تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العبيديون أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي العبيديون أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون !

    قال الإمام أبو شامة في كتاب الروضتين في أخبار النورية والصلاحية
    1 / 215 :
    ولما خطب بالديار المصرية لبني العباس ومات العاضد انقرضت تلك الدولة، وزالت عن الإسلام بمصر بانقراضها الذلة. واستولى على مصر صلاح الدّين وأهله ونوابه، وكلُّهم من قَبِل نور الدين رحمه الله ، هم أمراؤه وخدمه وأصحابه. وفيهم يقُول العرقلة:
    أصبح الملك بعد آل عليّ ... مشرقا بالملوك من آل شاذي
    وغدا الشرق يحسد الغرب للقو ... م، ومصرُ تزهو على بغداذ
    ما حوَوْها إلا بحزم وعزم ... وصليل الفولاذ في الفولاذ
    لا كفرعون والعزيز ومن كا ... ن بها كالخصيب والأستاذ
    يعني بالأستاذ كافور الإخشيد. وقوله: بعد آل علي، يعني بذلك بني عبيد المستخلفين بها، أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون ، فملكوا البلاد ، وقهروا العباد. وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا، بل المعروف أنهم بنو عبيد.
    وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي، وقيل :كان والد عبيد هذا يهودياً من أهل سَلَمْية من بلاد الشام، وكان حدادا؛ وعبيد هذا كان اسمه سعيداً، فلما دخل المغرب تسمى بعبيد الله، وزعم أنه علويّ فاطميّ، وادعى نسباً ليس بصحيح، لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية، بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه ، وهو ما قدمنا ذكره. ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بالمهدي، وبني المهدية بالمغرب ونسبت إليه. وكان زنديقاً خبيثاً عدوًّا للإسلام، متظاهراً بالتشيع متستراً به، حريصاً على إزالة الملّة الإسلامية؛ قتل من الفقهاء والمحدثين والصالحين جماعة كثيرة، وكان قصده إعدامهم من الوجود، لتبقى العالم كالبهائم، فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون. ونشأت ذريّته على ذلك منطوين ، يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسرُّوه، والدعاة لهم منبثون في البلاد، يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد. وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها، وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين إلى سنة سبع وستين وخمسمائة.
    وفي أيامهم كثرت الرّافضة واستحكم أمرهم ، ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم، وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدَّرَزْيّة؛ والحشيشية نوع منهم. وتمكن دعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم. وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة، إلى أن منَّ الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل صلاح الدين، فاستردّوا البلاد، وأزالوا هذه الدولة عن رقاب العباد.
    وكانوا أربعة عشر مستخلفاً، ثلاثة منهم بإفريقية ، وهم الملقبون بالمهدي والقائم والمنصور، وأحد عشر بمصر وهم الملقبون بالمعزّ، والعزيز، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر، والحافظ، والفائز، والعاضد؛ يدعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي، حتى أشتهر لهم ذلك بين العوام ، فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية، وإنما هي الدَّولة اليهودية أو المجوسية الباطنية الملحدة. ومن قحتهم أنهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك على المنابر، ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها.
    وخطب عبدهم جوهر، الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة المعزية، بنفسه خطبة طويلة قال فيها: " اللهم صلّ على عبدك ووليك، ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية، معدّ أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين، كما صليت على آبائه الطاهرين، وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين " .
    كذب عدوّ الله اللعين، فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ، ولا في ذريته الباقين، والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل، رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول.
    وقد بيّن نسبهم هذا، وأوضح محالهم وماكانوا عليه من التمويه وعداوة الإسلام جماعة من سلف من الأئمة والعلماء، وكل متورع منهم لايسميهم إلا بني عبيد الأدعياء، أي يدعوّن من النسب بما ليس لهم. ورحمة الله على القاضي أبي بكر محمد بن الطيب، فإنه كشف في أول كتابه، المسمى بكشف أسرار الباطنية ، عن بطلان نسب هؤلاء إلى علي رضي الله عنه ، وأن القدّاح الذي انتسبوا إليه دَعيُّ من الأدعياء، ممخرق كذاب ، وهو أَضَلَّ دعاة القرامطة لعنهم الله.
    وأما القاضي عبد الجبار البصري، فإنه استقصى الكلام في أصولها وبينها بياناً شافياً في آخر كتاب تثبيت النبوة له. وقد نقلت كلامهما في ذلك وكلام غيرهما في مختصر تاريخ دمشق في ترجمة عبد الرحيم بن إلياس، وهو من تلك الطائفة الذين هم بئس الناس. وهذان إمامان كبيران من أئمة أصول دين الإسلام.
    وأظهر عبد الجبار القاضي في كتابه بعض ما فعلوه من المنكرات والكفريات التي يقف الشَّعر عند سماعها، ولكن لابد من ذكر شئ من ذلك تنفيرا لِمَن لعله يعتقد إمامتهم، وخفي عنه محالهم، ولم يعلم قحتهم ومكابرتهم، وليعذر من أزال دولتهم، وأمات بدعتهم، وقلل عدّتهم، وأفنى أمتهم، وأطفأ جمرتهم.

