الفائدة الحادية والثلاثون: وقدَّرناه فعلًا، لأن الأصلَ في العمل الأفعالُ لا الأسماءُ، ولهذا كانت الأفعالُ تعمل بلا شرطٍ، والأسماءُ لا تعملُ إلا بشرط. (1/37)
الفائدة الثانية والثلاثون: نقدرُهُ متأخرًا لفائدتين: الأولى: الحصرُ، لأن تقديمَ المعمولِ يفيد الحصرَ، فيكون: باسمِ اللهِ أقرأُ، بمنزلةِ: لا أقرأُ إلاّ باسمِ الله.
الثانية: تيمنًا بالبُداءةِ باسمِ اللهِ سبحانه وتعالى. (1/38)
الفائدة الثالثة والثلاثون: ونقدِّرُهُ خاصًا، لأن الخاصَ أدلُّ على المقصودِ من العامِ، إذ من الممكن أن أقولَ: التقدير: باسمِ الله أبتدئ، لكن (باسم الله أبتدئ) لا تدلُّ على تعيينِ المقصود، لكن (باسم الله أقرأ) خاصٌّ، والخاصُّ أدلُّ على المعنى من العام. (1/38)
الفائدة الرابعة والثلاثون: "الله" عَلَمٌ على نَفْسِ اللهِ -عز وجل-، ولا يُسمَّى به غيرُهُ ومعناه: المألوه، أي: المعبودُ محبةً وتعظيمًا. (1/38)
الفائدة الخامسة والثلاثون: اسم الله مشتَقٌّ على القولِ الرَّاجحِ لقولِهِ تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ} [الأنعام: 3]، فإن {فِي السَّمَاوَاتِ} متعلِّق بلفظ الجلالة، يعني: وهو المألُوه في السموات وفي الأرض. (1/38)