق عكاظ في العشرين من شهر ذي القعدة وحتى نهاية الشهر وينتهي في اليوم الاخير منه .

    السوق الثالث : سوق ( ذي المجاز ) وينعقد في موضع خلف جبل الرحمة اي خلف( جبل عرفة) ويبدأ من اول يوم من ايام ذي الحجة الى اليوم الثامن منه وبانتهائه يتفرغ العرب القادمون من خارج مكة و اهل مكة ايضا للقيام بشعائر الحج . وهذه الاسواق متقاربة في وقت عقدها فهي تكون خلال شهر ذي القعدة والثامن من ذي الحجة وتنتهي بموسم الحج الذي يبدأ من التاسع من ذي الحجة لذا يشترك به اغلب العرب القادمين للحج من كل ابناء الجزيرة العربية .

    و السوق الرابع : هو سوق المربد بالقرب من البصرة وقد اهتم هذا السوق بالشعر والثقافة فهو سوق ثقافي اكثر مما هو سوق تجاري .

    وقد عمل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان يقصد هذه الاسواق ويدعو الناس من رواد هذه الاسواق الى الاسلام ويعرضه عليهم ويعرفهم بنفسه الشريفة راغبا في دعوتهم للايمان بالله تعالى ونصرته وقد دعى رؤساء الوفود القادمين للاسواق ورؤساء القبائل الحاضر ة من شتى بقاع الجزيرة العربية فقد دعى القبائل من بني عامر بن صعصعة وبني فزارة و بني محارب وبني حنيفة وبني سليم وبني الحارث بن كعب وبني البكاء وقبائل كنده وغسان ومرة و كلب والحضارمة وعذرة وغيرها من القبائل .

    وكانت القبائل تسمع منه ثم ترد عليه . فاغلب القبائل ردت النبي صلى الله عليه وسلم ردا جميلا ومنهم من رده بالموافقة على الاسلام شريطة ان تكون له الرئاسة في الاسلام من بعده بينما رده بنو حنيفة ردا قبيحا ومنهم رهط مسليمة الكذاب . واود ان اذكر ان عددا من الرجال آ منوا بالدعوة الاسلامية من غير ابناء مكة ووجهائها اذكر منهم :

    ضماد الازدي اليماني : من قبيلة ازد شنؤ ة من اليمن وكان ضماد يرقي الناس المصابين بالجنون من الجن والشياطين وفيطببهم فلما جاء الى مكة وسمع الناس من المشركين والكفار يقولون ان محمدا صلى الله عليه وسلم مجنون او مصاب بالجنون فعمد اليه ليرقيه ويشفيه مما هو فيه فلما كا ن بين يديه قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    - ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ).
    فاستعاد الرجل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ثم قال له :
    - سمعت قول السحرة والكهنة والشعراء فما سمعت بمثل كلماتك هذه لقد بلغن قاموس البحر .هات يدك ابايعك على الاسلام فبايعه واعلن اسلامه .

    و الشاعر طفيل بن عمرو الدوسي : كان رئيس قبيلة دوس اليمانية وكان شاعرا بليغا لبيبا قدم الى مكة المكرمة في السنة الحادية عشرة من النبوة وسمع بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فحذره اهل مكة منه الا انه جاء الى المسجد الحرام فوجد ه يصلي عند الكعبة المشرفة فاصغى اليه وهو يقرأ في صلاته فاستحسن ما سمع وتحدث مع نفسه قائلا:
    - انا شاعر لبيب وما يخفى عليّ الحسن من القبيح فما يمنعني ان اسمع من هذا الرجل ما يقوله فان كان قوله حسنا رضيته وقبلته وان كان فيه قبحا رفضته وتركته .

    فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته ورجع الى بيته تبعه طفيل الدوسي حتى دخل البيت فاستاذنه بالدخول ودخل وذكر ما سمع وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرض عليه امره فعرض عليه الاسلام وتلى عليه القران فلما سمعه استحسنه واعلن اسلامه وتشهد ( ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ) وقال للحبيب المصطفى:
    - انا رجل مطاع في قومي فاذا رجعت اليهم سادعوهم الى الاسلام والايمان فادع الله ان يجعل لي آية .

    فدعا له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه تعالى.
    فلما قرب من قومه علا وجهه النور واشرق كالمصباح فدعا الله تعالى ان يجعل هذا النور في غير وجهه فتحول النور الى سوطه او عصاه فلما وصل اليهم ودخل عليه قومه دعاهم للايمان والاسلام فاسلم ابوه واسلمت زوجته وتأخر قومه .
    فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة كان معه سبعون وقيل ثمانون بيتا من قومه قد دخلوا في الاسلام .

    والشاعر سويد بن الصامت : من مدينة يثرب وكان يسمى ( الكامل ) لكمال شرفه وشخصيته و بلاغته و شاعريته الفذة وكان مشهورا معروفا بين قومه قدم الى مكة حا جا فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى الاسلام . فعرض سويد بن الصامت على النبي صلى الله عليه وسلم حكمة لقمان الحكيم فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم فأسلم وقال عنه : ان هذا لقول حسن .

    واخر من اذكر من هؤلاء الرجال الافذاذ : ا بو ذر الغفاري فقد سمع بمبعث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد اسلام اياس بن معاذ وسويد بن الصامت فارسل اخاه الى مكة ليستطلع الخبر ويرجع اليه فلما رجع اليه لم يفهم منه شيئا وقرر ان يستطلع الامر بنفسه فقدم الى مكة ونزل في المسجد الحرام وبقي فيه شهرا كاملا متخذا من ماء زمزم طعاما وشرابا ولا يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم احدا خوفا على نفسه ان يقتله مشركو قريش او كفارها وقيل بعدها استتبعه علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حتى ادخله على النبي صلى الله عليه وسلم فطلب ابو ذر ان يعرض عليه الاسلام فعرضه النبي صلى الله عليه وسلم عليه فاسلم ثم جاء الى المسجد الحرام وقال:

    - اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله .
    فانقض عليه بعض رجال من قريش حتى كاد ان يقضى عليه لولا العباس بن عبد المطلب حيث انقذه منهم . فلما اصبح صباح الغد قال ما قاله بالامس فتجمعوا عليه وضربوه فانقذه العباس منهم . فرجع ابو ذر الى اهله ومساكن قومه بني غفار فلما هاجر النبي الى المدينة هاجر ابو ذر اليها وسكن فيها .

    ثم وفدان من يثرب قدموا الى مكة الاول من الاوس والاخر من الخزرج التقى بهما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل عند قدومه اليها :

    ففي السنة الحادية عشرة من النبوة قدم وفد من الاوس من يثرب الى مكة وكانوا يلتمسون عقد تحالف مع قريش على الخزرج حيث كانت بين القبيلتين نزاعات وحروب. فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم هذا الوفد حضرهم ودعاهم الى الاسلام وكان فيهم اياس بن معاذ قيل انه كان غلاما حدثا او يافعا فقال لجماعته :
    - هذا والله خير مما جئتم به .
    فرمى احد اعضاء الوفد ترابا في وجه اياس قائلا له :
    - لقد جئنا لغير هذا . واسكته .

    و شاع الخبر في المدينة اذ ان اياسا رجع وكان عليه سمة الاسلام ظاهرة فكان يهلل ويكبر ويحمد الله ويسبحه حتى ادركه الموت قبيل الهجرة النبوية الشريفة .

    وفي هذه السنة ايضا وفد من يثرب وفد الى مكة كلهم من الخزرج. جاؤوا للحج وكان اهل يثرب يسمعون من اليهود ان نبيا سيبعث الان و قرب زمان مبعثه وستيعاهدون معه على قتلهم . فلما وصلوا الى- (منى )- لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم :
    - (من انتم ؟؟)
    فقالوا : نفر من الخزرج
    فقال لهم : ( موالي اليهود ؟؟؟) اي حلفائهم
    قالوا : نعم
    قال صلى الله عليه وسلم : (افلا تجلسون أكلمكم ؟)
    قالوا : بلى نجلس .
    فجلسوا فطفق الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يشرح لهم حقيقة الاسلام ويدعوهم الى الايمان وتلى عليهم ايات من القرآن الكريم ودعاهم للايمان بالله تعالى .
    فقال بعضهم لبعض:
    تعلمون والله انه النبي الذي توعدكم به اليهود فلا تسبقكم اليه فاسرعوا الى الاسلام . ثم التفتوا الي النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له :
    - انا تركنا قومنا وبينهم من العداوة والشر ما بينهم فان يجمعهم الله عليك فلا رجل اعز منك عندنا .

    فاسلموا ووعدوه بالدعوة الى الاسلام وان يقابلونه في موسم الحج القادم وهؤلاء الرجال هم:
    رافع بن مالك بن عجلان
    اسعد بن زرارة
    عوف بن الحارث بن رفاعة
    قطبة بن عامر بن حديدة
    جابر بن عبد الله
    عقبة بن عامر
    ثم عادوا الى يثرب دعاة للاسلام .

    فالح نصيف الحجية
    الكيلاني
    العراق- ديالى - بلدروز

    ***************************

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي شذرات من السيرة النبوية المعطرة -13 بقلم - فالح الحجية



    شذرات من السيرة النبوية المعطرة

    بقلم - فالح الحجية

    13

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله:

    بعد عودة النفر الستة من الخزرج الى يثرب دعوا الناس فيها الى الاسلام وكان اليهود في يثرب كثير وكانوا يرهّبون الاوس والخزرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقولون لهم انه سيبعث نبي في هذا الزمان نقاتلكم معه وننتصر عليكم به . فلما بعث محمد نبيا صلى الله عليه وسلم ناصبوه العداء فكان اليهود اشد عداءا له من المشركين والكفار حيث كفر به اليهود وبما جاء به من الحق وهم يعلمون انه على الحق المبين واحتضنه الانصارمن الاوس والخزرج يحمونه ويؤمنون به فلعن الله تعالى اليهود في محكم كتابه العزيز فقال تعالى:

    ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا يستفتحون على الذين كفروا . فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به . فلعنة الله على الكافرين *) ال عمران \ 89

    الاوس والخزرج قبيلتان عربيتان هاجرتا من اليمن وسكنتا يثرب وكلاهما من سبأ وكانوا ا خوة اشقاء اولاد ا م واب كما تذكر الروايات التاريخية المؤكدة وامهم اسمها ( قيلة بنت كاهل ) من قبيلة قضاعة من اليمن .
    وكانوا يسمونهم ابناء (قيلة) وفي ذلك يقول الشاعر:

    بهاليل من اولاد قيلة لم يجد
    عليهم خليط في مخالطة عتبا

    وتكاثروا بمرور الزمن فاصبحوا قبيلتين قبيلة الاوس وقبيلة الخزرج وكانوا متجاورين فوقع بينهم د م فنشبت بينهم العداوة بسبب ذلك القتل واستمرت الحرب والقتال بينهم امدا طويلا قيل اكثر من مائة وعشرين سنة قتل فيها الكثير منهم وقد اطفأ الله تعالى بالاسلام جذوة نا ر هذه الحرب التي كانت مستعرة قبل دخولهم في الاسلام بعد ان آخا النبي صلى الله عليه وسلم بين الاوس والخزرج في الاسلام وفي ذلك يخاطب الله تعالى المؤمنين من الاوس والخزرج فيقول :

    ( واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا * وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها.. )
    النساء\ 103 و104 .

    كبرت بيضة الاسلام في يثرب بعد دعوة النفر الستة الى الاسلام فلما انقضت السنة جاء وفد يثرب الى النبي صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا . عشرة رجال من الخزرج واثنان من الاوس وهما عويم بن ساعدة و ابو الهيثم بن التيهان والعشرة من الخزرج هم :

    رافع بن مالك بن عجلان
    اسعد بن زرارة
    عوف بن الحارث بن رفاعة
    قطبة بن عامر بن حديدة
    عقبة بن عامر
    معاذ بن الحارث
    عبادة بن الصامت
    ذكوان بن عبد القيس
    العباس بن عبادة بن نضلة
    يزيد بن ثعلبة

    فاجتمع كلهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة ( منى ) فعلمهم الاسلام واخذ عليهم العهد والميثاق فبا يعوه على ان ( لايشركوا بالله شيئا ولا يسرقون ولا يزنون ولا يقتلون اولادهم عن ا ملاق ولا يأتون ببهتان يفترونه بين ايديهم وارجلهم ولا يعصونه في معروف ) فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:

    -( من وفّى منكم فأجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له . ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله تعالى فامره الى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه )
    فبايعوه على ذلك وهذه هي بيعة العقبة الاولى .

    عاد هؤلاء القوم الى يثرب ومعهم مصعب بن عمير رضي الله عنه وكان قد سيّره النبي صلى الله عليه وسلم معهم ليقرئهم القران الكريم ويعلمهم اصول الدين والاسلام .

    نزل مصعب بن عميرعند بيت ابي امامة اسعد بن زرارة ضيفا عليه ونشط الرجلان في نشر الاسلام والايمان في يثرب .

    وبينما كان الرجلان في بستان ومعهم بعض الرجال يعلمونهم الاسلام شاهدهما سعد بن معاذ رئيس الاوس فنادى ابن عمه اسيد بن حضير وطلب منه ان يقصد الرجلين – مصعب و اسعد- ليزجرهما عن هذا العمل حيث يتصورهما يسفهان الضعفاء من ا بنائهم فاخذ اسيد حربته بيده وذهب اليهما فلما رآه اسعد بن زرارة قادما نحوهم قال لمصعب بن عمير :
    - هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه .
    فجاء ووقف عندهما وقال لهما :
    - ماجاء بكما الينا ؟ تسفهون ضعفاءنا . اعتزلانا ان كانت لكما بنفسيكما حاجة .
    فقال مصعب بن عمير له :
    - او تجلس فتسمع فان رضيت امرا قبلته وان كرهته كففنا عنك ما تكرهه.
    فقال له : لقد انصفت .
    ثم ركز حربته في الارض وجلس اليهم فحدثه مصعب بالاسلام والايمان وتلى عليه القرآن الكريم فاستحسن اسيد الاسلام فنطق بالشهادتين واعتنق الاسلام دينا . ولما رجع الى عمه سعد بن معاذ وقال له:
    - كلمت الرجلين فو الله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا:
    - نفعل ما احببت .
    ثم قال لعمه سعد بن معاذ يستفزه لعله يذهب اليهما :
    - حدثت ان بني حارثة خرجوا الى اسعد بن زرارة ليقتلوه لانه ابن خالتك يريدون ان يخفروك .

    فغضب سعد بن معاذ وذهب اليهما بعصبية فتلقاه مصعب بن عمير فكلمه عن الاسلام والايمان وتلى عليه القرآن الكريم ولم يتركه حتى تشهد بالشهادتين واعتنق الاسلام . وعندما رجع سعد بن معاذ الى قومه جمعهم وقال لهم :

    - ( يابني عبد الاشهل كيف تعلمون امري فيكم ؟؟)
    قالوا – سيدنا وافضلنا رأيا .
    فقال لهم : فان كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.

    فاسلم قومه جميعا رجالا ونساءا ولم يبق منهم على الكفر الا رجل واحد فلم يسلم الا في يوم ( احد ) حيث انه اسلم وحمل سيفه في سبيل الاسلام وقتل شهيدا في هذا اليوم ويدعى هذا الرجل (الاصيرم ). ثم عاد مصعب بن عمير الى مكة قبل موعد الحج ومعه بشرى الى الحبيب المصطفى هي انتشار الاسلام في يثرب .

    اما بيعة العقبة الثانية فكانت في ذي الحجة في العام الثالث عشر من البعثة النبوية الشريفة . فقد قدم كثير من الناس من يثرب لاداء الحج من المسلمين والمشركين وقد قرر المسلمون ان لا يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطوف في جبال مكة مطاردا من قبل مشركيها لخوفهم عليه فاتصلوا به سرا واتفقوا على ان يجتمعوا به سرا في الرابع عشر من ذي الحجة وهو اوسط ايام التشريق وفي ضوء القمر وفي الشعب الذي فيه جمرة العقبة ( ا يام التشريق ثلاثة هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري) وقيل والثاني عشر.

    فلما كان الموعد تهيؤوا له وقيل ناموا على رحالهم مع قومهم ثم تسللوا من الركب واحدا واحدا بعد ان نام المشركون واجتمعوا عند العقبة. وكان عددهم من الخزرج \ 62 ومن الاوس \ احد عشر ومعهم ايضا امرأتان هما : اسماء بنت عمرو من بني سلمة ونسيبة بنت كعب من بني النجار اخوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان مجموع عددهم \ 73 فردا .

    اما النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه رجل او رجلان
    و عمه العباس بن عبد المطلب وكان على دين قومه لكنه اراد ان يحضر امر ابن اخيه ويطمئن عليه . فلما نظر العباس في وجوههم قال:
    - هؤلاء قوم لا نعرفهم هؤلاء احداث .
    فتكلم العباس اولا فقال لهم :

    - يامعشر الخزرج ( وكانت العرب تسمي الجميع الخزرج) ان محمدا منا حيث علمتم لا يزال في عز من قومه ومنعة في بلده الا انه ابى الا الانقطاع اليكم واللحوق بكم فان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه ومانعوه ممن خالفه فانتم وما تحملتم من ذلك وان كنتم مسلموه وخاذ لوه بعد خروجه اليكم فمن الان فدعوه فانه في عز ومنعة .

    فتكلم البراء بن معرور عن الانصار فقال:

    - نريد الوفاء والصدق وبذل الارواح دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما احببت .
    فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم فتلى ايات من القران الكريم ودعى الى الله تعالى ورغب في الاسلام وقال:
    ( ابايعكم على ان تمنعوني – اذا قدمت عليكم – مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم واشترط ما يلي :
    1- ان يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به احدا
    2- السمع والطاعة في النشاط والكسل
    3- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
    4- النفقة في اليسر والعسر
    5- ان يقوموا في الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم
    6- ان ينصروه اذا قدم اليهم ويمنعونه مما يمنعون انفسهم واهليهم ( نساءهم واولادهم ) ولهم الجنة) .

    فكان اول من بايعه البراء بن معرور فقال :
    - والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ازرنا فبايعنا يارسول الله فنحن اهل الحرب والحلقة ورثناها صاغر عن كابر.
    فتكلم ابو الهيثم بن التيهان فقال :
    - ان بيننا وبين الناس حبالا ونحن قاطعوها فهل عسيت _ ان اظهرك الله – ان ترجع الى قومك وتدعنا ؟
    فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
    - ( لا والله بل الدم الدم والهدم الهدم انتم مني وانا منكم احارب من حاربتم واسالم من سالمتم ).
    فقال اسعد بن زرارة :
    - رويدا يا اهل يثرب انا لم نضرب اليه اكباد الابل الا ونحن نعلم انه رسول الله وان اخراجه اليوم مفارقة للعرب كافة وقتل خياركم وان تعضكم السيوف فاما انتم تصبرون على ذلك فخذوه واجركم على الله واما انتم تخافون من انفسكم خيفة فذروه فهو اعذر لكم عند الله
    فقالوا: فوالله ما نذر هذه البيعة ولا نستقيلها .

    ثم قام الجميع الى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعوه على ذلك.
    فقال لهم صلى الله عليه وسلم :-

    ( اخرجوا الي منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وانا كفيل قومي ).
    وفي بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم قال : ( ان موسى اتخذ من قومه اثني عشر نقيبا فاخرجو ا الي منكم اثني عشر نقيبا )

    فكان النقباء كما يلي :
    1- اسعد بن زرارة نقيب بني النجار
    2و3- البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام نقيبا بني سلمة
    4و5 سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو نقيبا بني ساعدة
    6 – رافع بن مالك بن عجلان نقيب بني زريق
    7 و8- عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع نقيبا بني الحارث بن الخزرج
    9 – عبادة بن الصامت نقيب القوافل
    10و11 اسيد بن حضير والهيثم بن التيهان نقيبا الاوس
    12- سعد بن خيثمة نقيب بني عوف

    وهكذا تمت بيعة العقبة الثانية فلما ا صبح الصباح و شاع الخبر بين اهل مكة ا جتمع رؤسائها بمن جاء من يثرب فقالوا لهم :
    - انه بلغنا انكم جئتم صاحبنا البارحة تستخرجونه من بين اظهرنا وتبايعونه على حربنا . واما الله ما من حي من العرب ابغض الينا من ان تنشب حرب بيننا وبينكم .

