تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أحاديث التوسل بالنبي عليه السلام ؟ ما الصواب في ذلك؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي أحاديث التوسل بالنبي عليه السلام ؟ ما الصواب في ذلك؟

    بسم الله وبعد :
    فهذه طرق وأحاديث التوسل بدعاء وشفاعة النبي عليه السلام :
    أولا: حديث الجواز :
    فأما حديث جواز التوسل فمداره عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت [وقيل عن أبي أمامة ] عن عثمان بن حنيف: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في ".
    وقد قيل أن أبا جعفر ليس هو الخطمي الثقة، وإنما هو المدني عيسى المُليّن، والصواب الأول وهو الخطمي الثقة ، إلا أنه قد اختلف عليه في الحديث على وجهين :
    الوجه الأول : روايته عن عمارة لا عن أبي أمامة : حدث بذلك حماد وشعبة :
    1. فأما رواية حماد : فقد قال النسائي في الكبرى 10419 - أخبرنا محمد بن معمر حدثنا حبان حدثنا حماد أخبرنا أبو جعفر عن [عمارة بن خزيمة] عن عثمان بن حنيف: أن رجلا أعمى أتى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رجل أعمى، فادع الله أن يشفيني، قال: «بل أدعك» قال: ادع الله لي، مرتين أو ثلاثا، قال: " توضأ ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله أن يقضي حاجتي، أو حاجتي إلى فلان، أو حاجتي في كذا وكذا، اللهم شفع في نبيي، وشفعني في نفسي "، تابعه مؤمل نا حماد نا أبو جعفر الخطمي به، خرجه عنه أحمد .
    2. وقد توبع حماد من طرف شعبة وهي مشهورة عنه :
    فخرجها عبد والترمذي (3578) وصححها من طريق عثمان بن عمر عن شعبة ،
    وقال الحاكم (1/458) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال: سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافني فقال : إن شئت أخرت ذلك وهو خير وإن شئت دعوت قال : فادعه قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين و يدعو بهذا الدعاء فيقول : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في وشفعني فيه"، قال :" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ".
    وقال النسائي 10420 - أخبرنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله تعالى أن يعافيني، قال: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك» قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم شفعه في»
    وخرجه ابن قانع عن شعبة عن أبي جعفر الخطمي ، به فسماه .
    الوجه الثاني : روايته عن أبي أمامة بدل عمارة :
    حدث بذلك هشام وروح كما قال النسائي :" خالفهما هشام الدستوائي وروح بن القاسم فقالا: عن أبي جعفر عمير بن يزيد بن خراشة عن أبي أمامة بن سهل عن عثمان بن حنيف ".
    1. فأما رواية هشام : فقد قال النسائي 10421 - أخبرني زكريا بن يحيى حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أبي جعفر [عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف] عن عمه –عثمان - : أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يكشف لي عن بصري، قال: «أو أدعك؟» قال: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري، قال: " فانطلق فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن تكشف لي عن بصري، شفعه في وشفعني في نفسي " فرجع وقد كشف له عن بصره "، وقد شك في تسمية أبي جعفر فقط :
    فقال الحنائي في فوائده (1/538) :" فرواه محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام حدثني أبي عن أبي جعفر يزيد بن عمير أو عمير بن يزيد عن أبي أمامة بن سهل عن عمه "، فها قد شك فيه هشام وتابعه روح لكن اختلف عنه :
    2. فأما رواية روح : فقد اختلف عنه فيها على ثلاثة أوجه : فهل هذا اضطراب منه ؟ أم أنه رواه على الجميع كما سمعه ؟
    1. فقال الطبراني :" وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه، ثم قال: وهم فيه عون بن عمارة والصواب حديث شبيب بن سعيد".
    2. بينما قال أحمد بن الوليد وأحمد بن حنبل (4/138) ثنا روح قال ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف فذكره، وهذا يدل على أن روحا لم يسمع الحديث من أبي جعفر إذ بينهما واسطة وهي شعبة ، ولا يُعرف لروح سماع من أبي جعفر، ولم أجد ذلك في طرق الحديث والله أعلم ، وهذه علة أخرى قل من ينتبه إليها .
    3. وقد رواه غير أحمد عن روح عن أبي جعفر مباشرة ، وقال فيه عن أبي أمامة بدل عمارة ، فها قد اضطرب فيه، إلا أن علي بن المديني قد قال :" وما أرى روح بن القاسم إلا قد حفظه »، لكن يبدو بأنه قد اضطرب فيه والله أعلم :
    3. فأما رواية روح عن أبي جعفر مباشرة:
    فقد قال الحاكم (1/707) أخبرنا حمزة بن العباس العقبي ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن [ أبي أمامة بن سهل بن حنيف] عن عمه عثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به يرد الله علي بصري فقال له : قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي اللهم شفعه في وشفعني في نفسي، فدعا بهذا الدعاء فقام و قد أبصر "، قال: تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عن روح بن القاسم زيادات في المتن و الإسناد و القول فيه قول شبيب فإنه ثقة مأمون ".
    ثم خرجه مصححا له من طريق أبي عبد الله الصائغ أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثني أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني و هو الخطمي [عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف] عن عمه عثمان بن حنيف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و جاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال : يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ائت الميضاة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال عثمان فو الله ما تفرقنا و لا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل و كأنه لم يكن به ضر قط "،
    توبع محمد الصائغ من طرف ابني شبيب به عن روح ، ومن طرف ابن وهب به عن روح وفي حديثهم قصة تدل على أن هذا الفعل ليس محصورا في حياته عليه السلام إن كان حفظه وسمعه روح :
    1. فأما رواية أحمد بن شبيب: فقال يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد ثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رحمه الله في حاجة فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إليه في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد وصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي ويقضي حاجتي واذكر حاجتك، ثم ارجع حتى أروح فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب واخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال له حاجتك فذكر له حاجته فقضاها، فقال ما فهمت حاجتك حتى كان الساعة أنظر ما كانت لك من حاجة ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فأخبره فقال ما كلمته ولكني سمعت رسول الله وجاء إليه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له رسول الله (أو تصبر) فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال النبي (ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي) قال عثمان بن حنيف والله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط) ".
    2. وأما متابعة اسماعيل بن شبيب : فقد خرجها البيهقي في الدلائل (6/167) عن أبي عروبة حدثنا العباس بن الفرج حدثنا إسماعيل بن شبيب حدثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ان رجلا كان يختلف الى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجته "، فذكره بالقصتين كما سبق .
    3. وأما متابعة ابن وهب به عن روح : فقال أبو نعيم حدثنا أبو عمرو ثنا الحسن ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب أخبرني أبو سعيد واسمه شبيب بن سعيد من أهل البصرة / عن أبي جعفر المديني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان لا يلتفت إليه..."، ولم يذكر روحا وهو موجود :
    فقال الطبراني في الصغير 508 - حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن [روح بن القاسم] عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف:" ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك ، ورح إلي حتى أروح معك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: حاجتك فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فأتنا، ثم ان الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفتصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات"، قال عثمان: فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط",
    قال الطبراني: لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة، وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح "،
    وكذلك صححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم .
    والحديث فيه إما اختلاف تنوع، أو اضطراب ، فهل تصح الروايتان معا، أم نعمل بالترجيح، وإن عملنا به فأي الوجهين أقوى ؟ تأمل :
    قال ابن أبي حاتم : فسمعت أبا زرعة يقول : الصحيح : حديث شعبة "،
    ثم قال ابن أبي حاتم :" حكم أبو زرعة لشعبة ، وذلك لم يكن عنده أن أحدا تابع هشام الدستوائي ، ووجدت عندي عن يونس بن عبد الأعلى عن يزيد بن وهب عن أبي سعيد التميمي يعني شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث هشام الدستوائي وأشبع متنا ، وروح بن القاسم ثقة يجمع حديثه "، ثم قال :" فاتفاق الدستوائي وروح بن القاسم يدل على أن روايتهما أصح "،
    قلت : وقد مضى أن هشام شك في تسمية أبي جعفر، وأن روحا قد اختلف عنه في الحديث ، كما أن ابن أبي حاتم قال ذلك لأنه لم تقع عنده متابعة حماد لشعبة، فإذ قد وقعت المخالفة بين ثقتين في مقابل ثقتين، فهل يقال بتقديم رواية شعبة وحماد، أم يقال بأن الحديث محفوظ على الوجهين كما قال ابن كثير ؟ أم أن الاضطراب واقع فيه من طرف أبي جعفر الخطمي ثم من روح ؟ وإذا كان اضطرابا أو اختلافا أو شكا ، فهل هو من النوع الذي يكون الحديث فيه كيفما دار فإنه يدور على ثقة وإسناد صحيح أم لا ؟
    وهل يزيد من تعليله معارضته للحديث التالي والذي هو في صحيح البخاري ؟ الله أعلم بالصواب ؟
    الحديث المعارض:
    خرج البخاري في صحيحه (1010) من حديث أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا»، قال: فيسقون "، وفي لفظ غيره :" اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم توسلنا إليك بنبينا، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم"،
    فإن ظاهر هذا الصنيع أنهم كانوا يتوسلون بالنبي عليه السلام في حياته، وأما بعد مماته فقد تركوا ذلك ، وتوسلوا بدعاء الأحياء كالعباس في هذا الحديث .
    وهل يشهد لحديث التوسل الماضي قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) الآية
    قال ابن كثير: قد ذكر جماعة منهم: الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه "الشامل" الحكاية المشهورة عن العُتْبي، قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول: .... ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له " .
    وقال السمهودي : وفي المستوعب لأبي عبد الله السامريّ الحنبلي :" ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه والقبلة خلف ظهره والمنبر عن يساره وذكر السلام والدعاء ومنه اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك عليه السلام ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم الآية وأني أتيت نبيك مستغفرا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته اللهم أني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم إلخ ".
    لكن قال شيخ الإسلام : ولهذا استحب طائفة من متأخري الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد مثل ذلك ، واحتجوا بهذه الحكاية التي لا يثبت بها حكم شرعي ، لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعا مندوبا ؛ لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل به من غيرهم "،
    فإذ لم يقل بها السلف الأولون ففيها نظر ، مع إخبار عمر بأنهم تركوا التوسل بعد وفاته عليه السلام، مع الشك في ثبوت رواية عمارة وخاصة رواية روح بذكر القصة التي فيها فعل ذلك في زمن عثمان، وعلى كل المسألة فيها غموض والله أعلم بالصواب .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أحاديث التوسل بالنبي عليه السلام ؟ ما الصواب في ذلك؟

    أخي بارك الله فيك, لا بد أن ترجع في هذا لكلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه ((قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة)) وهو أيضًا في ((مجموع الفتاوى)) المجلد الأول, فقد وضح فيه هذه المسألة توضيحًا تامًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: أحاديث التوسل بالنبي عليه السلام ؟ ما الصواب في ذلك؟

    أخي بارك الله فيك : التوسل أنواع : أعلاها التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، ثم التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح كما في حديث أصحاب الغار ، وأما التوسل إلى الله بالصالحين فهو بدعي ممنوع، ولا زال الإشكال قائما في التوسل إلى الله بالنبي عليه السلام كما في ظاهر الحديث، والإشكال هو تصحيح الأئمة له وقول البعض به ، وقد قرأت تأويلات شيخ الإسلام ابن تيمية له، لكنها بعيدة ، والحديث صريح في ذلك، وأنه علمه هذا الدعاء ليدعو به لا بحضرة النبي عليه السلام، بل في غيبته ، وخاصة رواية روح فإن فيها فعل ذلك في خلافة عثمان كما هو مذكور ، لكني ذكرت بعض علله وأنا شاك في أمر هذا الحديث ومضطرب النظر فيه ، وهذا الشك ولد لي لبسا في هذه المسألة ، ولم أجد من علل الحديث من السلف بالعلل التي ذكرتها ، خاصة مع معارضته للحديث الصحيح عن عمر فإنه صريح أيضا في ترك التوسل به عليه السلام بعد مماته :" اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم توسلنا إليك بنبينا، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم "، على كل فأنا واقف في هذه المسألة ولا أفعلها ولا أدعو إليها ، وربما أميل إلى تركها، ولا زلت أنتظر ردا مقنعا او تعليلا من السلف ، ولا يشهد له حديث :" اللهم إني أسألك بحق ممشاي وحق السائلين عندك ..." ، فإن هذا توسل بالعمل الصالح وهو المشي إلى العبادة، أو بصفات الله التي هي الإجابة وهي حق للسائلين عنده .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: أحاديث التوسل بالنبي عليه السلام ؟ ما الصواب في ذلك؟

    ​هناك رسالة بعنوان التوسل أنواعه وأحكامه وهي عبارة عن بحوث كتبها وألقاها الشيخ الألباني رحمه الله ونسقها أ.محمدعيد العباسي رد فيها الشيخ على الاستدلال بحديث الضرير من ستة أوجه تقريبا وبين من خلال رده أن التوسل الوارد في هذا الحديث إنما يدور حول التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم كما بين أنه وقع في بعض الطرق الأخرى لحديث الضرير زيادتان وبين شذوذهما وضعفهما

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •