كتاب للباحث والنَّاقد الجزائري، ومحقق كتب تراث أهل السنة، والجماعة: عمر بن محمد ابن بوساحــة. صدر سنة 2012 عن دار أشرعة النُّور بالـجزائر. تـحدث فيه في الفصل الأول (البداية)عن الارهاصات الأولية للعولـمة الثَّـقافية؛ والأجواء السياسية، والاقتصادية، والثَّـقافية لنشوء ظاهرة العولـمة، مع تـحديد مفهوم العولـمة الثَّـقافية من وجهة نظرٍ مـختلفةٍ عن ما هو سائد. تـحدث الأستاذ الباحث فـي الفصل الأول (تقديس وراءه تبعية) عن الانبهار بالغربي، وتقدسيه، ورؤيته كمطلق لا كنسبي؛ قابلٍ للنَّـقد، والتمحيص، والأخذ، والرَّد. هذا الأمر هو ما زاد من أوار هذه الظَّـاهرة، واستفحالها؛ والـحل يـكمن فـي التَّـحيز لثقافتنا، ولغتنا؛ وقد تـحدث في الفصل الثَّـاني (القيم، وتيار التَّـغييـر) عن الـخطورة الكبـرى الكامنة فـي هذه الظاهرة؛ وهي تغييـر القيم نتيجة التحييز لكل ما هو غربي؛ في مقابل الاستهانة بكل ما يرمز لـموروثنا الثقافـي؛ والـحل فيما يرى فضيلة الأستاذ هو في التَّـركيز على العملية التَّـربوية، وحسن توجيه الناشئة، واستعادة الوعي بالـخصوصية، والاعتزاز بالقيم الثقافية الـمحلية؛ كما تـحدث فـي الفصل الثالث (اللُّغة، وحصار الأمكنة) عن الهجمة التـي تتعرض لها اللُّغة العربية، وووجوب السَّـعي الـحثيث للمحافظة عليها، وترقيتها وسط غلبة اللُّغات الأخرى على أهلها لظروف تارخية؛ وفي الـخاتـمة تـحدث عن وجوب أن تـتحمل الأجيال الصاعدة الـمسؤولية الكاملة تجاه لغتها، ودينها، وأمتها؛ حتى لا تبدأ الأجيال القادمة مسيـرتها من الصفر. والله أعلم.العولمة-الثقافية.jpg