    فانبعث رجال كانوا مشركين من يثرب يحلفون لهم – وهم صادقون - ان هذا لم يكن . فلما سافر الانصار وفيهم اهل البيعة الى يثرب صح الخبر فخرج رجال مكة في طلبهم فادركوا المنذر بن عمرو و سعد بن عبادة فاستطاع المنذر ان يناجزهم ويعجزهم فمضى الى يثرب اما سعد بن عبادة فامسكوه وقالوا له :
    - اانت على دين محمد ؟
    قال – نعم.

    فشدوا وثاقه وسحبوه مع راحلته الى مكة فجاء المطعم بن عدي والحارث بن حرب فخلصاه منهم ورجع الى يثرب .
    وقيل ا سره ضرار بن الخطاب الفهري وفي ذلك انشد :

    تداركت سعدا عنوة فاسرته
    وكان شفائي لو تداركت منذرا

    ولو نلته هناك جراحة
    احق دماء ان تهان وتهدرا

    وقيل سمعت قريش قائلا يقول على جبل ابي قبيس:

    فان يسلم السعدان يصبح محمد
    بمكة لا يخشى خلاف المخالف

    فقالوا :من هما؟؟
    فقال ابو سفيان : هذا والله سعد بن عبادة و سعد بن معاذ

    فالح نصيف الحجية
    الكيلاني
    العراق- ديالى - بلدروز

    ****************************** *******

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي شذرات من السيرة النبوية المعطرة -14 بقلم -فالح الحجية



    شذرات من السيرة النبوية المعطرة

    بقلم -فالح الحجية

    14

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله:

    في الشذرة السابقة تحدثت عن بيعتي العقبة الاولى والثانية لاهل يثرب وما حدث فيهما من امور .

    رجع المسلمون المبايعون الى يثرب واخذوا ينشرون الاسلام وقد بدات هجرة عامة المسلمين الى يثرب فقد هاجر بعض الصحابة اليها قبل الهجرة النبوية وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى دار هجرة المسلمين فاخبرهم بها فقال :

    - ( رأيت اني اهاجر من مكة الى ارض بها نخل فذهب ظني الى اليمامة او هجر فاذا هي المدينة- يثرب)
    وفي رواية انه قال :
    - ( اريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرتين فا ما ان هجر او يثرب ).

    ان اول من هاجر من المسلمين الى يثرب هو ابو سلمة المخزومي مع زوجته ام سلمة فمنعها قومها من السفر معه بعد ما عــلموا بذلك وانتــزعوا ولده من زوجته الا انه هاجر بمفرده ثم اطلقوا زوجته وابنه فلحقت به مع ولدها وذلك قبل بيعة العقبة الثانية بنحو سنة .
    ثم هاجر عامر بن ربيعة مع زوجته ليلى بنت ابي حثمة وكذلك هاجر عبد الله بن مكتوم . ثم تتابعت هجرة المسلمين من مكة الى يثرب فلما هاجر عمر بن الخطاب خرج علنا وامام اعين القرشيين و في ذلك تحديا لقريش حيث لم يجرء احد ان يمنعه او يقف بوجهه ثم هاجر قرابة عشرين من الصحابة من مكة الى المدينة ثم هاجر المسلمون جميعا من مكة الى يثرب . وفي هذا الوقت عاد المسلمون الذين سبق و هاجروا الى الحبشة في او ل الدعوة الاسلامية رجعوا الى المدينة مباشرة ولم يبق احد في مكة من المسلمين الا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وصهيب وزيد بن حارثة وبعض من فقراء المسلمين حيث انهم لم يقدروا على الهجرة .

    اما ابو بكرالصديق فقد تجهز للهجرة فلما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك قال له :
    - (على رسلك فاني ارجو ان يؤذن لي ).
    فقال ابو بكر : وهل ترجو ذلك ؟؟
    قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم )
    فترك الهجرة انتظارا للنبي صلى الله عليه وسلم وهيأ راحلتين استعدادا للسفر .

    فلما شاهد مشركو قريش ورؤساؤها هجرة المسلمين الى يثرب وعرفوا انها ستكون لهم دار منعة وان القوم اهل حرب وبأس خا فوا ان يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم بعدهم اليها فيشتد بذلك جمعهم فاجتمعوا في دار الندوة وهي الدار التي تحدث فيها كل الاجتماعات المهمة لاهل مكة - كما سبق وان شرحتها في اول الشذرات - فلما اجتمعوا حضر معهم ابليس لعنه الله على هيأة صورة شيخ نجدي .

