تاريخهم وتاريخنا
مذبحة بيت المقدس على أيدي نصارى الصليبيين


- "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفاً" (متى 10: 34).
- "أما أعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي" (لوقا 19: 27).
هذا ببساطة هو دينهم الذي يدينون به اما عن تاريخهم فحدث ولاحرج.

وتجسدت وحشيتهم وهمجيتهم عندما احتلوا بيت المقدس بعد ما أقام الصليبيون الغزاه امارتي انطاكيه والرها توجهت عيونهم الي بيت المقدس قبلة حملتهم الصليبيه فزحفوا كالثعابين الى المدينه المباركه حتى كانوا على اسوارها فبنوا الابراج و حاولوا جاهدين ان يدخلوا المدينه من فوق الاسوار حتى فعلوا ليشهد التاريخ مذبحه لا تتكرر كثيرا.

يقول فيها ابن الأثير: مَلَك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان وركب الناس السيف ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود فاعتصموا به وقاتلوا فيه ثلاثة أيام و قتـل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعـين ألفا منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان و جاور بذلك الموضع الشريف ...


وقد وصف كثير من المؤرخين الغربيين أحداث المذبحـة التي حدثت في القدس يوم دخول الصليبيين إليهـا و كيف أنهم كانوا يزهون بأنفسهم لأن ركب خيولهم كانت تخوض في دمـاء المسلمين التي سالت في الشوارع و قد كان من وسائل الترفيه لدى الصليبيين أن يشووا أطفال المسلمين كما تشوى النعاج ... يحكي غوستاف لوبون في كتابه الحضارة العربية عن أحد شهود العيان يقول كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا إربا وكانوا يشنقون أناسا كثيرين بحبل واحد بغيـة السرعة وكان قومنا يقبضـون كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث .

ويحكي عن شاهد أخر قوله حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وبروجها فقـد قطعت رؤوس بعضهم فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم وبقرت بطون بعضهم فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار وحرق بعضهم في النـار فكان ذلك بعد عذاب طويل وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا و لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها.
المصدر
مدونة سماحة المسيحية
الكامل في التاريخ لابن الأثير
الحروب الصليبية أمين معلوف