سنة مهجورة من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم !!! .
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
بَابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمُصَلَّى
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَنْحَرُ، أَوْ يَذبَحُ بِالْمُصَلَّى » اهـ .
وقال الإمام بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله في عمدة القاري شرح صحيح البخاري :
والذبح بالمصلى للإعلام بذبح الإمام ليترتب عليه ذبح الناس ، ولأن الأضحية من القرب العامة وإظهارها أفضل لأن فيه إحياء لسنتها ، وقد أمر ابن عمر نافعا أن يذبح أضحيته بالمصلى وكان مريضا لم يشهد العيد اهـ .
وفي سنن أبي داود ، والحديث صحيح :
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَذْبَحُ أُضْحِيَتَهُ بِالْمُصَلَّى ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في فتح الباري : وذبح ابن عمر بالمصلى يدل على أنه كان يرى استحباب ذلك للإمام وغيره .
وقال صاحب عون المعبود :
(يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِالْمُصَلَّى) فِيهِ اسْتِحْبَابُ أَنْ يَكُونَ الذَّبْحُ وَالنَّحْرُ بِالْمُصَلَّى وَهُوَ الْجَبَّانَةُ وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ بِمَرْأَى مِنَ الْفُقَرَاءِ فَيُصِيبُونَ مِنْ لَحْمِ الْأُضْحِيَّةِ ذَكَرَهُ فِي النَّيْلِ اهـ .
وفي الموطأ :
عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ضَحَّى مَرَّةً بِالْمَدِينَةِ قَالَ نَافِعٌ فَأَمَرَنِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ كَبْشًا فَحِيلًا أَقْرَنَ ثُمَّ أَذْبَحَهُ يَوْمَ الْأَضْحَى فِي مُصَلَّى النَّاسِ قَالَ نَافِعٌ فَفَعَلْتُ ثُمَّ حُمِلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَحَلَقَ رَأْسَهُ حِينَ ذُبِحَ الْكَبْشُ وَكَانَ مَرِيضًا لَمْ يَشْهَدْ الْعِيدَ مَعَ النَّاسِ قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ لَيْسَ حِلَاقُ الرَّأْسِ بِوَاجِبٍ عَلَى مَنْ ضَحَّى وَقَدْ فَعَلَهُ ابْنُ عُمَرَ .
قلت : إسناده صحيح كالشمس .
وقال الإمام اللَّكنوي رحمه الله في التعليق المُمَجَّد لموطّأ الإمام محمد < أي موطأ مالك برواية محمد بن الحسن > : قوله : في مصلى الناس اتباعا لما ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ينحر بالمصلى بعد صلاة العيد .
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في الدراري المضية شرح الدرر البهية :
وأما كون الذبح في المصلى أفضل فلحديث ابن عمر عند البخارى وغيره " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كا ن يذبح وينحر بالمصلى "
وقال صاحب الروضة الندية :
والذبح في المصلى أفضل إظهارا لشعائر الدين لحديث ابن عمر عند البخاري عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " أنه كان يذبح وينحر بالمصلى "
رد: سنة مهجورة من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم !!! .
منقول من أبي الأمين الهاجري / باريس
لو ذبح جميع الناس في المصلى لما بقي هناك مصلى و ما نقل عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم ذبحوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام في المصلى فغاية ما يدل عليه الحديث أن ذلك مستحب في حق الإمام لا في عامة الناس والله أعلم.
رد: سنة مهجورة من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم !!! .
فائدة :
( سبحان الله حتى في النعال السبتية الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقلد النبي عليه الصلاة والسلام في
لبسها )
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ: لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُكَ لاَ تَمَسُّ مِنَ الأَرْكَانِ إِلَّا اليَمَانِيَّيْن ِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلاَلَ وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا الأَرْكَانُ: فَإِنِّي لَمْ «أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا اليَمَانِيَّيْن ِ»، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ: فَإِنِّي «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا»، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ: فَإِنِّي «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا»، وَأَمَّا الإِهْلاَلُ: فَإِنِّي «لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ» .
متفق عليه ، وبالله التوفيق .
وانظروا ماذا كان جواب الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما للرجل الذي سأله عَنِ اسْتِلاَمِ الحَجَرِ :
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ اسْتِلاَمِ الحَجَرِ، فَقَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ» قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ، أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ، قَالَ: «اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِاليَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ» .
رواه البخاري .
رد: سنة مهجورة من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم !!! .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي
منقول من أبي الأمين الهاجري / باريس
لو ذبح جميع الناس في المصلى لما بقي هناك مصلى و ما نقل عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم ذبحوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام في المصلى فغاية ما يدل عليه الحديث أن ذلك مستحب في حق الإمام لا في عامة الناس والله أعلم.
قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه الصغرى :
باب ذبح الناس بالمصلى
4368 - أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال : شهدت أضحى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس فلما قضى الصلاة رأى غنما قد ذبحت فقال من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله عز و جل اهـ .
قال الشيخ الألباني : صحيح .
رد: سنة مهجورة من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم !!! .
من باب الأمانة العلمية هذه المسألة على عدة أقوال :
1 / استحباب الذبح والنحر بالمصلى للإمام وغيره .
2 / استحاب الذبح والنحر بالمصلى للإمام فقط .
3 / التخيير أي الذبح والنحر بالمصلى ، أو في أي مكان للإمام وغيره ، ولا يوجد أفضلية بينهما .
والراجح هو القول الأول فيما ظهر لي ، والله تعالى أعلم وأحكم ، وهو من باب الاستحباب ، والخلاف في الأفضلية ، ورأيي أعرضه ولا أفرضه ، وقولي معلم وليس بملزم .