لم ولن يستطع الظلمة من إيقاف الدعوة

فرد يأتي إلى أناس قلوبهم مظلمة لا حياة لهم إلا الأكل والشرب والتمتع .... فجلس معهم وتحبب إليهم وعرض بضاعته عليهم ... فاستجاب له أحدهم وأصبح رفيقه وصديقه ، ثم استجاب له الواحد تلو الآخر حتى أصبحوا العشرات ... ولكن هؤلاء العشرات كانوا مراقبين أمنيا من قبل أصحاب السلطة في البلاد ... فاعتقلوهم وآذوهم ... لدرجة أنهم اعتقلوا امرأة وقتلوها ... حتى يرهبوا من يسلم بعد ذلك ويتبع هذا الرجل ... فضيقوا عليهم كثيرا في هذه البلاد ... والعشرات يريدون أن ينضموا إليه لمحبتهم له ولما جاء به ... ولكن الأمر كان سرا ... ومع هذا الاضهاد والظلم لم يسر البعض بالاستجابة لهذا الرجل ... بل ذهب إلى هؤلاء الظلمة وجهر بإسلامه حتى ضرب وأوذي ... وكرر هذا الفعل مرات ... حتى سمع به الناس ...
واستمر في فترة التضييق الاستجابة لهذا الرجل العظيم ... فآمن به البعض وكانوا سببا في إيمان عشيرتهم وأتباعهم ... فانتشر الأمر وتشعبت الاستجابة وخرجت إلى البلاد المجاورة ... فلم ولن يستطع الظلمة من إيقاف الدعوة ...

إنه محمد صلى الله عليه وسلم ... وإنهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ... أخذوا الأمر على محمل الجد ... ولم يتأخروا عن الاستجابة وعن الجهر بالدعوة في فترة الاضطهاد ... فكذلك فلنكن لا نتأخر عن الاستجابة لله ولرسوله ولا عن الجهر بالدعوة في عصر كثر فيه الظلام والفساد ... (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿4﴾ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴿5﴾ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴿6﴾) ....