تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 62

الموضوع: ما هو حد العبادة ؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    كلّ من سجد لغير الله لأي غرض من الأغراض فهو عابد لغير الله مشرك إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان
    الخلاف ليس في هذا اخي الكريم

    و انما الخلاف في قولك

    [quote=أبو محمد المأربي;840525]
    ( فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا )


    فهذا عابد لغير الله بسجوده للصنم لحاجة وغرض يريده و لم يكن سجوده تعظيما و محبة للصنم
    فلا يشترط في صرف العبادة لغير الله محبة المعبود و تعظيمه .


  2. #22

    افتراضي

    أخي الكريم:
    كلامي في المشاركات واضح لا لبس فيه!
    أقول:من صرف شيئا من عبادة الله لغيره فقد عظّمه واستكان له بهذا الفعل الشركي! ولعلّك ممن لا يفرّق بين قاعدة الاشتراط البدعية، وبين قاعدة التعليل السنّية في مثل هذه المباحث.
    وفرقٌ ظاهر بين القول: هذا الفعل يتضمّن التعظيم..، وبين القول: لا يكون شركا ولا عبادةً حتى يوجد التعظيم ونحوه.



  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    قصد الفعل الصريح أو الظاهر قصد للمعنى الذي
    تصمّنه الفعل


    بارك الله فيك اخي الكريم

  4. #24

    افتراضي

    وفيك بارك أخي الفاضل
    وفّقني الله وإياك لما فيه الخير والصلاح

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
    فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا


    نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه


    قال الله ( {وَمَنِ النَّاسِ مِنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ})
    قال مجاهد وقتادة (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} مِنَ الْكُفَّارِ لِأَوْثَانِهِمْ ")
    قال الطبري
    (قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَنِ النَّاسِ مِنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} قَالَ " هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ أَنْدَادُهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي عَبَدُوا مَعَ اللَّهِ يُحِبُّونَهُمْ كَمَا يُحِبُّ الَّذِينَ آمَنُوا اللَّهَ
    {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} مِنْ حُبِّهِمْ هُمْ آلِهَتَهُمْ )) انتهى
    ومنهم من فسر الأنداد بالسادة والآية عامة شاملة لكل ذلك
    وقال الله عزوجل
    (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
    فعلى قراءتها بالرفع لا اشكال أن المودة حاصلة بين المشركين وأوثانهم المعبودة
    أما قراءتها بالنصب أو التنوين فمعناه أنهم جعلوا الأوثان يتحابون عليها وعلى عبادتها في الدنيا
    وهذه المحبة ستنقلب الى عداوةفي الآخرة
    فكانت تلك الأوثان سببا في حصول التواد والمحبة بين عبادها
    ومن باب أولى يكون الذي سبب لهم هذه المحبة بينهم أعظم مودة في قلوبهم وأشد حبا

    وأيضا في قوله عزوجل
    {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الْمَوَدَّاتُ الَّتِي كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ .)انتهى
    وأصل ذلك أن المشرك متبع لهواه , وكل هوى فهو محبوب لنفس صاحبه مرغوب فيه.


  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    فهمت من كلام الاخ في الاول
    ان الدافع لعبادة غير الله عز وجل هو محبة المعبود مع تعظيمه و الذل له
    فاستدركت ان العبادة قد تقع بغير هذا الدافع كحب مال و رياسة و ما شابه ذلك
    فاجاب بان نفس العبادة التي صرفت للمعبود في هذه الحالة متضمنة للتعظيم و الخضوع
    فزال بحمد الله ما استشكلته من كلام الاخ

    فوددت التنبيه على ان بعض الكتاب المعاصرين يشترط في الحكم على العمل انه عبادة صرفت لغير الله ما يشترط في العبادة الصحيحة المقبولة عند الله

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    فاستدركت ان العبادة قد تقع بغير هذا الدافع كحب مال و رياسة و ما شابه ذلك
    وهذا الذي قصدت استدراكه عليك , أي نفي المحبة المصاحبة للعبادة
    وتبين بالآيات السابقة أنه لا بد أن توجد بين العابد والمعبود محبة , وعلى قدر تعلقه بمعبوده واجتهاده في عبادته واخلاصه في تحنته تكون محبته له
    وهذه هي العلائق -الأسباب-التي ستتقطع يوم القيامة , كما جاء في الآية
    وتنقلب الى عداوة , بعد ان كانت خلة , الا ما كان بين الأخلاء المتقين , فانها دائمة متصلة لاتصالها بمحبة رب العالمين .

    نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه
    اذا عبد الصنم لأجل المال أو الدنيا , صار المعبود هو الغاية الكبرى أي المال , والصنم هو وسيلته
    فهو عبد الدينار والدرهم
    وهذا المال محبوب لديه ففي سبيله عبد الصنم
    فآب الأمر في الأخير الى المحبة , وهي أصل كل عبادة

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    البحث في مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة، ويكون صارفه لغير الله كالزوج والسيد مشركا كما في سؤال صاحب الموضوع فراجعه إن شئت.
    وما ذكرتُه في المشاركة القصيرة ونحوه هو الذي ينفع السائل في جواب استشكاله الذي ذكر في تقديري.
    أما التذلل لله محبّة وتعظيما فهذا شأن كلّ عابدٍ لمعبوده، فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا، ولو كان شتما ونقصا في حكم الشارع الحكيم؟
    والدّين المشترك: هو الخضوع لله بما أمرتْ به الرّسل والأنبياء
    لا ما يقتضيه إطلاقك الأوّل.
    والمقصود: أنّ من أنشأ من نفسه فعلا يعظّم به الله قاصدًا التقرّب به إليه فليس بعابدٍ شرعا، رغم كونه عبادةً لله لغة!!
    أما المحبة والتعظيم القلبي فلا ندير عليه حكما في الأحكام الدنيوية! وأخانا السائل: يطلب منك فرقا ظاهراً بين الخضوع الكفري الشركي، وبين الخضوع التوحيدي الإيماني، وضرب لك مثالين في خضوع الزوجة لزوجها والعبد لسيّده؛ فاللازم أن نعطيه فارقا بينهما وهو ما ذكرتُه.
    أما شرائع الأنبياء والرسل فهي متفقة في أصل التوحيد ودعوة الخلائق إلى
    عبادة الله وحده - دين الأنبياء جميعا - وتختلف في الفروع المؤدية إلى الأصل والخادمة له من أنواع العبادات التي يتقرّب بها إلى الله!ولا يأتي في شريعة من الشرائع الأمر بعبادة غير الله والإشراك به
    قولك اخى الكريم-البحث في مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة- هو كما قال المحققين من علماء التوحيد-
    من عرفها بالحب مع الخضوع، فلأن الحب التام، مع الذل التام، يتضمن طاعة المحبوب، والانقياد له؛ فالعبد، هو الذي ذلـه الحب، والخضوع لمحبوبه، فبحسب محبة العبد لربه، تكون طاعته، فمحبة العبد لربه، وذله له يتضمن عبادته وحده لا شريك له؛ والعبادة المأمور بها، تتضمن معنى الذل، ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله، بغاية المحبة له؛
    كما قال ابن القيم رحمه الله سابقا
    فعرف العبادة: بتوحيد المحبة، مع خضوع القلب، والجوارح؛
    فمن أحب شيئاً، وخضع له، فقد تعبد قلبه له،
    فلا تكون المحبة المنفردة، عن الخضوع عبادة
    ،
    ولا الخضوع بلا محبة عبادة؛
    فالمحبة والخضوع
    :
    ركنان للعبادة
    ، فلا يكون أحدهما عبادة بدون الآخر،
    فمن خضع لإنسان مع بغضه له، لم يكن عابداً له
    ؛
    ولو أحب شيئاً، ولم يخضع له، لم يكن عابداً له؛
    كما يحب ولده، وصديقه؛---------اما قولك-
    ويكون صارفه لغير الله كالزوج والسيد مشركا - نقول ضابط الشرك الاكبر هو ما وضحه علماء التوحيد كما بيناه فى الفقرات السابقة بالضوابط والقيود الموجودة فى شروح كتاب التوحيد وقد عرف العلماء الشرك الاكبر بأنه صرف العبادة لغير الله هذا هو حد الشرك الاكبر ولنضرب مثلا اخى الكريم بما ذكرته فى مشاركتك السابقة بقولك-الزوجة إذا صرفت لزوجها خصلة من تلك الخصال الخاصّة بالله كالسجود والذبح... فهي عابدة لزوجها مشركة به. -هذا الكلام يحتاج الى تفصيل-نقول قد تسجد المرأة لزوجها سجود تحية كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه -فهذا سجود تحيه وهو ما فعله معاذ رضى الله عنه حينما سجد للنبى صلى الله عليه وسلم- اما السجود الثانى فهو سجود العبادة -وما الخضوع ايضا فهو منقسم الى خضوع الجوارح وخضوع القلب والسجود يدخل فى النوع الاول وهو خضوع الجوارح وهذان النوعان اي خضوع الجوارح وخضوع القلب ينقسمان الى خضوع عبادة وخضوع ليس بعبادة فرجع الامر الى التقسيمات والضوابط والقيود التى تبين خضوع العبادة وسجود العبادة من غيره --وكذلك الذبح فإن لم يقصد بالذبيحة التقرب إلى الله جل وعلا ولا التقرب لغيره، وإنما ذبحها لأجل أضياف عنده أو لأجل أن يأكلها؛ يعني ذبحها لقصد اللحم لم يقصد بها التقرب فهذا جائز وهو من المأذون فيه؛ لأن الذبح فيه لا يُشترط فيه أن ينوي الذابح التقرب بالذبيحة إلى الله جل وعلا.وعلى هذا لو ذبحت لزوجها لقصد الاكل لم يكن شركا-

