تؤثرون وتحبون الدنيا .... فمتى تؤثرون وتحبون الآخرة


قال تعالى : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ).
نزلت في ليلة مطيرة ، وقلت : هل يمكنني أن أدعوا إلى الله تعالى وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر في هذا الوقت المليء بالمطر والرياح ... وكيف سيتقبل مني الناس والجو متقلب ومضطرب ... لا بد أن يكون الجو صافيا والأمزجة متقبلة ....
ولكنني رأيت غير ذلك الذي في نفسي ...
رأيت الجالسين في المقهي يجلسون لمشاهدة مباراة لكرة القدم والجو مثل الذي وصفته سابقا ... والكل متحمس للمباراة ، وغير مكترث بالجو ولا برودته ... علمت حينها أننا لا نتجرؤ في العمل للآخرة كما نتجرأ للعمل في الدنيا .... لا حول ولا قوة إلا بالله .

قال تعالى : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا }.
ولو رأيتهم عندما تعطيهم ورقة للدعوة إلى الصلاة والعبادة وفعل الخير لتلكئوا وترددوا واضطربوا وحاوروا أنفسهم لعل من يراها سيقول كذا وكذا وكذا ... ، ولعلها ستقطع وترمى وتداس بالأقدام ، ....

ولو رأيتهم في الصيدليات ومحلات المحمول والكوافير وأدوات التجميل ومحلات الملابس ومحلات النظارات .... لو طلبت منهم الشركات عرض منتجاتهم وبضاعتهم مقابل راتب شهري لسارعوا في التعليق ولاهتموا بإبراز الصور في مكان ملفت .... ما أشد حبنا للمال ، وما أشد فتورنا عن العمل للآخرة .