    ذكر عبد الجبار القاضي أن الملقب بالمهدي، لعنه الله، كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل؛ وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرُشهم؛ وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين؛ وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال. وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم، فيقولون لبعضهم: " هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه " . ويقولون: " هو رسول الله، صلى الله عليه وسلم وحجة الله " . ويقولون لطائفة أُخرى: " هو الله الخالق الرازق. لاإله إلا الله وحده لاشريك له " تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا " .
    ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه، وزاد شرّه على شر أبيه أضعافاً مضاعفة، وجاهر بشتم الأنبياء، فكان ينادي في أسواق المهدية وغيرها: " العنوا عائشة وبَعْلَها، العنوا الغار ومن حوى " . اللهم صل على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين، والعن هؤلاء الكفرة الملحدين، وارحم من أزالهم وكان سبب قلعهم ، ومن جرى على يديه تفريق جمعهم ؛ وأصلهم سعيراً، ولَقِّهم ثبوراً، وأسكنهم النار جميعا، واجعلهم ممن قلت فيهم: (الَّذين ضَلّ سَعْيُهم في الحَيْاة الدُّنيا وَهُمْ يَحْسَبون أَنَّهم يُحْسِنُون صُنعاً).
    وبعث إلى أبي طاهر القرمطي المقيم بالبحرين، وحثه على قتل المسلمين وإحراق المساجد والمصاحف.
    وقام بعده ابنه المسمى بالمنصور فقتل أبا يزيد مخلداً الذي خرج على أبيه ينكر عليه قبيح فعله المقدم ذكره، وسلخه وصلبه، واشتغل بأهل الجبال يقتلهم ويشردهم، خوفاً من أن يثور عليه ثائر مثل أبي يزيد.
    وقام بعده ابنه الملقب بالمعز، فبعث دعاته فكانوا يقولون: هو المهدي الذي يملك الأرض، وهو الشمس التي تطلع من مغربها. وكان يسره ما ينزل بالمسلمين من المصائب من أخذ الروّم بلادهم، واحتجب عن الناس أياماُ ثم ظهر وأوْهم أن الله رفعه إليه، وأنه كان غائباً في السماء، وأخبر الناس بأشياء صدرت منهم كان ينقلها إليه جواسيس له، فأمتلأت قلوب العامة والجهال منه. وهذا أول خلفائهم بمصر، وهو الذي تنسب إليه القاهرة المعزيّة. واستدعى بفقيه الشام أبي بكر محمد بن أحمد بن سهل الرّملي، ويعرف بابن النابلسي؛ فحمُل إليه في قفص خشب، فأمر بسلخه، فسلخ حيا، وحشى جلده تبنا وصلب، رحمه الله تعالى. قال أبو ذر الهروي سمعت أبا الحسن الدار قطني يذكره ويبكي، ويقول: كان يقول وهو يسلخ: (كَاَنَ ذَلِكَ فِي الكِتِابِ مَسْطُوراً).
    قلت: وفي أيام الملقب بالحاكم منهم أمر بكتب سبّ الصحابة رضي الله عنهم على حيطان الجوامع، والقياسر والشوارع، والطرقات؛ وكتب السجلات إلى سائر الأعمال بالسبّ، ثم أمر بقلع ذلك؛ وأنا رأيته مقلوعاً في بعض أبواب دمشق في الأمكنة العليا منقوراً في الحجر، ودلّني أول الكلام وآخره على ذلك، ثم جدّد ذلك الباب وأزيل الحجر. وفي أيامه طُوّف بدمشق برجل مغربي ونودي عليه؛ هذا جزاء من يحبّ أبا بكر وعمر، ثم ضربت عنقه. وكان يجري في أيامهم من نحو هذا أشياء مثل قطع لسان أبي القاسم الواسطي، أحد الصالحين، وكان أَذّن ببيت المقدس وقال في أذانه " حيّ على الفلاح " فأُخذ وقطع لسانه. ذكر ذلك وما قبله من قتل المغربي وأبي بكر النابلسي الحافظُ أبو القاسم في تاريخه. وما كانت ولاية هؤلاء الملاعين إلا محنة من الله تعالى، ولهذا طالت مدتهم مع قلة عِدتهم، فإن عدتهم عدة خلفاء بني أمية أربعة عشر، وأولئك بقوا نيّفاً وتسعين سنة وهؤلاء بقوا مائتي سنة وثمانياً وستين سنة؛ فالحمد لله على ما تيسر من هُلكهم وإبادة ملكهم، ورضي الله عمن سعى في ذلك وأزالهم، ورِحم مَنْ بيّن مَخْرقتهم، وكذبهم ومحِالهم.