    ---------- فبهذة الضوابط تتضح الفوارق بين ما يصل الى حد الشرك الاكبر او بمعنى آخر الى ما يصل الى حد العبادة وما لا يصل الى حد العبادة-اما التعريفات التى ذكرها اخى الكريم ابو محمد المأربى لابن مفلح والاصفهانى والرازى هو تعريف صحيح للعبادة فالعبادة لها تعريفات متعددة عند اهل كل فن من العلوم المتعددة فلعلماء اللغه-العبادة في اللغة، فهي: من الذل؛ يقال؛ بعير معبد، أي: مذلل، وطريق معبد، إذ كان مذللاً، وقد وطأته الأقدام ويعرفها علماء اصول الفقه بتعريف آخر- هي: ما أمر به شرعاً، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي؛ ويعرفها شيخ الاسلام-هي اسم جامع، لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة، والظاهرة -ومنهم من يجمع بين التعريف اللغوى والشرعى كتعريف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى-ومنهم من يعرفها بالمعنى العام للعبادة كما فى تعريف ابن القيم -ومنهم من يعرفها بمعنى المتعبد به-كما فى تعريف الفقهاء والاصوليين وكذلك تعريف شيخ الاسلام -فتعريف العبادة متنوع وكله صحيح ولكن لابد من التفرقة فى الاعتبارات كما وضحنا فى التنوع--------------- اما قولكوالمقصود: أنّ من أنشأ من نفسه فعلا يعظّم به الله قاصدًا التقرّب به إليه فليس بعابدٍ شرعا، رغم كونه عبادةً لله لغة!! --------------- يقول الشيخ صالح ال الشيخ موضحا كلام لشيخ الاسلام فى اقتضاء الصراط المستقيم-ومن الناس من يعمل ذاك ويؤجر على ما قام في قلبه من محبة النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ----والجواب وقوله أن هناك من يفعل ذاك ويؤجر لا يؤجر بإطلاق إنما يؤجر على ما قام في قلبه من المحبة، والله جل وعلا يقيم الوزن القسط والملائكة تكتب كل شيء، فيكون هذا معنى كلام شيخ الإسلام فيكون من فعل ذلك الفعل يكون مأجورا من جهة وهي جهة المحبة؛ لأن الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا؛ ولكنه مأزور من جهة الفعل ففعله بدعة ويُذم عليه لأجل أنه ابتدع، أما أصل المحبة فهذا أمر لم يعمله بابتداع وإنما الذي حصل بابتداع يذم عليه.
    فلهذا شيخ الإسلام في كلمته كان دقيقا وهو أنه يقول إن وزن الأعمال عند الله جل وعلا يكون بأن يكون لك ما تعمل من الصالح وعليك ما تعمل من الوزر، فالذي قام في قلبه الخير يؤجر عليه؛ لكن يأثم على العمل الذي ابتدعه، والبدعة كما هو معلوم في كلام أهل العلم أشد من جنس المعاصي؛ يعني الكبائر لم؟ لأن الكبائر كبائر الذنوب والشهوات؛ لأن هذه يعملها المرء وهو يعلم أنه عاصٍ؛ لكنه عاص لكن صاحب البدعة يظل يعمل ويعمل وهو يظن أنه مطيع لله جل وعلا ولرسوله فيكون قد أحدث أمرا في الدين والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    هناك انقسام من جهة العمل ومن جهة ما يقوم بالقلب، فما قام بالقلب من أصل المحبة هذا له حكم سائر أجناسه من العمل ،من جهة الأجر عليه في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية،أما ما قام في القلب من أنواع تحسين البدع، واعتقاد الصواب في خلاف السنة، والعمل الخارجي بالاحتفالات ونحوها، وهذا يكون بدعة ضلالة لأنه محدث في الدين ولأنه منطبق عليه حد البدعة.اهــ فشرط قبول الاعمال ان تكون خالصا صوابا -فقد يكون العمل خالصا كما ذكر شيخ الاسلام فى المحبة وهو موضع الشاهد ولكن العمل يكون خلاف السنه فيؤجر العبد على بعض العمل ويذم على بعضه---- هذا هو التفصيل فى هذه المسألة--- اما قولك--وأخانا السائل: يطلب منك فرقا ظاهراً بين الخضوع الكفري الشركي،وبين الخضوع التوحيدي الإيماني- الاجابة- الفارق الظاهر- فىالخضوع الكفري الشركي يكون بفعل الشرك الاكبر الظاهر الدال على الخضوع فى الباطن لغير الله وهذا قد بيناه بضوابطه مسبقا --وفى الخضوع الايمانى يكون بفعل الطاعة الدالة على الخضوع لله لان اعمال الجوارح تابعة لاعمال القلوب
    وقد تتخلف الدلالة على الباطن اذا كان يوجد اسباب اخر كما فى افعال المنافقين للاختلاف بين الظاهر والباطن والذى سببه النفاق---- فرجع الامر كله الى تحرير المسائل بالضوابط والقيود والفروق التى وضحها العلماء فى شروح كتاب التوحيد فإن فيها الجواب الكافى وقد نقلنا بعضه سابقا

  9. #29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هذا الكلام يحتاج الى تفصيل-نقول قد تسجد المرأة لزوجها سجود تحية كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه -فهذا سجود تحيه وهو ما فعله معاذ رضى الله عنه حينما سجد للنبى صلى الله عليه وسلم- اما السجود الثانى فهو سجود العبادة ..
    بارك الله فيك أخي الفاضل
    - السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.
    - وأيضا أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل وغيره من الصحابة لم يسجدوا للنبي عليه السلام أصلا وما روي في ذلك فهو من مناكير الضعفاء عند النقاد الكبار.
    - الضابط فيما يكون شركا أكبر فهو: أن كلّ ما ثبت أنه من خصائص الإلهية فصرفه لغير الله شرك أكبر. هذا هو الضابط

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    السجود هو فعل يدل على تمام الخضوع , فانه وضع أعلى ما في الجسد وأشرفه على أخفض موضع ممكن وهو الأرض
    والسجود الذي كان من الملائكة هو سجود تحية لآدم عليه السلام وتكريم
    وكذلك السجود ليوسف عليه السلام انما كان جائزا في شرعهم باذن من الله تعالى
    والملائكة حين سجدوا لآدم كان ذلك امتثالا لأمر الله , فهم حققوا العبودية بهذه الطاعة المطلقة , لذلك لما خافهم ابليس وعصى أمر ربه استحق الذلة والهوان والعذاب مخلدا فيه أبد الآبدين
    ومن هذا الباب ما جاء في الحديث , (لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرَتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)
    فهذا لا ينبغي في الشريعة
    ولكن يصير جائزا مشروعا بأمر النبي عليه السلام واذنه كما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام
    لكن النبي عليه السلام نهى عن مثل هذا السجود لأنه مفضي الى تعظيم الزوج والتذلل له وسدا لذريعة الشرك , وليس فيه معنى التحية والاكرام الذي وجد في السجود لأدم ويوسف عليهما السلام

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    - السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.