    تذاكر المجتمعون امر النبي صلى الله عليه وسلم واخذ كل واحد يدلو بما عنده من رأي وكان الشيخ النجدي ( ابليس) يعترض و يرده ولا يرضاه فلما جاء دور ابي جهل في الكلام قال :
    - قد فرق لي فيه براي ما اراكم وقعتم عليه
    - قالوا : وما هو.؟
    - قال ابو جهل :
    - ارى ان نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا ثم نعطيه سيفا صارما ثم يأتون محمدا فيضربونه ضربة رجل واحد في وقت واحد فيتفرق دمه في القبائل . فلا تدري بنو عبد مناف من القاتل ولا تدري بعد ذلك ما ذا تصنع ولا يمكنها من معاداة القبائل كلها عند ئذ نسوق ديته اليها .
    فقال الشيخ النجدي ( ابليس) :
    - لله در هذا الفتى هذا والله الراي الصائب .
    فتفرقوا على هذا المقترح الذي اقترحه ابو جهل وباركه ابليس لعنهما الله . واخذوا يعملون على تنفيذه.

    نزل جبريل عليه السلام فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وطلب منه ان لا ينام تلك الليلة في فراشه .

    قصد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ابا بكر في منتصف النهار في ساعة لم يأته فيها احد – اي عند الظهيرة – متخفيا فقال له:
    - ( اخرج من عندك )
    - فقال ابو بكر: انما هم اهلك يارسول الله .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ان الله قد اذن لي بالخروج ).
    فقال ابو بكر : الصحبة يارسول الله.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم)
    فقال ابو بكر: بأبي انت وامي فخذ احدى راحلتي هاتين
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم بثمن)

    وهكذا ابرم النبي صلى الله عليه وسلم مع ابي بكر الصديق امور الهجرة فجهزا راحلتين افضل الجهاز واستأجرا عبد الله بن اريقط الليثي د ليلا لهما في سفرهما وكان - على دين قريش - فاستأمناه وسلما اليه الراحلتين وكان خبيرا بمعرفة كل الطرق فواعداه جبل ثور بعد ليال ثلاث .

    واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في اعماله اليومية كي لا يشعر احدا انه نوى السفر من قريش وكان من عادته صلى الله عليه وسلم ان ينام في اوائل الليل بعد صلاة العشاء ويخرج في النصف الاخر من الليل الى المسجد الحرام ليقيم صلاة التهجد او صلاة القيام فامر عليا بن ابي طالب كرم الله وجهه ان يبيت تلك الليلة في فراشه كما علمه جبريل عليه السلام واخبره انه لا يصيبه مكروه .

    في هذه الليلة ( ليلة الهجرة المباركة ) ا جتمع نفر من قريش يتطلعون الى باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم يرصدون مبيته في بيته وطوقوا البيت سرا من كل جانب الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من بيته اخذ حفنة من التراب فذرها على رؤسهم من حيث لا يشعرون وهو يقرأ:
    ( وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون *) يس\9

    ومضى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الى بيت ابي بكرالصديق وخرجا من خرجة في بيت ابي بكر ليلا . فجاء رجل والقوم محيطون ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم :
    - ماذا تنتظرون ؟؟؟
    - فقالوا : محمدا
    - فقال لهم : خبتم وخسرتم والله قد خرج من بينكم وحثى على رؤوسكم التراب
    - فقالوا والله ما ابصرنا ه....

    واخذوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ثم اقتحموا البيت فشاهدوا عليا بن ابي طالب رضي الله عنه نائما في فراش النبي صلى الله عليه وسلم فقا م علي من الفراش .
    فقالوا له:
    - اين محمد؟؟
    - فقال : لا علم لي به .

    وفي رواية اخرى انهم لما قال لهم علي لا علم لي به ضربوه وسحبوه الى الكعبة وحبسوه ساعة من نهار ثم تركوه .

    وهكذا ذهب مكرهم سدى قال تعالى:
    ( واذ يمكر بك الذين كفروا لثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الانفال \30

    و مضى النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه ابو بكر قاصدين غار ثور فوصلاه قبل الفجر فجاء القرشيون الى بيت ابي بكر وسألوا عنه (اسماء ) ابنته فقالت : لا ادري .
    فلطمها ابو جهل لطمة طرح عنها اقراطها ثم جدوا في طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورفيقه يبحثون عنهما .

    فلما وصل النبي ورفيقه الغار دخل ابو بكر فيه اولا ليتفقده ان كان فيه شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصيبه الاذى هو دون رسو ل الله صلى الله عليه وسلم فوجد فيه ثقوبا حيث قام بسدها بخرق من ازاره وبقي ثقب او ثقبين وضع قدميه فيهما ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غلبه النوم فنام في حجر ابي بكر وقيل كان العنكبوت قد جاء في هذه الساعة ونسج على باب الغار بيتا له وقيل ان حمامة بنت عشها في تلك الساعة وباضت فيه ونامت على بيضتيها فلما وصل القرشيون وهم يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه الى الغار وجدوا نسيج العنكبوت
    و عش الحمامة فقالوا لبعضهم البعض :
    - لم يدخل احد هنا ولو دخل احد هنا لتمزق نسيج العنكبوت وسقط عش الحمامة .

    فكان هذا سبب في خيبتهم فرجعوا خائبين وقد جعلوا لمن ياتي بهما احياءا او امواتا جائزة ( مائة بعير) .
    - فقال ابو بكر الصديق: يارسول الله لو ان احدهم نظر الى ما تحت قدميه لأبصرنا .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    -(ما ظنك باثنين الله ثالثهما . لا تحزن ان الله معنا ). فنزلت الاية الكريمة:
    ( الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم *) التوبة \ 40

    وتشير الروايات ان ابا بكر قد لدغ من احدى قدميه التي سد بهما الجحر لكنه آثر ان لا يتحرك رغم شدة الوجع الذي يشعر به لئلا يستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومته فلما استيقظ سأله ما به فقال :
    - لدغت فداك امي وابي .

    فمسح النبي صلى الله عليه وسلم مكان اللدغ واضعا عليه شيئا من لعابه فانزاح الالم وكانا يسمعان كلام القرشيين في باب الغار وخارجه الا ان الله تعالى اعمى ابصارهم فغم عليهم امرهما .

    و قالت عائشة فجهزناهما احدث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت اسماء قطعة من نطاقها فاوكت به فم الجراب – اي شدته- وقطعت اخرى عصاما للقربة فشدتها بها لذلك لقبت اسماء- ( ذات النطاقين)

    بقي النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه ابو بكر الصديق ثلاث ليال في غار ثور وقريش تبحث عنهما في كل مكان حتى خمد البحث عنهما قليلا فجاء اليهما( اريقط ) ذلك الرجل الذي استأجراه واسلماه الراحلتين فارتحلا الى يثرب قاصدين .

    فالح نصيف الحجية
    الكيلاني
    العراق- ديالى - بلدروز

    ************************

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شذرات من السيرة النبوية المعطرة -14 بقلم -فالح الحجية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فالح الحجية مشاهدة المشاركة
    وقيل كان العنكبوت قد جاء في هذه الساعة ونسج على باب الغار بيتا له وقيل ان حمامة بنت عشها في تلك الساعة وباضت فيه ونامت على بيضتيها فلما وصل القرشيون وهم يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه الى الغار وجدوا نسيج العنكبوت
    و عش الحمامة فقالوا لبعضهم البعض :
    - لم يدخل احد هنا ولو دخل احد هنا لتمزق نسيج العنكبوت وسقط عش الحمامة .

    فكان هذا سبب في خيبتهم فرجعوا خائبين
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " الحماية الإلهية والآية البالغة أن يكون الغار مفتوحا صافيا ، ليس فيه مانع حسي ، ومع ذلك لا يرون من فيه ، هذه هي الآية !! أما أن تأتي حمامة وعنكبوت تعشش ؛ فهذا بعيد ، وخلاف قوله : ( لو نظر أحدهم إلى قدمه ؛ لأبصرنا ) .
    المهم أن بعض المؤرخين - عفا الله عنهم - يأتون بأشياء غريبة شاذة لا يقبلها العقل ولا يصح بها النقل " .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •