لوقفة الثانية " وقفاتٌ منهجيةٌ لا بُدَ ِمنها قِف وتَأمّل!!!
******
قال تعالى :في ابليس.
((قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِي نَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88))) ص

يا تُرى ! ماذا يريدُ الشيطانُ مِنّا بوعيده وبتهديدهِ ولماذا استثنى المخلصين من شرهِ..!! تعالَ معي يا حبيب يالبيب لنقفّ وقفة تأمل !!
الشيطان لا يهمهُ كثيرا وقوع المسلم في المعاصي فرحمةُ اللهِ واسعة ولكن يهمهُ "التبديل " يهمه "البدع" يهمه شيء اكبر من المعاصي! !!
قد يقولُ قائلٌ كيف عرفتَ بل كيف استنتجت ؟!!
اقولُ وباللهِ اصولُ واجول!
اولا – من قولهِ مستثنياً من توعدهِ" المخلصين لله" في قوله (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)!
لان الاخلاص ليس له علاقة كبيرة بالمعاصي فقط بل الامرُ اعظم من ذلك كما ذكرت آنفا !!
أن ابليس يفرحُ بالبدعةِ أكثر من فرحهِ بالمعاصي...هل تعلمون لماذا؟

لانَ البدعة بريدُ الكفرِ...ولان العاصيَ يفعلُ المعصية...وهو يعلمُ أنها معصيةٌ
فيتوب منها...والمبتدعُ يفعلُ البدعة يعتقدُها دِيناً يتقربُ بهِ الى الله فلا يتوب منها...والبدعُ تقّضي على السنن وتكره الى أصحابها فعل السنن أهل السنة !

والبدعة تباعد عن الله وتوجب غضبه وعقابه وتسبب زيغ القلوب وفسادها

لان المقصود بالاخلاص هنا لا يعني فقط الاخلاص بالمعنى العام وهو خلاف الرياء فقط !
بل يجب ان يكونَ العملُ موافقاً لسنةِ نبيهِ ومنهجهِ وقد اخلصَ هذا العمل للهِ وارى انه لايجتمعُ عمل عاملٍ على غيرِ هدي نبيهِ والاخلاص ابدا!!
قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال : أخلصه وأصوبه قالوا يا أبا علي : ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا ; والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة
واقولُ للاحزابِ والفرقِ ومن اتبعَ هواه قول الله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون
اقولُ للحزب السروري وحزب التكفير والتفجير والاخوان وغيرهم كما قال تعال(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
واقول لغيرهم من .......!!!
الذين اتبعوا أَهْوَاءَهُمْ بغير علم ويدافعون عن الباطل وكانوا بالأمسِ القريب ندا له !!!
اذا أردنا التجريد والتنخيل والتصفية أن من قال وقام بالحرب على من كان بالامس يستظل بظلهم واليوم ينكر يدا مدت اليه !
بالطعن والتنكيس لخير امة على الارض دون منازع بأن السلفية "حزبٌ مقيتٌ ! والكثيرُ الكثير !
أليس !هذا يدخلُ فيمن سَهلَ على الشيطانِ بأنّ يُضلِهُ ويرميه في غياهيب الردى !
والأدهى والآمرُ أصبح من يدافعُ عن الحقِ ويُظّهِرَ الباطلَ. جزارٌ! ... وقصابٌ!... وكِلاهُما بمعنى واحد لو اكتفى بواحدة منها لأراح يده التعب والالم!!
اليس هذا ممن اتبع هواه!

وكل من خالف منهجَ رسولِنا عليه السلام مبتدعٌ !
وله سواد الوجهه في الآخرة، كما في قوله تعالى(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)آل عمران: 106

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة".

يلقى عليه الذل في الدنيا والغضب من الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152].

قال الشاطبي: "قال الله تعالى)وَكَذَلِك نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ( لأعراف: 152
فهو عموم فيهم وفيمن أشبههم، من حيث كانت البدع كلها افتراء على الله". الاعتصام (1/166)
ونسأل الله الهداية للجميع
رائد ال خزنه