    - الضابط فيما يكون شركا أكبر فهو: أن كلّ ما ثبت أنه من خصائص الإلهية فصرفه لغير الله شرك أكبر. هذا هو الضابط
    الاجابة على كلامك انقلها لك من كلام شيخ الاسلام بن تيمية فى مجموع الفتاوى ليتضح لك الفرق بين سجود العبادة وسجود التحية واذا اردت المزيد من الايضاح فعليك بالرجوع الى مجموع الفتاوى فقد استوى شيخ الاسلام بن تيمية إيضاح هذه المسألة بالتفصيل-ولكن اذكر موضع الشاهد فقط لتتضح المسأله-يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله----- وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع عن السجود له، وهذا تشريف وتكريم له‏.
    وقد قال بعض الأغبياء‏:‏ إن السجود إنما كان للّه وجعل آدم قبلة لهم، يسجدون إليه كما يسجد إلى الكعبة، وليس في هذا تفضيل له عليهم، كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند اللّه، بل حرمة المؤمن عند اللّه أفضل من حرمتها، وقالوا‏:‏ السجود لغير اللّه محرم، بل كفر‏.‏
    والجواب‏:‏ أن السجود كان لآدم بأمر اللّه وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه‏:‏
    أحدها‏:قوله‏:‏ لآدم، ولم يقل‏:‏ إلى آدم‏.وكل حرف له معنى، ومن التمييز في اللسان أن يقال‏:‏ سجدت له، وسجدت إليه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 37‏]‏ وقال ‏{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 15‏]‏‏.‏
    وأجمع المسلمون على أن السجود لغير اللّه محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة، وكان يصلى إلى عنزَة [ ‏العَنَزَة‏:‏ رُمَيْح بين العصا والرُّمح‏]، ولا يقال‏:‏ لعنزة، وإلى عمود وشجرة، ولا يقال‏:‏ لعمود ولا لشجرة، والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده، وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهرًا، كما يولى وجهه إلى بعض



    النواحي إذا أمه، كما قال‏:‏ ‏{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 144‏]‏‏.‏

    والثاني‏:‏ أن آدم لو كان قبلة لم يمتنع إبليس من السجود، أو يزعم أنه خير منه؛ فإن القبلة قد تكون أحجارًا، وليس في ذلك تفضيل لها على المصلين إليها، وقد يصلي الرجل إلى عنزة وبعير، وإلى رجل، ولا يتوهم أنه مفضل بذلك، فمن أي شىء فر الشيطان‏؟‏ هذا هو العجب العجيب‏!‏‏!‏
    والثالث‏:‏ أنه لو جعل آدم قبلة في سجدة واحدة لكانت القبلة وبيت المقدس أفضل منه بآلاف كثيرة؛ إذ جعلت قبلة دائمة في جميع أنواع الصلوات، فهذه القصة الطويلة التي قد جعلت علمًا له، ومن أفضل النعم عليه، وجاءت إلى العالم بأن اللّه رفعه بها، وامتن عليه، ليس فيها أكثر من أنه جعله كالكعبة في بعض الأوقات‏!‏‏!‏ مع أن بعض ما أوتيه من الإيمان والعلم، والقرب من الرحمن أفضل بكثير من الكعبة، والكعبة إنما وضعت له ولذريته، أفيجعل من جسيم النعم عليه أو يشبه به في شىء نزرًا قليلًا جدًا‏؟‏‏!‏ هذا ما لا يقوله عاقل‏.‏
    وأما قولهم‏:‏ لا يجوز السجود لغير اللّه، فيقال لهم‏:‏ إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة، تنفي بعمومها جواز السجود لآدم، وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له، والعام لا يعارض ما قابله من الخاص‏.‏
    وثانيها‏: أن السجود لغير اللّه حرام علينا وعلى الملائكة‏.‏ أما الأول فلا دليل وأما الثاني فما الحجة فيه‏؟‏



    ص -360- وثالثها‏:‏ أنه حرام أمر اللّه به، أو حرام لم يأمر به، والثاني حق ولا شفاء فيه، وأما الأول فكيف يمكن أن يحرم بعد أن أمر اللّه تعالى به‏؟‏
    ورابعها‏:‏ أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا، ويقال‏:كانت تحيتهم، فكيف يقال‏:‏
    إن السجود حرام مطلقًا ‏؟‏
    وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه‏.‏ فكيف يقال‏:‏ يلزم من السجود لشىء عبادته‏؟‏ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها‏)ومعلوم أنه لم يقل‏:‏ لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد‏.‏
    وسابعها‏:‏ وفيه التفسير أن يقال‏:‏ أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل‏.‏
    وأما السجود فشريعة من الشرائع؛ إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة للّه وطاعة له، وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم‏. وسجود أخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له‏.‏

    ص -361- ولم يأت أن آدم سجد للملائكة، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا للّه رب العالمين، ولعل ذلك واللّه أعلم بحقائق الأمور لأنهم أشرف الأنواع، وهم صالحو بني آدم ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا للّه رب العالمين، وهم أكفاء بعضهم لبعض، فليس لبعضهم مزية بقدر ما يصلح له السجود، ومن سواهم فقد سجد لهم من الملائكة للأب الأقوم، ومن البهائم للابن الأكرم‏.‏
    وأما قولهم‏:‏ لم يسبق لآدم ما يوجب الإكرام له بالسجود، فلغو من القول، هذى به بعض من اعتزل الجماعة، فإن نعم اللّه تعالى وأياديه وآلاءه على عباده ليست بسبب منهم، ولو كانت بسبب منهم فهو المنعم بذلك السبب، فهو المنعم به ويشكرهم على نعمه، وهو أيضًا باطل على قاعدتهم، لا حاجة لنا إلى بيانه ههنا‏.‏
    وقوله‏:‏ ‏{وَلَهُ يَسْجُدُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 206‏]‏ فإنه إن سلم أنه يفيد الحصر، فالقصد منه واللّه أعلم الفضل بينهم وبين البشر الذين يشركون بربهم ويعبدون غيره، فأخبرهم أن الملائكة لا تعبد غيره، ثم هذا عام وتلك الآية خاصة فيستثنى آدم، ثم يقال‏:‏ السجود على ضربين‏:سجود عبادة محضة، وسجود تشريف‏.‏ فأما الأول‏:فلا يكون إلا للّه، وأما الثاني‏:‏ فلم قلت‏:‏ إنه كذلك‏؟‏ والآية محمولة على الأول توفيقًا بين الدلائل‏.‏ وأما السؤال الثاني، فروى عن بعض الأولين‏:‏ أن الملائكة الذين



    ص -362- سجدوا لآدم ملائكة في الأرض فقط، لا ملائكة السموات‏.‏ ومنهم من يقول‏:‏ ملائكة السموات دون الكَرُوبِيِّين، وانتحى ذلك بعض المتأخرين، واستنكر سجود الأعلين من الملائكة لآدم مع عدم التفاتهم إلى ما سوى اللّه، ورووا في ذلك‏:‏ ‏(‏إن مِن خَلْقِ اللّه خَلْقًا لا يدرون‏:‏ أخُلِقَ آدم أم لا ‏؟‏‏)‏‏.‏
    ونزع بقوله‏:‏ ‏{أَسْتَكْبَرْت َ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 75‏]‏ والعالون هم ملائكة السماء، وملائكة السماء لم يؤمروا بالسجود لآدم، فاعلم أن هذه المقالة أولا ليس معها ما يوجب قبولها، لا مسموع ولا معقول، إلا خواطر وسَوَانِح [ ‏جمع السَّانح، وهو ما يعرض على الإنسان، وأصله‏:‏ من سنح لي الشىء إذا عرض، فإذا كان هذا الشىء طائرًا وخلافه - يعرض من جهة اليمين سمى السانح وكان العرب يتيمنون به، وعكسه البارح‏]، ووساوس مادتها من عرش إبليس، يستفزهم بصوته ليرد عنهم النعمة التي حرص على ردها عن أبيهم قديمًا، أو مقالة قد قالها من يقول الحق والباطل، لكن معنا ما يوجب ردها من وجوه‏:‏
    أحدها‏:‏ أنه خلاف ما عليه العامة من أهل العلم بالكتاب والسنة، وإذا كان لابد من التقليد فتقليدهم أولى‏.‏
    وثانيها‏:‏ أنه خلاف ظاهر الكتاب العزيز، وخلاف نصه، فإن الاسم المجموع المعرف بالألف واللام يوجب استيعاب الجنس، قال تعالى‏:‏ ‏{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 34‏]‏، فسجود الملائكة يقتضى جميع الملائكة، هذا مقتضى اللسان الذي نزل به القرآن، فالعدول عن موجب القول العام إلى الخصوص لابد له من دليل يصلح له، وهو معدوم‏.‏

    ص -363- وثالثها‏:‏ أنه قال‏:‏ ‏{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏}‏ ]‏الحجر‏:‏30‏]‏ فلو لم يكن الاسم الأول يقتضى الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله‏:‏ ‏{أَجْمَعُونَ‏} ‏ توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه‏.‏
    وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال‏:‏ ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون‏.‏ فلعل قوله‏:‏ ‏{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏}‏ جىء به لزعم زاعم يقول‏:‏ إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء‏.‏ ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه، ياليت شعري ‏!‏ لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد اللّه أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال‏:‏ أليس هذا من أبين البيان‏؟‏ -[مجموع الفتاوى]---------------------------انظر اخى الكريم الى ابو محمد المأربى الى قول شيخ الاسلام ابن تيمية- السجود على ضربين‏:سجود عبادة محضة، وسجود تشريف‏ اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان‏؟

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    ‏ فلو لم يكن الاسم الأول يقتضى الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله‏:‏ ‏{أَجْمَعُونَ‏} ‏ توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه‏.‏
    وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال‏:‏ ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون‏.‏ فلعل قوله‏:‏ ‏{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏}‏ جىء به لزعم زاعم يقول‏:‏ إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء‏.‏ ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه، ياليت شعري ‏!‏ لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد اللّه أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال‏:‏ أليس هذا من أبين البيان‏؟‏ -[مجموع الفتاوى]---------------------------انظر اخى الكريم ابو محمد المأربى الى قول شيخ الاسلام ابن تيمية- السجود على ضربين‏:سجود عبادة محضة، وسجود تشريف‏ اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان‏؟- فقولى أخى الكريم قد تسجد المراة سحود تحية -معناه ان هذا السجود ليس بسجود عبادة ولا يفهم من ان هذا النوع من السجود جائز ولكنه غير جائز لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر به لقوله-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (35) .
    وعن قيس بن سعد (36) رضي الله عنه قال: ((أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم (37) فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت على قبري أكنت تسجد له، قال: لا، قال: - فلا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق))--------------------------------------------------- فأنت أخى الكريمتعلقت بكلمة ذكرتها انا للتفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية فقلت قد تسجد المرأة سجود تحية يعنى سجود محرم وليس سجود عبادة والعبارة التى ذكرتها من باب التقسيم وسياق الكلام يدل عليه وكما قسمت الشرك الى اكبر واصغر هو ايضا من هذا الباب فالقصد التفرقة بين انواع السجود لمعرفة ما لا يصلح الا لله وما وهو محرم فى شرعنا وما هو جائز فى شرع من قبلنا اما من جهة التأصيل فى كون السجود منه ما هو كفرومنه ما هو محرمومنه ما هو جائز فى شرع من قبلنا اما فى شرعنا فهو ممنوع على الاطلاق فبهذا التفصيل يزول الاشكال حتى لايكفر ببعض الصور التى لم تصل الى حد صرف العبادة لغير الله ولكن تدخل فيما دون الكفر الاكبر ولا تصل الى الكفر الاكبر الا اذا كان سجود عبادة-فالبتفصيل والتقسيم يزول الاشكال-




    -ولكن ما اردت بيانه فى الفقرات الاولى هو الضوابط والفروق والقيود التى يذكرها اهل العلم لمعرفة الاسماء والاحكام ومعرفة حدود ما أنزل اللهحتى لا تختلط الصور فى بعض وهو ما حدث بالفعلللبعض بسبب عدم تحرير المسائل كما حررها اهل العلم------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------اما كلام الاخ احمد القلى ففى كلام ابن تيمية رحمه الله ما يزيل ما اشتبه منه--------يقول شيخ الاسلام رحمه الله---
    ورابعها‏:‏
    أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا،
    ويقال‏:
    كانت تحيتهم، فكيف يقال‏:‏
    إن السجود حرام مطلقًا ‏؟‏
    وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه‏
    .‏
    فكيف يقال‏:‏
    يلزم من السجود لشىء عبادته‏؟‏
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها‏)
    ومعلوم أنه لم يقل‏:‏ لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد‏.‏

    وسابعها‏:‏
    وفيه التفسير أن يقال
    ‏:‏
    أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل‏.‏

    وأما السجود فشريعة من الشرائع؛
    إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له،
    ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له،
    ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله،

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    فينبغي إخوتى الكرام--------------------------------------------------- أن نفرق بين سجود التحيةوسجود العبادة،،أما سجود التحية فقد كان سائغاً في الشرائع السابقة، ثم صار محرماً على هذه الأمة، فهو معصية لله تعالى،-----------------------------------------------------------------------[ فمن المعلوم أن سجود العبادة القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد، ]----------------------------------------------------------------------------------[ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما وقصده التحية والإكرام فهذه من المحرمات التي دون الشرك،] --------------------------أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك،-----------------------ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر فمثل هذا السجود لا يتأتىإلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي،--------------------[ هذا الكلام مهم جدا لما فيه من الضوابط والتقسيم والتفصيل وهذا هو صنيع العلماء الراسخون فى العلم فى شروحهم لانواع العبادات فى كتب التوحيد--وليس كما يدعى البعض --- أن السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره-------------------------- فهذا الكلام من بعض الاخوة راجع الى عدم تحرير وتصور المسائل فى كتاب التوحيد لشيخ الاسلام وقد وضح هذا الكلام المشتبه -شيخ الاسلام بقوله-
    أما قولهم‏:‏
    لا يجوز السجود لغير اللّه
    ،
    فيقال لهم‏
    :‏
    إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة،
    تنفي بعمومها جواز السجود لآدم،
    وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له
    ،
    والعام لا يعارض ما قابله من الخاص- والقرآن وحتى كلام اهل العلم منه المحكم والمتشابه فيجب رد المتشابه الى المحكم حتى يزول الاشتباه
    -هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ( 7 ) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
    ]----------------------------------------------------------------------------------------------------------- وأرجو أن تكون قد إتضحت المسألة وضوحا لا لبس فيه للأخوة الكرام------------------------------------------------------------------------ وإليكم توضيح ذلك من خلال النصوص التالية:-
    يقول الله تعالى:- وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا[يوسف: 100].
    يقول ابن عطية في معنى السجود: (واختلف في هذا السجود، فقيل: كان كالمعهود عندنا من وضع الوجه بالأرض، وقيل: بل دون ذلك كالركوع البالغ ونحوه، مما كان سيرة تحياتهم للملوك في ذلك الزمان، وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أي هيئة كان فإنما كان تحية لا عبادة، قال قتادة: -هذه كانت تحية الملوك عندهم) (32) .
    ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:(وقد كان سائغاً في شرائعهم، إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصًّا بجناب الرب سبحانه وتعالى، هذا مضمون قول قتادة وغيره – إلى أن قال: - والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم؛ ولهذا خروا له سجداً) (33) .
    ويقول محمد رشيد رضا- عند تفسيره لقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ[البقرة: 34]- : (وهو سجود لا نعرف صفته، ولكن أصول الدين تعلمنا أنه ليس سجود عبادة إذ لا يعبد إلا الله تعالى، والسجود في اللغة التطامن والخضوع والانقياد، وأعظم مظاهره الخرور نحو الأرض للأذقان، ووضع الجبهة على التراب، وكان عند القدماء من تحية الناس للملوك والعظماء، ومنه سجود يعقوب وأولاده ليوسف عليهم السلام) (34) .
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (35) .
    وعن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: ((أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت على قبري أكنت تسجد له، قال: لا، قال: - فلا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق))--أرجو بهذا البيان ان يكون قد إتضح الفرق بين سجود العبادة وسجود التحية- ------------------------------------------------------وأنظر الى قول ابن عطيه رحمه الله الذى ذكرناه سابقا يقول- وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أى هيئة كان فإنما كان سجود تحية لا عبادة---- فنحن والحمد لله لم نأتى ببدع من القول ولكن اتينا بما اجمع عليه العلماء



  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    آخرما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله قبل وفاته وهو في السجن-------
    وَمن سنة الله: أَنه إِذا أراد إِظْهَار دينه، أَقَامَ من يُعَارضهُ، فيحقُّ الحق بكلماته، ويقذفُ بِالْحَقِّ على الْبَاطِل فيدمغه فَإِذا هُوَ زاهق.

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أى هيئة كان فإنما كان سجود تحية لا عبادة---- فنحن والحمد لله لم نأتى ببدع من القول ولكن اتينا بما اجمع عليه العلماء
    نعم بارك الله فيك
    لم يقل أحد أن السجود ليوسف كان عبادة له , وانما هو تحية له
    ولكن قد يقع اللبس من حيث أن السجود مطلقا لا يكون الا لله , وحده لا يشاركه في هذا العمل أحد غيره
    فيمكن أن يحتج أحد ممن يسجد لقبر أو مخلوق على جوازه بالسجود الذي وقع ليوسف وآدم عليهما السلام
    فيقول ان هذا المخلوق يستحق الاكرام والتشريف كما استحقه آدم
    أو أنني لا أقصد بسجودي الا تحيته وتعظيمه كما فعل اخوة يوسف معه
    فبم تدفع هذا القباس الفاسد لهؤلاء ؟
    لو قلت لهم كما قلت هنا أن السجود نوعان , ورحت تفصل لهم الفوارق , لفرحوا بهذه الاجابة
    وما كان قولهم الا أن يقولوا اننا من أصحاب النوع الثاني
    لذلك فقد حرم الله تعالى الشرك , وقطع كل طريق ولو ضيق يؤدي اليه
    وسد كل ذريعة ولو خفية مفضية اليه
    فمنع النبي عليه السلام كل سجود من مخلوق لمخلوق حتى له عليه السلام
    بل انه ذكر أن أكبر مخلوق يستحق السجود هو زوج المرأة لعظم حقه عليها
    ولو جاز سجود في الدنيا لجاز هذا السجود من المرأة لزوجها
    ولكنه لا ولن يجوز الا للواحد القهار
    السجود على ضربين‏:سجود عبادة محضة، وسجود تشريف‏ اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان‏؟- فقولى أخى الكريم قد تسجد المراة سحود تحية -معناه ان هذا السجود ليس بسجود عبادة ولا يفهم من ان هذا النوع من السجود جائز ولكنه غير جائز لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر به لقوله-
    السجود هو السجود ليس له الا معنى واحد يعرفه كل ساجد
    وسجود المرأة لزوجها ليس سجود تحية , فهي دائما معه فعلام تحييه ؟
    بل سبب سجوده بينه الحديث , وهو لعظم حقه عليها
    وهذه اللام هي لام التعليل
    فحقه العظيم عليها يستوجب كمال الطاعة والخضوع لأمره
    وهذه الطاعة له لم تكن الا بأمر من الله تعالى ورسوله , فلو لم يأمر بها لما امتثلت الزوجة لها
    فهي بذلك متعبدة لله أولا وآخرا , مطيعة لربها قبل أن تطيع زوجها , لذلك لو أمرها بمعصية فلن تطيعه
    وهذا من تمام العبودية التي لا تتحقق الا بالطاعة
    أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا،
    ويقال‏:
    كانت تحيتهم، فكيف يقال‏:‏
    إن السجود حرام مطلقًا ‏؟‏

    نعم هو حرام مطلقا , وقد نسخت شريعتنا الجواز الذي كان في شريعة يوسف عليه السلام
    مع أننا لا ندري ان كان ذلك السجود منهم هو ذاته السجود الذي نفعله اليوم
    فقد يكون ركوعا دالا على الانحناء والخضوع , وقد يسمة الركوع سجودا والسجود ركوعا
    كما في الصحيحين عن ابن عمر، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ،..))
    أي ركعتين
    والعكس أيضا صحيح , قال الله (فخر راكعا وأناب)
    وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه‏
    .‏
    فكيف يقال‏:‏
    يلزم من السجود لشىء عبادته‏؟‏

    ان كانت البهائم سجدت فقد منع أصحابه السجود له
    بل الأعظم من ذلك أنه منعهم من القيام له
    والعبادة تكون بالقلب والجوارح , وقد تجتمع فيهما
    والسجود قد يجمع الأمرين وقد يكون بالجوارح دون خضوع للقلب
    والشارع منع منهما سدا لكل الذرائع
    [ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما وقصده التحية والإكرام فهذه من المحرمات التي دون الشرك،] --------------------------أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك،--
    ان قصد الخضوع والقربة والذل فهذا من الشرك ولو لم يسجد
    فالشرك يكون بعمل القلب ويكون بعمل الجوارح ويكون باحدهما دون اجتماعهما
    وهذا مثل تارك الصلاة , فانه يكفر بهذا الترك
    ومنهم من تأول أن الكفر يكون عندما يجحد وجبها , وهذا عمل القلب
    وهذاالتأويل ضعيف لأنه لو جحد وجوبها فهو كافر وان صلى
    فينبغي التفريق بين عمل القلب وعمل الجوارح في مقام العبادة

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    - السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف
    في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.
    كلام الاخ الفاضل ليس عاما انما يريد شريعتنا خاصة
    فلا اظن ان هناك خلاف بينكم

    و قوله لا نعرف في شريعتنا . يفهم منه انه لا ينفي ان يقع السجود على غير وجه العبادة في شريعة من قبلنا

  17. #37

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الطيبوني، الأمر كما ذكرتَه.

    وأشكر أيضا الأخ القلي على التعليق النفيس على كلام الأخ محمد عبد اللطيف.

    أخي محمد الذي استنكرته عليك لا زالت تنددن حوله من غير بيان يزيل الإشكال.

    وإليك خلاصة المنتقد عليك:

    المسألة الأولى:

    قرّرت أن المرأة قد تسجد لزوجها تحية ولا يكون شركا أكبر كما قال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد الحديث.
    وهذا التقرير خطأ ظاهر لأن السجود في شرعنا من خصائص الإلهية كما قال تعالى:(لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إيّاه تعبدون) منطوق الآية: النهي عن السجود لغير الله، والأمر بالسجود لرب العالمين إن كان الساجد عابدا للرحمن.
    ومفهوم الآية الشرطي: أن الساجد لغير الله عابد لغير الرحمن.
    فالسجود فرد من أفراد العبادة، وثبوت الأخص(السجود) يستلزم ثبوت الأعم (العبادة) فلا معنى للقول بأنه قال: سجد، ولم يقل: عبد! ألا ترى مهاجرة الحبشة لما امتنعوا عن سجود التحية أنهم قالوا في تعليل الامتناع: أن السجود لغير الله عبادة له
    «...إنهم لا يسجدون لك.. اسجدوا لملك؟ فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: لا نسجد إلا لله فقال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتي من بعده اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا..»
    لأنّ السجود لغير الله عبادة له، فنحن لا نعبدك بالسجود لك ولو تحيّة
    ألا فليسجد المشرك لأي غرض شاء من احترام أو تعظيم فإننا لا نعرف في شرع خاتم الأنبياء سجوداً لا يكون شركا وما وقع في شرع من قبلنا فهو منسوخ بشرعنا.
    المسألة الثانية:
    أظنّ أن الإشكال عند الأخ محمّد من عدم التفريق بين اتفاق الشرائع في أصل التوحيد ودعوة الخلائق إلى عبادة الله وحده وأن لا يشرك به شيئا - دين الأنبياء جميعا - وبين اختلافها في الفروع المؤدية إلى الأصل والخادمة له من أنواع العبادات التي يتقرّب بها إلى الله!
    لا يأتي في شريعة نبي الأمر بعبادة غير الله والإشراك به كما قال تعالى:
    ﴿ولقد بعثنا في كلّ أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنوا الطاغوت﴾ لأن أصل دينهم التوحيد وإفراد الله بالعبادة.
    لكن الشرائع تختلف في كميات وكيفيات العبادة ومظاهرها وأصنافها ويجري فيها النسخ والتغيير كما قال تعالى:
    ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدةً ولكن ليبلوكم في ما ءاتاكم﴾ وقال عليه السلام «الأنبياء إخوة لعلات أمّهاتهم شتى ودينهم واحد» لأن العبادة تعتمد الأمر والنهي، وهما يعتمدان المصالح والمفاسد، وهي تختلف من شريعة لأخرى، ومن عصر لآخر؛ فلذلك تختلف المحرّمات والمباحات في الشرائع، بل في الشريعة الواحدة،ولا يمكن عند استواء المفسدة في شيء أن يختلف الحكم، لكن الأمر في تحقيق الاستواء في الشيء الذي يختلف الحكم فيه من شريعة لأخرى فوجب اتباع النهي والأمر في كل شيء من الشرائع ﴿أم لهم شركآؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾﴿قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون﴾﴿قل إن الله لا يأمر بالفحشاء﴾.
    أو ليس في شرعنا ما لم يكن في شرع من قبلنا بالوصف أو بالأصل، ونحن نتقرّب به إلى الله، ولو صرفناه إلى غيره لكنا مشركين عابدين غير الله؟
    فأفراد العبادة دائرة مع الأمر والنهي وجوداً وعدما فما أمرنا الله بالتقرّب به إليه فهو عبادة وصرفه إلى غيره شرك وعبادة للغير سواء كان جائزا لمن قبلنا أو محرّما، والسجود مما تختلف فيه الشرائع إجماعا.
    قال الإمام ابن الوزير اليماني رحمه الله:
    «إن تحريم السجود لغير الله حكم شرعي يجوز تغيّره إجماعاً».
    وقال الإمام ابن حزم في الرّد على بعض المعتزلة في تأويل قوله تعالى:﴿وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله﴾ قالوا: «معنى هذا إلا أن يأمرنا الله بتعظيم الأصنام كما أمرنا بتعظيم الحجر الأسود والكعبة».
    قال ابن حزم:
    «وهذا في غاية الفساد؛ لأنّ الله تعالى لو أمرنا بذلك، لم يكن عوداً في ملّة الكفر، بل كان يكون ثَبَاتا على الإيمان وتزايداً فيه».
    المسألة الثالثة:
    نسبت إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سجد للنبي صلى الله عليه وسلم.
    وهذا مما لم يصح ولم يقع عند النقاد الكبار من المحدّثين.
    المسألة الرابعة:
    الاستدلال في سجود التحية بحديث: (لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)
    استدلال في غير محلّه لأن القضية الشرطية لا تدل على الجواز ولا على الوقوع ولا همّ النبي صلى الله عليه وسلم لتشريعه في حق الأزواج بل هذا من باب قوله تعالى:(فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك) وقوله:(قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) على رأي بعض المفسّرين.
    والمقصود: أن القضايا الشرطية لا تدل على الجواز أو الوقوع.

    المسألة الخامسة
    أما سجود البهائم كالبعير للنبي صلى الله عليه وسلم "فخرق للعادة واقع بتسخير الله تعالى وأمره فلا مدخل له صلى الله عليه وسلم في فعله والبعير معذور حيث أنه من ربه مأمور كأمر الله - تعالى - ملائكته أن يسجدوا لآدم، والله سبحانه وتعالى - أعلم" مرقاة المفاتيح (5/ 2131).

    ملاحظة:
    لا تنس أخي الكريم ما نقلته عن الحافظ ابن كثير رحمه الله:
    (فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه وتعالى)
    فالسجود في شرعة محمد عليه السلام وآله من خصائص الإلهية فمن صرفه لغير الله فهو مشرك عابد لغيره شاء أم أبى


  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    قال الإمام ابن الوزير اليماني رحمه الله:
    «إن تحريم السجود لغير الله حكم شرعي يجوز تغيّره إجماعاً».
    نعم يجوز تغييره اجماعا وهذا اخى الكريم حجة عليك انت فأنا اخترت ما نقلته اخى الكريم من نقلابن الوزير اليماني رحمه الله ليكون هذا الاجماع حجة عليك وهو موافق لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية بل وكافة العلماء المتقدمين والمتأخرين وقد سبق تأكيد ذلك فى كلام شيخ الاسلام بقوله-
    أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل‏.‏

    وأما السجود فشريعة من الشرائع؛
    إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له،
    ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له،
    ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله،------------------------------------------------------------ اتظن اخى الكريم أن سجود العبادة يجوز تغييره قطعا لا
    [ فمن المعلوم أن سجود العبادة القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد]- اما السجود الذى ذكره الامام ابن الوزير فهو حجة قاطعة عليك وهو موافق تماما لما ذكرناه سابقا وأنا على يقين ان الاخوة الافاضل يمرون على ما انقله من كلام اهل العلم مرور الكرام بدون تحقيق وتدقيق وللعلم ان ما انقله عن علماء الامة مثل شيخ الاسلام هو الحق الواضح المبين الذى اتفقت عليه امة محمد صلى الله عليه وسلم ويلزم مخالفه تكذيب القران والاجماع كما قال شيخ الاسلام-وقد ذكرته مسبقا-قال شيخ الاسلام-
    أما قولهم‏:‏
    لا يجوز السجود لغير اللّه
    ،
    فيقال لهم‏
    :‏
    إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة،
    تنفي بعمومها جواز السجود لآدم،
    وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له--فيلزم من هذه الكلمة نفى السجود لآدم لان الدليل الخاص الدال على السجود لآدم هو القرآن

















  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وأنا على يقين ان الاخوة الافاضل يمرون على ما انقله من كلام اهل العلم مرور الكرام بدون تحقيق وتدقيق
    أخي بارك الله فيك , قد قرأناه بالتدقيق وبالتحقيق , وليس فيه ما تريد اثباته من التفريق بين السجودين
    وشيخ الاسلام كتبه في معرض الرد على من أنكر سجود الملائكة لآدم عليه السلام , مستدلا -هذا النافي- بأن السجود عبادة لا تجوز الا لله عزوجل
    فرد عليهم شيخ الاسلام بذكر تلك الوجوه التي فرق بها بين سجود آدم وسجود غيره
    وبين أن السجود لايكون كله عبادة , والدليل هو سجود آدم الذي كان للتشريف والتكريم
    مع أن شيخ الاسلام له كلام فاصل سيأتي ذكره في موضعه
    والرد على التفريق السابق من عدة وجوه
    أولها
    أن الاستدلال بسجود الملائكة استدلال بمحل النزاع , لأن السجود الذي نعرفه هو سجود العبادة والتذلل والخضوع لله وحده وهذا محله القلب , والمعارض يقول أن السجود قد يكون بنية مخالفة لهذه النية , ويستدل بقصة الملائكة
    وهذه القصة لم يطلع فيها على نوايا الملائكة , فيجب عليه أن يثبت أن نيتهم لم تكن تلك النية التي نعرفها من كل ساجد
    وبغض النظر عن نواياهم فان هذا الفعل هو في حقهم منتهى العبودية وامتثال أمر ربهم , فكيف يستدل بأن سجودهم ليس عبادة لله ؟
    ثانيها
    أن السجود الذي نتحدث عنه هو سجود بني آدم وأنه يقع كله عبادة , والسجود المستدل به على خلاف ذلك هو سجود الملائكة لآدم , وهذا خارج محل النزاع
    فالمعارض يلزمه أن يستدل بوجود سجود من بني آدم المكلفين لا من غيرهم ممن ليسوا بمكلفين
    ثالثها
    أن السجود المعروف في شريعتنا هو ما كان على الجبهة والأنف والأعضاء الأخرى المذكورة في الحديث
    والملائكة سجودها مختلف عن سجودنا , لأننا لا نعلم ان كان لها جبهة أو أنف أو ركبة وقدم , بل نجزم أن خلقتها مختلفة عن صفة خلقتنا
    فافترق السجودان لافتراق الأعضاء ,فظهر الفارق فبطل القياس
    رابعها .
    الفارق الآخر أن الملائكة ليس عليهم تكليف , ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , فأفعالهم كلها تقع عبادة لله
    وحركاتهم وسكناتهم كلها عبودية محضة للرب عزوجل
    فلم يبق الا الجزم بأن سجودهم لن يكون الا عبودية بل هو غايتها وذروتها العليا

    خامسها
    أنه لو صح القياس لدل على أن هذا السجود للملائكة هو حادثة عين ليس لها عموم
    فقد وقعت مرة واحدة ولن تقع الى الأبد واثباث الأخص لا يستلزم أبدا اثباث الأعم
    فكيف يصح القياس عليه في وجود سجود مثله, ولن يكون أبد الآبدين سجود في الدنيا والآخرة مثله ولا شبيها به
    سادسها
    من استدل بسجود اخوة يوسف على وجود السجود الذي لا يكون عبادة فهو قياس فاسد مردود
    لأنه لا يعلم ما صفة ذلك السجود و لا هيئته , فقد يكون مجرد انحناء لأجل التحية .و الركوع الذي يكون انحناء يطلق على السجود كما يطلق السجود على الركوع
    وقال البغوي في تفسيره
    (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً، يَعْنِي: يَعْقُوبَ وخالته وإخوته وكان تحية الناس يومئذ السُّجُودَ، وَلَمْ يُرِدْ بِالسُّجُودِ وَضْعَ الْجِبَاهِ عَلَى الْأَرْضِ، وَإِنَّمَا هُوَ الِانْحِنَاءُ وَالتَّوَاضُعُ. )انتهى
    وقال ابن الجوزي (قال أبو صالح عن ابن عباس: كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعل الأعاجم) انتهى
    وها يدل على أن الأعاجم لا تزال تفعله , وفعلهم يدل على التعظيم , فانه لا يحيى بهذه التحية الا من كان معظما .
    ومما يؤكد أنه كان مجرد انحناء أن الله قال
    (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا )
    وأبواه كانا على العرش أي السرير في مكان عال و هما لم ينزلا من مكانهما لأجل السجود فدل على أنهما انحنيا في مكانهما

    وعلى فرض أن السجود كان بوضع الجباه على الأرض فلا دلالة فيه كما يبينه الوجه السابع
    سابعها
    أن السجود بناء على ما كان في شريعتهم نوعان
    سجود عبادة وسجود تحية وتكريم
    وقد نسخت شريعتنا النوع الثاني ومنعت منه بالاجماع
    فلم يبق في شرعنا الا النوع الأول , وهذا هو المطلوب والمقصود .

    أما التفريق بالنية فهو غير صحيح , فالسجود هو عمل الأعضاء واذا وقع سمي سجودا بصرف النظر عن نيه الساجد
    ونية الساجد لا تغير من هيئة السجود في شيء , بل يبقى يسمى سجودا
    والقياس الصحيح أن يقال أن الركوع عبادة لله
    فهل يعتبر من ركع لأحد تحية له وتعظيما لا يقع ركوعه عبادة ؟
    بل ان السجود الذي هو عبادة محضة قد نهى الشارع عنه نهيا شديدا في بعض الأماكن وفي بعض الأزمان
    فمن الأول النهي عن اتخاذ القبور مساجد , أي مواضع للصلاة التي فيها السجود
    وفي حديث عائشة («لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا.)
    والسجود عند القبر ملعون صاحبه وان كان بقصد بسجوده الله تعالى
    ومذهب أحمد الذي نقله عنه شيخ الاسلام بطلان الصلاة في المسجد الذي فيه قبر
    وهذا يدل على أن النية لها انفصال عن الأفعال الظاهرة , فلم تشفع لهذا الساجد نيته الحسنة أنه يسجد ويصلي لله تعالى مادام أن السجود وقع في ذلك الموضع وكل هذا حماية لجناب التوحيد وسدا لذرائع الشرك
    وكذلك نهي المصلي عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها لأنه وقت يسجد الكفار فيه للشمس فنهينا عن التشبه بهم في ايقاع السجود في ذلك الوقت
    مع أن نية الساجد نية صالحة ولم يقصد أبدا التشبه بهم.
    وأيضا نهى النبي عليه السلام الصحابة عن القيام خلف المأموم اذا صلى جالسا كما فعل هو في مرضه , وعلل النهي أن هذا القيام هو مثل قيام الأعاجم لعظمائهم , مع أن النية مختلفة مع اتحاد الصورة فأمرهم بالجلوس مع أن القيام واجب
    قال شيخ الاسلام
    (ففي هذا الحديث أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة، وعلل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم، في قيامهم وهم قعود.
    ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه وهذا تشديد عظيم في النهي عن القيام للرجل القاعد،
    ونهى أيضا عما يشبه ذلك، وإن لم يقصد به ذلك،
    ولهذا نهى عن السجود لله بين يدي الرجل، وعن الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله، كالنار ونحوها.
    وفي هذا الحديث أيضا نهى عما يشبه فعل فارس والروم وإن كانت نيتنا غير نيتهم لقوله فلا تفعلوا. فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية.)) انتهى

    وكلامه الأخير هذا صريح في عدم اعتبار النية وأنها لا تغير من صورة العمل , فالساجد بين يدي الرجل لم يقصد السجود الا لله والساجد أمام النار كذلك , ولكن من فعل ذلك فقد شابه عباد النار في الصورة الظاهرية

    وأختم بكلامه الأخير هذا والذي يلخص كل ما سبق , ويبين مذهبه الحق

    فَصْلٌ:
    وَأَمَّا الِانْحِنَاءُ عِنْدَ التَّحِيَّةِ: فَيُنْهَى عَنْهُ كَمَا فِي التِّرْمِذِيِّ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ الرَّجُلِ يَلْقَى أَخَاهُ يَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا} وَلِأَنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لَا يَجُوزُ فِعْلُهُ إلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَإِنْ كَانَ هَذَا عَلَى وَجْهِ التَّحِيَّةِ فِي غَيْرِ شَرِيعَتِنَا كَمَا فِي قِصَّةِ يُوسُفَ: ( {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ}
    وَفِي شَرِيعَتِنَا لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ
    بَلْ قَدْ تَقَدَّمَ نَهْيُهُ عَنْ الْقِيَامِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ بَعْضُهَا لِبَعْضِ فَكَيْفَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ وَكَذَلِكَ مَا هُوَ رُكُوعٌ نَاقِصٌ يَدْخُلُ فِي النَّهْيِ عَنْهُ.))

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة


    أن السجود بناء على ما كان في شريعتهم نوعان
    سجود عبادة وسجود تحية وتكريم
    وقد نسخت شريعتنا النوع الثاني ومنعت منه بالاجماع
    فلم يبق في شرعنا الا النوع الأول , وهذا هو المطلوب والمقصود .

    .))
    اخى الكريم احمد القلى -
    الكفر المخرج من الملة لا يرد عليه النسخ والتبديل، ذلك أن الشرائع كلها مجمعة على تحريم الكفر-- فالخلاف بينى وبينك فى هذه المسألة أقرب بكثير من الخلاف مع أخى ابو محمد المأربىلان الاخ ابو محمد ينفى سجود التحية وهو ثابت بنص القرآن ويقول السجود على اى وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغير الله وهذا الكلام يلزم منه نفى ما اثبته القران كما قال شيخ الاسلام فيما ذكرته سابقا وكلام الاخ ابو محمد لا يصطدم مع الفتوى الآتى ذكرها بقدر ما تصدم مع كلامك اخى احمد القلى لان الاخ ابو محمد أراح نفسه ومنع التفرقة فى السجود حتى لا يصطدم بمسألة النسخ --------------------------اما الاشكال بينى وبينك اخى الكريم هو انك تثبت التفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية قبل النسخ وهذا لا خلاف فيه ولكن المشكلة عندك بعد النسخ فانت تقول -وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع ولم يبق فى شرعنا الا النوع الاول --فقولك-وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع هذا ايضا مما لا خلاف فيه وقد نقلت الادلة المتضافرة عليه -ولم يبق الاقولك الذى فيه الاشكال وهوولم يبق الا النوع الاول--معنى ذلك انه لم يبقى الا نوع واحد بعد النسخ وهو سجود العبادة فهذا هو الخطا فى كلامك لان المحرمات هى التى يجرى عليها النسخ اما الكفر فلا يجرى عليه النسخ فمعنى انه لم يبق الا النوع الاول انه دخل سجود التحية فى النوع الاول فصار كفرا اكبر وهذا مالا دليل عليه بل يصطدم ايضا بالنصوص الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم التى تدل على المنع والتحريم لا الكفر والشرك الاكبر فأعمال العباد منها ما هو شرك اكبر ومنها ما هو دون الشرك الاكبر وأعنى بما هو دون الشرك الاكبر- الشرك الاصغر ووسائله وزرائعه فهذا هو مذهب السلف فى التفرقة بين ما هو كفر وشرك مخرج من الملة وبين ما هو دون ذلك-واليكم هذه الفتوى لتجمل ما وضحته لكم فإنى دائما لا اريد الاسترسال بكلامى فى توضيح المسائل ولكن طريقتى الاستدلال بكلام اهل العلم-------------------------------------------------------



    الكفر المخرج من الملة لا يدخله النسخ والتبديل
    السؤال
    هل يوجد في الشريعة فعل معين كان جائزا، أو معصية، ثم تغير حكمه وصار كفرا مخرجا من الإسلام؟ وما معنى هذا الكلام للإمام القرافي في كتابه الفروق: ( استحال في عادة الله أن يأمر بما هو كفر في بعض المواطن؛ لقوله تعالى : " ولا يرضى لعباده الكفر " أي: لا يشرعه ديناً. ومعناه أن الفعل المشتمل على فساد الكفر لا يؤذن فيه ولا يُشرع، فلا يقال: إن الله شرع ذلك. وحقيقة الكفر في نفسه معلومة قبل الشريعة وليست مستفادة من الشرع، ولا تبطل حقيقتها بالشريعة، ولا تصير غير كفر ) اهـ. الفروق. وهل فعل الكفر لا يصح دخول النسخ عليه؛ لأنه لا نسخ في مسائل الوعد والوعيد؟ وجزاكم الله خيرا.
    الفتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فالكفر المخرج من الملة لا يرد عليه النسخ والتبديل، ذلك أن الشرائع كلها مجمعة على تحريم الكفر.
    قال السبكي في فتاواه: فالشرائع كلها متفقة على تحريم الكفر ... اهـ.
    وقال الجصاص في الفصول: إن العبادات ( قد ) ترد من الله تعالى على أنحاء ثلاثة:
    واجب في العقل: فيرد الشرع بإيجابه، تأكيدا لما كان في العقل من حاله، وذلك نحو التوحيد، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وشكر المنعم، والإنصاف، وما جرى مجراه.
    والثاني: محظور في العقل: فيرد الشرع بحظره، تأكيدا لما كان في العقل من حكمه، قبل وروده، نحو: الكفر، والظلم، والكذب، وسائر المقبحات في العقول، وهذان البابان لا يجوز ورود الشرع فيهما خلاف ما في العقل . ولا يجوز فيهما النسخ والتبديل . ... اهـ.
    وقال الغزالي في المستصفى: أما المصلحة فهي عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة، ولسنا نعني به ذلك، فإن جلب المنفعة ودفع المضرة مقاصد الخلق، وصلاح الخلق في تحصيل مقاصدهم، لكنا نعني بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو: أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة .... وتحريم تفويت هذه الأصول الخمسة والزجر عنها يستحيل أن لا تشتمل عليه ملة من الملل، وشريعة من الشرائع التي أريد بها إصلاح الخلق؛ ولذلك لم تختلف الشرائع في تحريم الكفر، والقتال، والزنا، والسرقة، وشرب المسكر. اهـ.
    وأما كلام القرافي فهو يدل على هذا الأمر، وقد جاء فيه الفرق بين السجود للصنم الذي هو كفر وبين السجود للأب تعظيما له، وقد قال ابن الشاط في شرحه موضحا الفرق بينهما: الفرق بين السجود للصنم على وجه التذلل والتعظيم له، اتفق الناس على أنه كفر، وبين السجود للوالدين، والأولياء، والعلماء، تعظيما وتذللا، اتفقوا على أنه ليس بكفر: هو أن السجود للأصنام ليس لمجرد التذلل والتعظيم، بل له مع اعتقاد أنه آلهة، وأنهم شركاء لله تعالى، حتى اقتضى بذلك الجهل بالربوبية، بخلافه للوالدين، والأولياء، والعلماء، فإنه لما كان لمجرد التذلل والتعظيم، لا لاعتقاد أنهم آلهة وشركاء لله عز وجل، لم يكن كفرا، وإن كان ممنوعا سدا للذريعة، نعم، لو وقع مع الوالد، أو العالم، أو الولي على وجه اعتقاد أنه إله وشريك لله تعالى، لكان كفرا لا شك فيه ...
    والوصف المفرق أن سجود من سجد للأصنام لم يسجد لها لمجرد التذلل والتعظيم، بل لذلك مع اعتقاد أنها آلهة، وأنها شركاء لله تعالى، ولو وقع مثل ذلك مع الوالد أو العالم، أو الولي، لكان ذلك كفرا لا شك فيه، وأما إذا وقع ذلك أو ما في معناه مع الوالد لمجرد التذلل والتعظيم لا لاعتقاد أنه إله وشريك لله عز وجل، فلا يكون كفرا وإن كان ممنوعا سدا للذريعة . .. اهـ.
    ومثل السجود للأب تعظيما ما ورد من سجود في الأمم السابقة لآدم أو يوسف عليهما السلام، فليس السجود فيه سجود عبادة ولكنه سجود التحية، وهذا قد نسخ في شريعتنا وأصبح الانحناء للمخلوق محرما، ولكنه لا يعد كفرا إلا إذا قصد به سجود العبادة وتعظيم المخلوق كتعظيم الله تعالى.
    قال ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصاً بجانب الرب سبحانه وتعالى، هذا مضمون قول قتادة وغيره، وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام، فوجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا معاذ؟. فقال: إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم، وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله، فقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها. . انتهى كلامه رحمه الله.
    وقال البجيرمي في حاشيته: الانحناء لمخلوق كما يفعل عند ملاقاة العظماء، حرام عند الإطلاق، أو قصد تعظيمهم لا كتعظيم الله، وكفر إن قصد تعظيمهم كتعظيم الله تعالى. اهـ.
    وقال ابن علان الشافعي: من البدع المحرمة الانحناء عند اللقاء بهيئة الركوع. أما إذا وصل انحناؤه للمخلوق إلى حد الركوع قاصداً به تعظيم ذلك المخلوق كما يعظم الله سبحانه وتعالى، فلا شك أن صاحبه يرتد عن الإسلام ويكون كافراً بذلك، كما لو سجد لذلك المخلوق.-------------------[مركز الفتوى] ---
    اما القسم الاخير من كلامك اخى الكريم السجود لله فى أوقات وأماكن النهى فهذه مسألة اخرى يمكن ان نخصص لما موضوع آخر إن شاء الله-- وكذلك حماية-جناب التوحيد وسد زرائع الشرك -ولكن كما يقول اهل العلم ثبت العرش ثم أنقش المشكلة فى التأصيل كما قلت بالضوابط والقيود والفروق حتى لا تدخل بعص الصور فى بعض وكما قال ابن القيم رحمه الله العلم ادراكه فى ادراك التقاسيم--وبدون التقسيم تدخل بعض الصور فى بعض وتدخل بعض المسأئل فى بعض واما اذا قسمت فان فى التقسيم ما يوضح اصل المسالة لان لكل حالة قسما- انما العلم ان تكون صورة المسألة منضبطة من جهة-صورة المسألة ومن جهة الحكم ومن جهة الدليل- وارجو بعد هذا الكلام ان يكون قد اتضحت المسألة وانا لا اريد ان اقنع غيرى من المناقشين والمحاورينوانما غايتى ان أظهر الحجة والبرهان لكى يستفيد بها القرآء الذين يتابعونا من طلبة العلم لأن لكل منا منهجيته فى طلب العلم



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •