الحمــد للـــه رب العالـمـيـــن


سئل البوشنجي عن التوبة فقال: إذا ذكرت الذنب ثم لا تجد حلاوته عند ذكره فهو التوبة وقال ذو النون حقيقة التوبة أن تضيق عليك الأرض بما رحبت حتى لا يكون لك قرار ثم تضيق عليك نفسك كما أخبر الله تعالى في كتابه بقوله:


{وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا} [التوبة: 118]




قال ابن عطاء التوبة توبتان: توبه الإنابة وتوبة الاستجابة فتوبة الإنابة أن يتوب العبد خوفا من عقوبته وتوبة الاستجابة أن يتوب حياء من كرمه. وقيل لأبي حفص: لم يبغض التائب الدنيا؟ قال لأنها دار باشر فيها الذنوب فقيل له أيضا هي دار أكرمه الله فيها بالتوبة فقال: إنه من الذنب على يقين ومن قبول توبته على خطر.


وقال حاتم الأصم لا تغتر بموضع صالح فلا في مكان أصلح من الجنة فلقي آدم عليه السلام فيها ما لقي ولا تغتر بكثرة العبادة فإن إبليس بعد طول تعبده لقي ما لقي ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام كان يحسن اسم الله الأعظم فانظر ماذا لقي ولا تغتر برؤية الصالحين فلا شخص أكبر قدرا من المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أقاربه أو أعداؤه




قال شقيق: تعرف تقوى الرجل في ثلاثة أشياء: في أخذه ومنعه وكلامه.




قال ابن الجلاء من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله عز وجل فهو موحد لا يرى إلا واحدا.




قال يحيي بن معاذ: انظر أنسك بالخلوة أو أنسك معه في الخلوة , فإن كان أنسك بالخلوة ذهب أنسك إذا خرجت منها , وإن كان أنسك به في الخلوة استوت لك الأماكن في الصحارى والبراري.




قال يحيي بن معاذ: من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء وقيل: من دق في الدين نظره جل في القيامة خطره




يستدل على تقوى الرجل بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل وحسن الرضا فيما قد نال وحسن الصبر على ما قد فات.