12-09-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ففي خبر نشرته وكالة رويترز الإخبارية سلط الضوء على "حركة 969" البوذية المتطرفة التي تحارب وتحرض على استخدام العنف ضد المسلمين في ميانمار. أشارت الوكالة إلى أن هذه الحركة أصبحت رمزا لتيار يسعى إلى عزل المسلمين الذي يشكلون خمسة في المائة على الأقل من تعداد ميانمار البالغ 60 مليون نسمة.


أصبح الاضطهاد والتنكيل لازمة حتمية للمشهد الإسلامي في غالب بلدان العالم، فقلما توجد أقلية مسلمة لا يعاني أفرادها من تنكيل من يحكمهم أو اضطهاد الجماعات اليمينية التي ترى في التنكيل بالمسلمين وإيذائهم قربة ومنزلة عالية يتقربون بها إلى معبودهم.
وهذا التنكيل غير مرتبط بجماعة أو ملة معينة، فالجميع يحمل للمسلمين نفس القدر من العداء والبغض، فاليهود والنصارى والبوذيون وغيرهم من أصحاب الملل، بل وأصحاب والأيدلوجيات والفلسفات المادية والإلحادية يحملون ذات القدر من العداء، ويرون في الإسلام تهديدا لوجودهم، ومن ثم فإنهاء الوجود الإسلامي يمثل الغاية الكبرى من وراء هذا العداء.
ولعل المشهد البورمي يكون من أوضح المشاهد على هذا العداء- غير المبرر- حيث يرزح شعب الروهينجا المسلم تحت نير اعنف البوذي في بورما منذ سنوات، فالمسلم البوري لا قيمة له في هذا البلد، الذي يتآمر فيه المؤولون الحكوميون مع الجماعات البوذية المتطرفة للتنكيل بالمسلمين وإنهاء وجودهم من بورما.
وكان من آخر الإجراءات العنصرية قيام جماعة تطلق على نفسها (حركة 969)، بالدعوة إلى مقاطعة المسلمين، لزيادة التضييق عليهم، فضلا عن دعوات سابقة لها باستخدام العنف ضد مسلمي الروهينجا.
ففي خبر نشرته وكالة رويترز الإخبارية سلط الضوء على "حركة 969" البوذية المتطرفة التي تحارب وتحرض على استخدام العنف ضد المسلمين في ميانمار.
أشارت الوكالة إلى أن هذه الحركة أصبحت رمزا لتيار يسعى إلى عزل المسلمين الذي يشكلون خمسة في المائة على الأقل من تعداد ميانمار البالغ 60 مليون نسمة.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن نسبة المسلمين في بورما لا تقل عن 15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان - ذي الأغلبية المسلمة، لا كما أشارت رويترز.
وعن طبيعة عمل هذه الحركة أشارت الخبر أن الرهبان البوذيون الذين يقودون هذه الحركة يدعون أتباعهم البوذيين إلى مقاطعة تجارة المسلمين، حيث تعتمد المقاطعة على منع البيع أو الشراء مع المسلمين انطلاقا من دعوات الرهبان البوذيين للحفاظ على الديانة البوذية حسب زعمهم..
مشيرة إلى أن هذه الدعوة قد انتشرت عبر الأقراص المدمجة وأقراص الفيديو الرقمية وأصبح شعار الحركة يوضع على كل منتج في البلاد ليعرف الزبائن أنها تجارة مملوكة لبوذيين، وليست لمسلمين.
وفي أحد ردات الفعل على عمل هذه الحركة حظرت لجنة عينتها حكومة ميانمار تشرف على الرهبان البوذيين تشكيل منظمات رسمية لها صلة بحركة 969.
وقال اشين باداندا جونا لينكارا نائب رئيس اللجنة في العاصمة يانجون إن اللجنة لم تعترض على عمل الرهبان في النشاط الدعوي وحثهم البوذيين على حماية دينهم مما تعتبره الحركة خطرا يشكله الإسلام على البوذية، لكن قادة الحركة ذهبوا إلى أبعد من هذا واقترحوا قوانين منها قانون يحظر على النساء البوذيات الزواج من رجال على غير دينهن. فلم يكن الدافع وراء حظر هذه الحركة عنصريتها في تعاملها مع المسلمين، وإنما حظرت بسبب ما تروج له من أفكار شاذة.
يشار إلى أن حركة (969) حركة قومية بوذية متطرفة، أسسها راهب في ماندالاي في فبراير الماضي، ويتزعم هذه الحركة الآن الرهب البوذي المتطرف "ويراثو".