01-10-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وضمن هذا الإطار من العداء الغربي للإسلام والمسلمين, أشار استطلاع للرأي نشرته جريدة التايمز أن غالبية المسلمين في بريطانيا يشعرون بالتمييز والاضطهاد, وقالت الجريدة أن الاستطلاع أوضح أن أغلب المسلمين في بريطانيا يخشون من التفرقة.


لا يكاد يمر يوم حتى نسمع خبرا جديدا عن زيادة ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب, كما لا يكاد يمر يوم إلا وانتهاكات جديدة مادية أو معنوية تقع بحق المسلمين في الغرب, لا لشيء إلا لأنهم ينتمون للدين الإسلامي الحنيف, بالرغم من الشعارات الزائفة التي رفعها الغرب وما زال يتبجح بها, بدءا من إدعائه بحمايته لحقوق الإنسان, وصولا لعدم التمييز العرقي أو الديني, وانتهاء بالحرية الفردية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ومع أن هذه الظاهرة لم تعد خاصة بالغرب, فقد انتقلت عدوى العداء للإسلام والمسلمين إلى بعض الدول العربية, وذلك من قبل الشيعة والعلمانيين واليساريين وأعداء الدين, إلا أنها تبقى بتحريض ودعم من الدول الغربية, مما يعني أن أصل العداء والداء من قبلها, بل يمكن القول بأن العلمانية التي تسللت إلى الدول العربية وانخدع بها الكثير من المثقفين العرب, ما هي إلا صناعة غربية بامتياز.
وضمن هذا الإطار من العداء الغربي للإسلام والمسلمين, أشار استطلاع للرأي نشرته جريدة التايمز أن غالبية المسلمين في بريطانيا يشعرون بالتمييز والاضطهاد, وقالت الجريدة أن الاستطلاع أوضح أن أغلب المسلمين في بريطانيا يخشون من التفرقة.
وأضافت: إن دراسة لاستطلاع الرأي أجريت بين عينة من المسلمين في بريطانيا أظهرت أن عشرين في المائة من العينة قالوا: إنهم يخافون من التعرض للاعتداء نتيجة انتمائهم الديني أو العرقي أو لون بشرتهم.
وتابعت التايمز: إن الدراسة أوضحت أيضا أن ثلاثة أرباع العينة عبروا عن مخاوف من ممارسة التفرقة ضدهم في المعاملة نتيجة العوامل السابقة, كما أوضحت الدراسة التي أجرتها مؤسسة رانميد تراست أن نصف العينة يخشون من التعرض للتحرش, بينما أعرب 2% فقط من العينة أنهم يعيشون بلا مخاوف من هذا النوع.
وأفادت الدراسة بأن نصف العينة قالوا: إنهم شعروا بالتمييز ضدهم عندما تقدموا لطلب وظيفة، بينما قال ثلثهم إنهم تعرضوا بالفعل لاضطهاد في العمل.
وأمام كل هذه المخاوف التي تعتري المسلمين جراء التمييز العنصري في بريطانيا, إضافة إلى الانتهاكات التي يخشون التعرض لها أثناء حياتهم اليومية هناك كما أعرب عنه التقرير, لا يزال الإعلام الغربي يجند كل طاقاته وإمكاناته للهجوم على الإسلام والمسلمين, ويركز في حملته على كل ما هو إسلامي حتى لو كان ضمن الحريات الشخصية في اللباس أو الشكل والمظهر, بينما يغض الطرف عن ممارسات غير المسلمين العنصرية والمتطرفة.
فلباس المرأة الغربية غير المحتشم مسألة شخصية وحرية فردية, حتى لو كانت تثير الفتنة لدى شباب المسلمين وغير المسلمين, وتؤدي لمفاسد اجتماعية وأخلاقية كبيرة, أما لباس المرأة المسلمة للحجاب والنقاب فيثار حوله الكثير من الجدال والخلاف, ولا يعتبر مسألة شخصية وحرية فردية.
وأمام هذه العنصرية تجاه الإسلام والمسلمين, لم يكن مستغربا تأييد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لمنع المرأة المسلمة من ارتداء النقاب في المدارس والمحاكم، معللا ذلك بأن القضاة بحاجة إلى رؤية وجه شهود العيان.
وقد نقلت صحيفة تليجراف البريطانية عن كاميرون قوله: إنه سوف يدعم المدارس والمحاكم التي تطالب النساء المسلمات بخلع النقاب، مؤكدا عدم ضرورة تطبيق هذا الأمر في جميع الأماكن العامة الأخرى.
وأوضح أنه يدرس إصدار إرشادات جديدة للقضاة والمعلمين وموظفي الهجرة لتعريفهم متى يطلبون من النساء خلع نقابهن، قائلا: نحن نعيش في دولة حرة فيها المواطنون أحرار يرتدون ما يحلو لهم من الملابس في الأماكن العامة والخاصة.
وقال: إنه يتعين على الدولة دعم هذه المؤسسات التي تسعى لوضع قواعد تمكنها من أداء عملها بالشكل المناسب، فلو طالبت المدارس النساء بارتداء زي معين، فينبغي على الحكومة تأييدها وكذلك الحال في المحاكم ومكاتب الهجرة.
يبدو أن المعضلة العنصرية تجاه المسلمين في كل من أوربا وأمريكا وغيرها من الدول المعادية للإسلام –وما أكثرها في هذه الأيام– لا تتعلق بضعف الدعوة إلى الله بالقول والفعل من المسلمين هناك فحسب, ولا إلى ضعف تبصير الغربيين بحقائق الإسلام ومحاسنه فقط, وإنما بعقائد وأفكار باطلة راسخة في أذهان كثير من سياسيي تلك البلاد.
جدير بالذكر أن بريطانيا بها أكبر جالية إسلامية في أوروبا، حيث يقدر عدد المسلمين ببريطانيا أكثر من مليوني شخص، وهو ما يعادل 3.3% من إجمالي السكان.