وصية لويس التاسع.. ...هزمتنا بغير جيوش
د / توفيق الواعي
ظل المسلمون محافظين على قوتهم زمنا وما زال هناك نذر يسير يصحو في الشعوب عند الحوادث الجسام شعر به أعداء الإسلام واحتاروا في أمره ولكنهم لم يفقدوا الأمل في حرب المسلمين بوسائل أخرى وطرق متعددة قد نجحت نجاحًا باهرًا أسس لها عن تجربة


ومعاناة "لويس التاسع" ملك فرنسا الذي أنهكته الحروب مع المسلمين حتى وقع أسيرًا وحُبس في دار ابن لقمان بالمنصورة بمصر، وقد فكر في محبسه وخط وثيقة ترسم طريقًا للتغلب على المسلمين بغير حرب و لا نزال فكتب للغرب تلك الوثيقة التي ما زالت محفوظة في دار الوثائق القومية بباريس يقول فيها،إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما باتباع ما يلي:
1- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين.
2- عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح.
3- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
4- الحيلولة دون قيام جيش قوي مؤمن بحق وطنه عليه ويضحِّي في سبيل مبادئه.
5- العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
6- العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد لتصل إلى الغرب.


أدرك الملك الصليبي الذي قاد الحملة الصليبية السابعة على العالم الإسلامي أنه لا يمكن هزيمة المسلمين بالسلاح ولكن بحربهم في عقيدتهم؛ لأنها مكمن القوة فيهم ومنذ ذلك الوقت والمستشرقون والصليبيون يبذرون بذورهم الشيطانية الخبيثة وينشئون قادة الاستعمار الجديد على هذه المفاسد والأحقاد التي صبغوا بها أفعالهم القذرة التي ما برحت محبوسة في صدورهم وتظهر بين الحين والآخر على ألسنتهم.

وهذا " الجنرال اللنبي" يركل قبر صلاح الدين صارخًا فور احتلاله دمشق قائلاً: ها قد عدنا يا صلاح الدين...


وظل الاستعمار يدرس هذه المبادئ والأحقاد الخبيثة ليس لأبنائه فقط وإنما لطليعة من المسلمين تبناهم ليورثهم تلك الثقافة العفنة ويجعلها محور زادهم الفكري الذي يجهرون به في المجتمع والإعلام والمراكز التعليمية، وبلا وازع من ضمير أو حياء من أمتهم ودماء شهدائهم وقادتهم الأخيار الأبرار وبدون أدنى خجل من الله ورسوله يعلنون الفصام النكد بين عقيدتهم مصدر قوتهم وحضارتهم، ويجهرون بفصل الدين عن السياسة وتنحية العقيدة عن الحياة ووصمها بالظلامية والرجعية والإنهزامية وما عرفوا التوحد والعزة والنعمة والكرامة والنصر يومًا إلا بها وعلى يديها.


هذا وقد تكررت وتمركزت تلك النظريات والتعاليم الخبيثة القذرة والأفكار العلمانية الوثنية الظلامية الحاقدة في أرواح العرب والمسلمين وأقامت الحدود والسدود بين ديارهم وشتت شملهم وأغرقتهم في غوغاء الصراعات الأيديولوجية والدموية الجاهلية التي ما زالت سائدة في المجتمع إلا ما رحم ربك


واليوم يجدر بنا أن نقرأ وصايا ربنا بدلاً من وصايا أعدائنا.


ونتذكر وصية الفاروق عمر رضي الله عنه:
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".


نرجو أن نعي هذا ونفهمه وننفِّذه إن شاء الله آمين.