صبح الشام القريب

طال ليل الشام واسود جانبه, واجتمع على أهلها ظلم النصيرية الحاقدين, وتخاذل العرب والمسلمين, وظلم ذوي القربى الجاهلين, واختلاف كلمة بعض المجاهدين, هذا والشتاء قادم, والثلج بعمامته البيضاء آت, والجوع هو الأصل, والخوف هو اللباس الذي لبسه أكثر الناس, هذه هي الصورة بلا تزويق, وهذا هو الحال بلا تنميق, لكن الذي يثلج الصدور, ويبعد عن النفوس مرضي اليأس والنفور أمران:
الأول: وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر والتمكين ولو بعد حين, وبشرى رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم باجتماع الطائفة المنصورة في الشام آخر الزمان, وهو الزمان الذي نحن فيه, والله تعالى أعلم .
الآخر: ما يجده المرء اليوم من صبر أهل الشام وثباتهم,وإصراره على الانتصار في سياق تاريخي نادر الحدوث في دنيا الناس اليوم, وتقديمهم تضحيات في النفوس والأموال قل نظيرها في أهل هذا الزمان, ولم نسمع منهم ضجراً, ولم نشاهد منهم مللاً, ولم نحس منهم خوفاً, ولم نر منهم ضعفاً, فلا أرى هذا إلا خصيصة لأهل الشام خصوا بها من دون الناس, وكرامة أكرمهم الله تعالى بها بلا امتراء ولا التباس, فلله درهم ما أجمل صنيعهم, وما أقوى ثباتهم, وما أحسن رسوخهم, وهم بهذا صاروا أهلاً للنصر, ومحلاً للفخر, ولأهل الباطل غيظ وقهر, فاللهم زدهم ثباتاً,وأنزل عليهم الطمأنينة وبرد اليقين, وخذ بنواصيهم للبر والتقوى, ووفقهم لما تحبه لهم وترضى, وأرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه, وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.
وارزقنا يا مولانا صلاة طيبة في مسجد دمشق الجامع,والاستمت ع بعبقه التاريخي الماتع, وسط تكبيرات الصالحين, ودموع المخبتين, وعواطف المشتاقين, واجتماع المؤمنين, آمين.