    وقد كشف أيضاً حالهم الإمام أبو القاسم عبد الرَّحمن بن علي بن نصر الشاشي في كتاب الرَّدِّ على الباطنية، وذكر قبائح ما كانوا عليه من الكفر والمنكرات والفواحش في أيام نزار وما بعده. ووصل الأمر إلى أن وصف بعضهم ما كانوا في قصيدة سماها: الإيضاح عن دعوة القدّاح، أوَّلها:
    حيَّ على مصر إلى خلع الرَّسَنْ ... فثمَّ تعطيل فروض وسنن
    وقال لو وُفّق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين، فإنهم من شر أعداء دين الإسلام، وقد خرجت من حد المنافقين إلى حدّ المجاهرين، لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها، وتعيّن على الكافة فرض جهادها. وضرر هؤلاء أشد على الإسلام وأهله من ضرر الكفار؛ إذ لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية، مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض.
    قلت: ثم إنيّ لم يقنعني هذا من بيان أحوالهم، فأفردت كتاباً لذلك سميته كشف ما كان عليه بنو عبيد، من الكفر والكذب والمكر والكيد، فمن أراد الوقوف على تفاصيل أحوالهم فعليه به، فإني بتوفيق الله تعالى جمعت فيه ماذكره هؤلاء الأئمة المصنفون وغيرهم. ووقفت على كتاب كبير صنفه الشريف الهاشمي رحمه الله، وكان في أيام الملقب بالعزيز ثاني خلفاء مصر، فبين فيه أصولهم أتم بيان، وأوضح كيفية ظهورهم وغلبتهم على البلاد، وتتبع ذكر فضائحهم وما كان يصدر منهم من أنواع الزندقة والفسق والمخرقة، فنقلت منه إلى ما كنت جمعته قطعة كبيرة، وبالله التوفيق.
    وما أحسن ماقال فيهم بعض من مدح بني أيوب بقصيدة منها:
    ألَسْتم مزيلي دولة الكفر من بني ... عبيد بمصر، إن هذا هو الفضل
    زنادقة، شيعية، باطنية ... مجوسُ، ومافي الصالحين لهم أصل
    يُسِرُّون كفراً، يظهرون تشيَّعاً ... ليستتروا شيئاً، وعمهّم الجهل
    أما مافعله هؤلاء من الانتساب إلى عليّ رضوان الله عليه والتستر بالتشيع فقد فعله جماعة القرامطة، وصاحب الزنج الخارج بالبصرة، وغيرهم من المفسدين في الأرض على ماعرف مِنْ سيرهم من وقف على أخبار الناس، وكلهم كذبة في ذلك وإنما غرضهم التقرب إلى العوام والجهال، واستتباعهم لهم، واستجلابهم إلى دعوتهم بذلك البلاء، ويفعل الله مايشاء. ولايغُتر بأبيات الشريف الرضي في ذلك، فقد حصل الجواب عنها في كتاب الكشف بوجوه حسنة، وبالله التوفيق.
    وقد صنف الشريف العابد الدمشقي، رحمه الله، كتاباً في إبطال نسبهم إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وفصل ذلك تفصيلا حسناً، وأطنب في ذكر أخبار إخوانهم من القرامطة، لعنهم الله تعالى.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: العبيديون أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون !

    وقال الذهبي في تاريخ الإسلام 24 / 23 : في ربيع الأوّل مات المهدي عُبَيْد الله صاحب المغرب عن اثنتين وستين سنة. وكانت أيّامه خمساً وعشرين سنة وأشهُراً وقام بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقي إلى سنة أربع وثلاثين .

    وقال القاضي عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الجبّار البصْريّ: اسم جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصريّ. وكان أبوه يهوديّاً حدّاداً بسَلَمّية. زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره يزعمون أنّ سعيداً إنّما هو ابن امرأة الحسين المذكور. وأنّ الحسين ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سجلماسة تسمى بعُبَيد وتكنّى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن. وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكنّاه أبا القاسم، وجعله وليّ عهده. وقتل عُبَيد خلقاً من العساكر والعُلماء، وبثّ دُعاته في الأرض. وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة تزعم أنه المهديّ حقيقة.
    ثم قال الذهبي : قال ابن خلّكان: اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب تاريخ القيروان: هو عُبَيْد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق. وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق. وقيل: هو عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن زين العابدين عليّ بن الحسين. وإنّما سمّى نفسه عُبَيد الله استتاراً. وهذا على قول مَن يصحِّح نَسَبَه. وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ ويقولون: اسمه سعيد ، ولَقَبه عُبَيد الله ، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح. وكان كحّالاً يقدح العين. وقيل: إن عُبَيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسن به ملكها اليسع آخر ملوك بني مدرار وأعلم بأنه الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي بالقيروان فيسجنه فجمع الشيعي جيشاً من كتامة وقصد سلجماسة، فلمّا قُربوا قتله الْيسع في السجن ، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولاً، وخاف أن ينتقض عليه الأمر، وكان عنده رجلٌ من أصحابه يخدمه ، فأخرجه إلى الجُنْد ، وقال: هذا المهديّ. قلت: وهذا قولٌ منكر. بل أخرج عُبَيدَ الله وبايَع النّاس له ، وسلّم إليه الأمر ، ثمّ ندم ، ووقعت الوحشة بينهما كما قدَّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب. آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه ، ودانت له المغرب ، وبنى مدينة المهديّة ، والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •