رُوحَانِيَّةٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ
قال العلامة ابن القيم_ رحمه الله تعالى_ في معرض كلامه عن منزلة (الرضى)," وَقَدِ اجْتَمَعَ ( وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ )، ( وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ )، ( وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ ).
فَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ مَوْتَ الْفُجَاءَةِ قَبْلَ الْيَوْمِ, وَأَمَّا الْيَوْمَ: فَوَدِدْتُ أَنِّي مَيِّتٌ.
فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: وَلِمَ ؟
فَقَالَ: لِمَا أَتَخَوَّفُ مِنَ الْفِتْنَةِ.
فَقَالَ يُوسُفُ: لَكِنِّي لَا أَكْرَهُ طُولَ الْبَقَاءِ.
فَقَالَ الثَّوْرِيُّ: وَلِمَ تَكْرَهُ الْمَوْتَ؟
قَالَ: لَعَلِّي أُصَادِفُ يَوْمًا أَتُوبُ فِيهِ وَأَعْمَلُ صَالِحًا.
فَقِيلَ لِوُهَيْبٍ: أَيُّ شَيْءٍ تَقُولُ أَنْتَ؟
فَقَالَ: أَنَا لَا أَخْتَارُ شَيْئًا، أَحَبُّ ذَلِكَ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ.
فَقَبَّلَ الثَّوْرِيُّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ, وَقَالَ: رُوحَانِيَّةٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
فَهَذَا حَالُ عَبْدٍ قَدِ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ حَالَةُ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ, وَقَفَ مَعَ اخْتِيَارِ اللَّهِ لَهُ مِنْهَا, وَقَدْ كَانَ وُهَيْبٌ_ رَحِمَهُ اللَّهُ_ لَهُ الْمَقَامُ الْعَالِي مِنَ الرِّضَا وَغَيْرِهِ" ( 1).


قلت: انظر اجتماع السلف كيف كان ؟
وقارن بحالنا اليوم!
وقل الله المستعان.





_______
(1 ) انظر مدارج السالكين: (ج2_ص23), من منزلة (الرضى).