تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مارأي السادة القراء في تسمية الأيات الإلاـهـية بالكوارث الطبيعية؟

  1. #1

    افتراضي مارأي السادة القراء في تسمية الأيات الإلاـهـية بالكوارث الطبيعية؟

    هكذا رأيت وهكذا قرأت عنوان مقال في هذا المنتدى، الكوارث الطبيعية في التاريخ الإسلامي
    فقط أنبه على أمر يشكل خطرا على عقيدة المسلم وقد أذيع في الأمة بغية التطبيع معه ألا وهو مصطلح (الكوارث الطبيعية ) ونحن نعلم جيدا ياء النسب ماذا تعني؟انهم يريدون بذلك نسبة هذه الحوادث الى الطبيعة لكي يتطبع الناس مع مذهب الطبيعيين الدهريين مع العلم أن هذه الأمور اسمها الحقيقي هو الأيات الإلهية كما في صحيح مسلم في الفتن وأشراط الساعة سترون عشر آيات الخسف والزلازل ووالخ فهذا هو اسمها الحقيقي وفيه ردالأمر ونسبته الى الفاعل الحقيقي وهو الله القادر القوي المتين،لانسبة الأمر الى الطبيعة كما هو مذهب الدهريين قديما والملحدين حديثا فليتنبه لهذا



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: مارأي السادة القراء في تسمية الأيات الإلاـهـية بالكوارث الطبيعية؟

    نفع الله بك .
    قال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة : وكأني بك أيها المسكين تقول : هذا كله من فعل الطبيعة ، وفي الطبيعة عجائب وأسرار ، فلو أراد الله أن يهديك لسألت نفسك بنفسك وقلت : أخبرني عن هذا الطبيعة : أهي ذات قيمة بنفسها لها علم وقدرة على هذه الأفعال العجيبة ، أم ليست كذلك بل عرض وصفة قائمة بالمطبوعة تابعة له محمولة فيه ؟ فإن قالت لك : بل هي ذات قائمة بنفسها لها العلم التام والقدرة والإرادة والحكمة ؛ فقل لها : هذا هو الخالق البارئ المصور فلم تسمينه طبيعة ؟ ويا لله من ذكر الطبائع ومن يرغب فيها فهلا سميته بما سمى به نفسه على ألسن رسله ودخلت في جملة العقلاء والسعداء ؟ فإن هذا الذي وصفت به الطبيعة صفته تعالى .
    وإن قالت لك : بل الطبيعة عرض محمول مفتقر إلى حامل ، وهذا كله فعلها بغير علم منا ، ولا إرادة ولا قدرة ولا شعور أصلاً ، وقد شوهد من آثارها ما شوهد ، فقل لها : هذا ما لا يصدقه ذو عقل سليم ، كيف تصدر هذه الأفعال العجيبة والحِكم الدقيقة التي تعجز عقول العقلاء عن معرفتها وعن القدرة عليها ممن لا عقل له ولا قدرة ولا حكمة ولا شعور ؟ وهل التصديق بمثل هذا إلا دخول في سلك المجانين والمبرسمين ؟ ثم قل لها بعد : ولو ثبت لك ما ادعيت فمعلوم أن مثل هذه الصفة ليست بخالقة لنفسها ، ولا مبدعة لذاتها ، فمن ربها ومبدعها وخالقها ؟ ومن طبعها وجعلها تفعل ذلك ؟ فهي إذاً من أدل الدلائل على بارئها وفاطرها ، وكمال قدرته وعلمه وحكمته ، فلم يُجْدِ عليك تعطيلك رب العالم وجحدك لصفاته وأفعاله إلا مخالفتك العقل والفطرة ، ولو حاكمناك إلى الطبيعة لرأيناك أنك خارج عن موجبها ، فلا أنت مع موجب العقل ولا الفطرة ولا الطبيعة ولا الإنسانية أصلاً وكفى بذلك جهلاً وضلالاً .
    على أنك لو تأملت قولك : ( طبيعة ) ومعنى هذه اللفظة ؛ لدلَّك على الخالق البارئ لفظها كما دل العقول عليه معناها ؛ لأن طبيعة فعيلة بمعنى مفعولة ، أي مطبوعة ولا يحتمل غير هذا البتة ، لأنها على بناء الغرائز التي ركبت في الجسم ووضعت فيه كالسجية والغريزة والبحيرة والسليقة والطبيعة ، فهي التي طبع عليها الحيوان ، وطبعت فيه التي طبع عليها الحيوان ، وطبعت فيه ، ومعلوم أن طبيعة من غير طابع لها محال ، فقد دل لفظ الطبيعة على البارئ تعالى ، كما دل معناها عليه ، والمسلمون يقولون : إن الطبيعة خلق من خلق الله مسخر مربوب ، وهي سنته في خليقته التي أجراها عليه ، ثم إنه يتصرف فيها كيف يشاء وكما شاء ، فيسلبها تأثيرها إذا أراد ، ويقلب تأثيرها إلى ضده إذا شاء ليرى عباده أنه وحده الخالق البارى المصور ، وأنه يخلق ما يشاء كما يشاء : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وأن الطبيعة التي انتهى نظر الخفافيش إليها إنما هي خلق من خلقه بمنزلة سائر مخلوقاته ، فكيف يحسن بمن له حظ من إنسانية أو عقل أن ينسى من طبعها وخلقها ، ويحيل الصنع والإبداع عليها ؟ ولم يزل الله سبحانه يسلبها قوتها ويحيلها ويقلبها إلى ضد ما جعلت له حتى يرى عباده أنها خلقه وصنعه مسخرة بأمره : { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} انتهى .

    ومثل هذا كقوله تعالى : وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم .
    لا يتعظون ، بل ينسبون هذا إلى الطبيعة .
    وينظر معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •