لنا في حال سوريا مواعظ
ففي سوريا بدأت المظاهرات بالمطالبة بالحرية وبدأ الرد بالطائرات والدبابات وسالت برك الدماء ، واستمرت المظاهرات وابتكرت لها المسميات ، مرة على سبيل المثال والتوضيح وليس نقلاً بالحرف الصحيح جمعة تحديد المصير ، ثم جمعة ا...لكرامة ثم جمعة الشهيد فلان ، ثم جمعة أين أحرار العالم ،وتوالت الجمعات وكثرت المظاهرات وعلت الأصوات وإمتلأت الشوارع بالهتافات ، ولكن لم يدفع ذلك زخات الرصاص ولم يغطي حتى على أصوات الطائرات ، وملئت السجون والمعتقلات بأهل العفة والعفيفات ، ووداعاً لأغشية البكارى للعذارى، وفرح العلويون والدروز والنصارى ، ذبح الأطفال وبقرت بطون النساء وإغتصبت البنات أمام الأباء ، وكثرت الجثث حتى لم يوجد لها إيواء ، ولم تتحرك أمريكا ومن معها وكيف تتحرك وبشار هو الموكل وأمريكا الوكيل ، أما الإستغاثة بحكام العرب فهى كتكرار لمشهد الإستغاثة بالأموات ،وإستمرت المظاهرات والناس بين مشرد وأسير وآخر قد مات ثم خرجت صيحات جديدة بعد فقدان الثقة في كل الأيادي التي إنتظر الناس أن يروها ممدودة إنها صيحة التوحيد ( ما لنا غيرك يا الله ) ثم بدأ التغيير الحقيقة من الإستكانة وتسول النصر إلى المبادرة بانتزاعه نزعاً وبدأ أهل السنة بحمل السلاح وجاء الجهاد مبشرا لا يضل من إتخذني طريقاً ، ولا يذل من إنتهجني سلوكا ، أنا فريضة العز ، وبدأت تتحرر مدن من أيدي النظام العلوي الكافر ، وفتح الله عليهم وجاء الفرج ، وحقاً إن ثمن الإستكانة أكبر من ثمن الجهاد ، وبدأت أيادي الأبطال تقطع أوصال جنود بشار ، والآن أكثر أراضي سوريا تحت قبضة المجاهدين وصدق ربي : (( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )) . قال السعدي : أي: لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى، وإظهار دينه { ولكن الله ذو فضل على العالمين } حيث شرع لهم الجهاد الذي فيه سعادتهم والمدافعة عنهم ومكنهم من الأرض بأسباب يعلمونها، وأسباب لا يعلمونهاأ.هـ.
فمن كان في مثل حالهم فليتعظ بأحوالهم .
محمد ثروت